وإنّما أشار عليه الصلاة والسلام إلى المشرق لأنّ أهله يومئذ أهل كفر فأخبر أنّ الفتنة تكون من تلك النّاحية وكذا وقع فكان وقعة الجمل ووقعة صفين ثمّ ظهور الخوارج في أرض نجد والعراق وما وراءها من المشرقوكان أصل ذلك كلّه وسببه قتل عثمان بن عفّان رضي الله عنه. وهذا علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلّم وشرف وكرم. اهـ
وهذا علامة العراق بلا منازع الشيخ محمود شكري الآلوسيرحمه الله تعالى يقول عن بلده العراق – والتي هي في الحقيقة نجد قرن الشيطان ـ:
(ولا بدع فبلاد العراق معدن كل محنة وبليّة، ولم يزل أهل الإسلام منها في رزية بعد رزية، فأهل حروراء وما جرى منهم على الإسلام لا يخفى، وفتنة الجهمية الذين أخرجهم كثير من السلف من الإسلام إنما خرجت ونبغت بالعراق، والمعتزلة وما قالوه للحسن البصري وتواتر النقل به … إنما نبغوا وظهروا بالبصرة، ثم الرافضة والشيعة وما حصل فيهم من الغلو في أهل البيت، والقول الشنيع في الإمام علي، وسائر الأئمة ومسبّة أكابر الصحابة .. ، كل هذا معروف مستفيض). (غاية الأماني في الرد على النبهاني) 2/ 148
وجاء في الموطأ للإمام مالك رضي الله عنه (ص761 مع تنوير الحوالك) مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، تحقيق: طه عبد الرؤوف سعد وسعد حسن محمد:
(11) باب ما جاء في المشرق
29 - حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر انه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى المشرق ويقول ها إن الفتنة ههنا إن الفتنة ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان.
30 - وحدّثني مالك أنّه بلغه أنّ عمر بن الخطّابأراد لخروج إلى العراق فقال له كعب الأحبار: لا تخرج إليها يا أمير المؤمنين فإنّ بها تسعة أعشار السّحر وبها فسقة الجنّ وبها الداء العضال.
والحقائق التأريخية المؤكَّدة، والأحداث الواقعة والمتوقعة، وشواهد القرون الماضية والغابرة يظهر منها صدق هذه الأخبار، ويستحيل فيها بأدنى احتمال التخلّف وعدم الوقوع، ويستفاد منها جميعاً أن (العراق) مركز مثار الفتن، التي صرح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، سواء فيما لم يقع؛ مثل:
خروج يأجوج ومأجوج،
وظهور الدجال، وحسر الفرات عن جبل من ذهب،
واقتتال الناس عنده مقتلة عظيمة
، أو ما وقع وحصل مثل: وقعة الجمل،
ومحاربة صفين،
وفتنة كربلاء،
وحادثة التتر،
وكمقتل الحسين
، وفتنة ابن الأشعث
، وفتنة المختار وقد ادعى النبوة ...
وما جرى في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي من القتال، وسفك الدماء وغير ذلك مما يطول عده.
وكذلك ظهور الفرق البدعيّة الضالة؛ كالخوارج الذين ظهروا من (الحروراء) -وهي قرية على نحو ميلين من الكوفة-،
والروافض -ولا زال وجودهم فيها قويّاً-،
وسائر الفرق؛ كالمعتزلة، والجهمية، والقدرية، فإنّ أول ظهورهم كان في العراق
كما في أول حديث في «صحيح مسلم».
ويدل على هذا: ما أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (8/ 654 - ط. دار الفكر) بسند صحيح عن سعيد بن المسيب، قال: قال أبو بكر: هل بالعراق أرض يقال لها خراسان؟ قالوا: نعم. قال: «فإنّ الدجال يخرج منها
وقد جاء في فضل بعض أهل نجد كتميم، ما رواه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: أُحِبُّ تميماً لثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوله لما جاءت صدقاتهم: «هذه صدقات قومي»، وقوله في الجارية التميمية: «اعتقها فإنها من ولد إسماعيل»، وقوله: «هم أشد أمتي على الدجال» ..
ملحوظه زهذا لا يعني أن أهل نجد كلهم صالحين أو أن أهل العراق كلهم طالحين فاسدين
وما أحكم قول سلمان الفارسي لأبي الدرداء حينما دعاه أن يهاجر من العراق إلى الشام:
«أما بعد؛ فإن الأرض المقدسة لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله»
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 01:01 ص]ـ
جزاك الله خيرًا.
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[07 - 02 - 10, 07:25 م]ـ
بارك الله فيك أبا قتادة
وجزاك الله خيرا