وانظر إلى قول ابن زيد ذاك حماد وحماد الإمام الثاني
وانظر إلى ما قاله علم الهدى عثمان ذاك الدرامي الرباني
في نقضه والرد يا لهما كتا با سنة وهما لنا علمان
هدمت قواعد فرقة جهمية فخرت سقوفهم على الحيطان
وانظر الى ما في صحيح محمد ذاك البخاري العظيم الشان
من رده ما قاله الجهمي بالنقل الصحيح الواضح البرهان
وانظر إلى تلك التراجم ما الذي في ضمنها إن كنت ذا عرفان
وانظر الى ما قاله الطبري في الـ شرح الذي هو عندكم سفران
أعني الفقيه الشافعي اللالكا ئي المسدد ناصر الإيمان
وانظر إلى ما قاله علم الهدى التيمي في إيضاحه وبيان
ذاك الذي هو صاحب الترغيب والترهيب ممدوح بكل لسان
وانظر الى ما قاله في السنة الـ كبرى سليمان هو الطبراني
وانظر الى ما قاله شيخ الهدى يدعى بطلمنكيهم ذو شان
وانظر إلى قول الطحاوي الرضى وأجره من تحريف ذي بهتان
وكذلك القاضي أبو بكر هو ابن الباقلاني قائد الفرسان
قد قال في تمهيده ورسائل والشرح ما فيه جلي ببيان
في بعضها حقاً على العرش استوى لكنه استولى على الأكوان
وأتى بتقرير العلو وأبطل الـ لام التي زيدت على القرآن
من أوجه شتى وذا في كتبه باد لمن كانت له عينان
وانظر الى قول ابن كلاب وما يقضي به المعطل الرحمن
اخرج من النقل الصحيح وعقله من قال قول الزور والبهتان
أوليس الاله بداخل في خلقه أو خارج عن جملة الأكوان
وانظر الى ما قاله الطبري في التـ فسير والتهذيب قول معاني
وانظر الى ما قاله في سورة الـ أعراف مع طه ومع سبحان
وانظر الى ما قاله البغوي في تفسيره والشرح بالإحسان
في سورة الأعراف عند الاستوا فيها وفي الأولى من القرآن
وانظر الى ما قاله ذو سنة وقراءة ذاك الامام الداني
وكذاك سنة الأصبهاني أبي الـ شيخ الرضي المستل من حبان
وانظر الى ما قاله ابن سريج الـ بحر الخضم الشافعي الثاني
وانظر الى ما قاله علم الهدى أعني أبا الخير الرضي النعمان
وكتابه في الفقيه وهو بيانه يبدي مكانته من الإيمان
وانظر الى السنن التي قد صنف العلماء بالآثار والقرآن
زادت على المائتين منها مفردا أوفى من الخمسين في الحسبان
منها لأحمد عدة موجودة فينا رسائله الى الإخوان
واللاء في ضمن التصانيف التي شهراً ولم تحتج الى حسبان
فكثيرة جداً فمن يك راغبا فيها يجد فيها هدى الحيران
وهم النجوم لكل عبد سائر يبغى الإله وجنة الحيوان
أصحابها هم حافظوا الاسلام لا أصحاب جهم حافظو الكفران
وسواهم والله قطاع الطريـ ق أئمة تدعو الى النيران
ما في الذين حكيت عنهم آنفا من حنبلي واحد بضمان
بل كلهم والله شيعة أحمد فأصوله وأصولهم سيان
وبذاك في كتب لهم قد صرحوا وأخو العماية ما له عينان
أتظنهم لفظية جهلية مثل الحمير تقاد بالارسان
حاشاهم من ذاك بل والله هم أهل العقول وصحة الأذهان
قلت: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع. وأولئك الذين قال البربهاري فيهم: ((واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة وطعنوا على آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه وكفرت من وجوه وتزندقت من وجوه وضلت من وجوه وابتدعت من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحداً منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح. واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم)) انتهى
أولئك هم " أمناءُ اللهِ من خليقتِه والواسطةُ بين النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه و سلَّمَ - وأمتِه والمجتهدون في حفظِ ملتِه أنوارُهم زاهرةٌ وفضائلُهم سائرةٌ وآياتُهم باهرةٌ ومذاهبُهم ظاهرةٌ وحججُهم قاهرةٌ وكلُ فئةٍ تتحيزُ إلى هوى ترجعُ إليه أو تستحسنُ رأياً تعكفُ عليه سواهم فإنَّ الكتابَ عدتُهم والسنةَ حجتُهم والرسولُ فئتُهم وإليه نسبتُهم لا يعوجون على الأهواءِ ولا يلتفتون إلى الآراءِ يُقبلُ منهم ما رووا عن الرسولِ وهم المأمونون عليه والعدولُ حفظةُ الدينِ وخزنتُه وأوعيةُ العلمِ وحملتُه ومنهم كلُ عالمٍ فقيهٍ
¥