قلت: وهذا من أبطل الباطل ومن جنس كلام جهم فإنه قال: لا أقول الله شيء أو ليس بشيء. وقالت المعتزلة والأشاعرة: الله لا داخل العالم ولا خارجه وهذا باطل لأنه لا فرق إذن بينه وبين المعدوم لأن الله إما أن يكون داخل هذا العالم فيكون حالاً في خلقه أو بعضهم وهذا محال وإما أن يكون خارج العالم فوق خلقه أو تحتهم أو مجانباً لهم والآخران باطلان فتعين الأول وقد حكى الإجماع عليه غير واحد قال ابن القيم وقد عزى ذلك:
فالذات خصت بالسماء وإنما ال معلوم عم جميع ذي الأكوان
ذا ثابت عن مالك من رده فلسوف يلقى مالكاً بهوان
وكذاك قال الترمذي بجامع عن بعض أهل العلم والايمان
الله فوق العرش لكن علمه مع خلقه تفسير ذي ايمان
وكذاك أوزاعيهم أيضاً حكى عن سائر العلماء في البلدان
من قرنه والتابعين جميعهم متوافرين وهم أولو العرفان
إيمانهم بعلوه سبحانه فوق العباد وفوق ذي الأكوان
وكذاك قال الشافعي حكاه عنه البيهقي وشيخه الرباني
حقاً قضى الله الخلافة ربنا فوق السماء لأصدق العبدان
حب الرسول وقائم من بعده بالحق لا فشل ولا متوان
وكذلك النعمان قال وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
هذا الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان
وانظر مقالة أحمد ونصوصه في ذاك نلقاها بلا حسبان
فجميعها قد صرحت بعلوه وبالاستوا والفوق للرحمن
وله نصوص واردات لم تقع لسواه من فرسان هذا الشان
إذ كان ممتحناً بأعداء الـ حديث وشيعة التعطيل والكفران
واذا أردت نصوصه فانظر إلى ما قد حكي الخلال ذو الإتقان
وكذاك إسحاق الإمام فإنه قد قال ما فيه هدى الحيران
وابن المبارك قال قولاً شافيا إنكاره علم على البهتان
قالوا له ما ذاك نعرف ربنا حقاً به لنكون ذا إيمان
فأجاب نعرفه بوصف علوه فوق السماء مباين الأكوان
وبأنه سبحانه حقاً على الـ عرش الرفيع فجل ذو السلطان
وهو الذي قد شجع ابن خزيمةٍ إذ سل سيف الحق والعرفان
وقضي بقتل المنكرين علوه بعد استتابتهم من الكفران
وبأنهم يلقون بعد القتل فو ق مزابل الميتات والأنتان
فشفى الامام العالم الحبر الذي يدعي أمام أئمة الأزمان
وقد حكاه الحاكم العدل الرضى في كتبه عنه بلا نكران
وحكى ابن عبد البر في تمهيده وكتاب الاستذكار غير جبان
إجماع أهل العلم أن الله فو ق العرش بالإيضاح والبرهان
وأتى هناك بما شفى أهل الهدى لكنه مرض على الهميان
وكذا على الأشعري فإنه في كتبه قد جاء بالتبيان
من موجز وإبانة ومقالة ورسائل للثغر ذات بيان
وأتى بتقرير استواء الرب فو ق العرش بالايضاح والبرهان
وأتى بتقرير العلو بأحسن التقرير فانظر كتبه بعيان
والله ما قال المجسم مثل ما قد قاله ذا العالم الرباني
فأرموه ويحكم بما ترموا به هذا المجسم يا أولي العدوان
أو لا فقولوا أن ثم حزازة وتنفس الصعداء من حران
فسلوا الإله شفاء ذا الداء الـ عضال مجانب الإسلام والإيمان
وانظر إلى حرب وإجماع حكى لله درك من فتى كرماني
وانظر إلى قول ابن وهب أوحد الـ علماء مثل الشمس في الميزان
وأنظر إلى ما قال عبدالله في تلك الرسالة مفصحاً ببيان
من أنه سبحانه وبحمده بالذات فوق العرش والأكوان
وانظر الى ما قاله الكرخي في شرح لتصنيف امرء رباني
وانظر الى الأصل الذي هو شرحه فهما الهدى للمددٍ حيران
وانظر الى تفسير ذاك الفاضل الثبت الرضي المتطلع الرباني
ذاك الإمام ابن الامام وشيخه وأبوه سفيان فرازيانِ
وانظر إلى النسائي في تفسيره هو عندنا سفر جليل معان
واقرأ كتاب العرش للعبسي وهو محمد المولود من عثمان
واقرأ لمسند عمه ومصنف أتراهما نجمين بل شمسان
واقرأ كتاب الاستقامة للرضى ذاك ابن أصرم حافظ رباني
واقرأ كتاب الحافظ الثقة الرضى في السنة العليا فتى الشيباني
ذاك ابن أحمد أوحد الحفاظ قد شهدت له الحفاظ بالإتقان
واقرأ كتاب تأثرم العدل الرضى في السنة الأولى إمام زمان
وكذا الإمام ابن الامام المرتضى حقاً أبي داود ذي العرفان
تصنيفه نظما ونثرا واضح في السنة المثلى هما نجمان
واقرأ كتاب السنة الأولى التي* أبداه مضطلع من الإيمان
ذاك النبيل ابن النبيل وكتابه أيضاً نبيل واضح البرهان
وانظر إلى قول ابن أسباط الرضى وانظر إلى قول الرضى سفيان
¥