بالرافضة .... وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي، وحذف من كلام النووي ما تكلم به على أحاديث الصفات، فإن النووي أشعري العقيدة، فلم تحمل قوى هذا الكاتب أن يكتب الكتاب على الوضع الذي صنفه مصنفه، وهذا عندي من كبائر الذنوب، فإنه تحريف للشريعة، وفتح باب لا يؤمن معه بكتب الناس وما في أيديهم من المصنفات، فقبح الله فاعله وأخزاه، وقد كان في غنية عن كتابة هذا الشرح، وكان الشرح في غنية عنه .. )) اهـ. كلام الإمام السبكي مختصراً)) انتهى
قلت: أما قوله (ولقد تزايد الحال بالخطابية وهم المجسمة في زماننا هذا) فهذا من أبطل الباطل لأنه يعني بالمجسمة مثبتي الصفات الفعلية من أتباع شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره من الحنابلة وغيرهم. والخطابية قوم من الرافضة يعتقدون إلهية الأئمة وإلهية أبي الخطاب الأسدي ويقولون: إن جعفر الصادق قد أودعهم جلداً فيه ما يحتجون إليه من علم الغيب ويسمونه (الجفر) وزعموا أنه لا يقرأ ما فيه إلا من كان منهم وستحلون الكذب علي مخالفيهم ولذا لم يجز الشافعي شهادتهم وأشار إلى ذلك في كتاب الشهادات من الأم.وأخبارهم مشهورة في كتب المقالات ككتاب ((الفَرق بين الفِرق)) للبغدادي وغيره من كتب المقالات.
ثم إن السبكي هذا قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فإنه لو قصد بالمجسمة الرافضة من الخطابية وغيرهم لصدق لأن الرافضة منهم هشام بن الحكم الرافضي أول من قال:إن الله جسم. ولكنه حمل مجسمة زمانه بزعمه الذين هم أهل السنة علي الحقيقة علي قوم من أكفر خلق الله وهم الخطابية.
وأما قوله ((إمامان ابتلاهما الله بأصحابهما، وهما بريئان منهم: أحمد بن حنبل ابتلي بالمجسمة)) فهو كما قال شيخ الإسلام (مجموع الفتاوى 3/ 186): " وقلت لهذا الشيخ من فى أصحاب الإمام أحمد - رحمه الله - حشوى بالمعنى الذى تريده الأثرم؟ أبو داود؟ المروذى؟ الخلال؟ أبو بكر عبدالعزيز؟ أبو الحسن التميمى؟ ابن حامد؟ القاضى أبو يعلى؟ أبو الخطاب؟ ابن عقيل؟ ..... ورفعت صوتى وقلت سمهم قل لى منهم من هم؟ أبكذب ابن الخطيب وإفترائه على الناس فى مذاهبهم تبطل الشريعة وتندرس معالم الدين كما نقل هو وغيره عنهم أنهم يقولون: إن القرآن القديم هو أصوات القارئين ومداد الكاتبين وأن الصوت والمداد قديم أزلى من قال هذا؟ وفى أى كتاب وجد هذا عنهم؟ قل لى وكما نقل عنهم أن الله لا يرى فى الآخرة باللزوم الذى ادعاه والمقدمة التى نقلها عنهم "اهـ
قلت: آمن المجسمة الموفق ابن قدامة أم الشيخ أبو عمر المقدسي أم الشيخ عبد القادر أم المجد ابن تيمية أم شيخ الإسلام أم ابن مفلح أم ابن عبد الهادي أم ابن القيم أم المزي أم من؟!
وأما قوله: ((وقد وصل حال بعض المجسمة في زماننا إلى أن كتب (شرح صحيح مسلم) للشيخ محي الدين النووي ... إلخ) فليقل من هو ذلك المجسم بزعمه الذي فعل ذلك؟ فإن شيخ الإسلام وأتباعه معاصري ذيالك السبكي لا يعرف عنهم قدح في مثل الشيخ أبي زكريا النووي بل يذكرونه في مصنفاتهم ويعدونه من العلماء انظر مجموع الفتاوي (3/ 224 و 25/ 148) و شرح الأصفهانية (196) و إغاثة اللهفان (1/ 228) و جلاء الأفهام (463 و 466 و 467 و 473) وحاشية ابن ماجه (9/ 209) وزاد المعاد (1/ 370 و 376 و 2/ 401 و 5/ 337) وغير ذلك.
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 02:12 ص]ـ
ثم قال: ((فانظر كيف وصفهم قبل 700 سنة وكأنه يرى حال مجسمة اليوم رحمه الله تعالى، وهكذا كلما ظهروا ونشروا التشبيه والتجسيم قام عليهم الأئمة والعلماء فأجحروهم وبينوا للناس أمرهم وكشفوا عن حقيقة عقائدهم وسمهوهم باسمهم الحقيقي وهو المجسمة والحشوية المشبهة، هذا وكما رد عليهم الأئمة في سالف الزمان وفي كل آن كما قدمنا فكذلك سار العلماء القريبون من عصرنا وعلى رؤوسهم علماء الزهر الشريف)) انتهى
قلت: بل هذا من محض الزور والافتراء والتحطط علي أولياء الله بما ليس فيهم مما لا يطلقه غير أهل الأهواء والبدع قال الطحاوي:" وعلماء السَّلف من السَّابقين ومَن بعدهم من اللاَّحقين أهل الخبر والأثر، وأهل الفقه والنَّظر، لا يُذكرون إلاَّ بالجميل، ومَن ذكرهم بسوءٍ فهو على غير السَّبيل " اهـ
¥