قال بعضهم في منتديات النخبة:
ولننظر كيف يكون الجمع النصوص وكيف يكون التدبر الواعى لكتاب الله والحرص التام على عدم الزلل فإما كلام بيقين لايحتمل الرد وإلا فالسكوت نجاة
قال ربنا عز وجل فى خلق أبينا أدم عليه السلام
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} الحجر29
ومن المعلوم عند العلماء وبالإجماع وكمادلت النصوص القطعية أن خلق أبينا أدم عليه السلام تم على مرحلتين ذكرهما القرآن الكريم
الأولى مرحلة تسوية الطين وهى قوله تعالى {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ}
الثانية نفخ الروح وهى قوله تعالى (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)
قلت: هذا الإجماع المزعوم من الذي حكاه؟ وفي أي كتاب حكي؟ وعلى أي لسان نقل؟
هذا مفهوم النص وليس بمسألة إجماع.
قال:
والشاهد المراد هو (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي)
فنسب الفعل لذاته العلية (وَنَفَخْتُ)
وأضاف الروح لذاته العلية (مِن رُّوحِي)
فهل الأيةعلى ظاهرها!؟؟ أم مؤولة!؟! الذى يجيب عن ذلك التساؤل النصوص الأخرى
هي على ظاهرها.
وهذا الظاهر هو اللائق بالله تبارك وتعالى.
قال شيخ الإسلام [الفتوى الحموية 159 – 160]: ((واعلم أن من المتأخرين من يقول مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد وهذا اللفظ مجمل فإن قوله ظاهرها غير مراد يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلى أنه مستقر فى الحائط الذى يصلى إليه وأن الله معنا ظاهره أنه الى جانبنا ونحو ذلك فلا شك أن هذا غير مراد.
ومن قال إن مذهب السلف أن هذا غير مراد فقد أصاب فى المعنى لكن أخطأ بإطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والاحاديث فان هذا المحال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه فى غير هذا الموضع اللهم الا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار معذوراً فى هذا الإطلاق فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس وهو من الأمور النسبية وكان أحسن من هذا أن يبين لمن اعتقد أن هذا هو الظاهر أن هذا ليس هو الظاهر حتى يكون قد أعطى كلام الله وكلام رسوله حقه لفظاً ومعنى وإن كان الناقل عن السلف أراد بقوله الظاهر غير مراد عندهم أن المعانى التى تظهر من هذه الآيات والأحاديث مما يليق بجلال الله وعظمته ولا يختص بصفة المخلوقين بل هى واجبة لله أو جائزة عليه جوازاً ذهنياً أو جوازاً خارجياً غير مراد فهذا قد أخطأ فيما نقله عن السلف أو تعمد الكذب فما يمكن أحد قط أن ينقل عن واحد من السلف ما يدل لا نصاً ولا ظاهراً أنهم كانوا يعتقدون أن الله ليس فوق العرش ولا أن الله ليس له سمع ولا بصر ولا يد حقيقة)) انتهى
ثم قال المدعي:
قال الله عن خلق سيدنا عيسى عليه السلام فى شطر من الآية الكريمة
{فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء91
فبدا التماثل بين الخلقين وذكر ربنا التماثل فقال
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} آل عمران59
فهذا التماثل مثبت بنص صريح
هذا التماثل مبين في قوله تعالى (خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) أي أن عيسى مثله كمثل آدم في هذا، دون تعرض لمسألة نفخ الروح.
ثم قال:
فماذا قال ربناتبارك وتعالى فى تأويل قوله {فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا))
والخاصة بخلق سيدنا عيسى ليغلق الطريق على النصارى فلايحجتوا بالقرآن على عقيدتهم الباطلة الزاعمة بأن سيدنا عيسى (والعياذ بالله) ابن الله تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا
قال مولانا ذاكرا التأويل الصريح
{فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً.قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً.قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً}
فبدا من التفسير أن المباشر لنفخ الروح بأمر من الله هو سيدناجبريل وتسمية سيدناجبريل بالروح ورادة فى القرآن وعليها الإجماع من كافة العلماء
فبدا لنا أن قول ربنا تبارك وتعالى فى خلق سيدنا آدم عليه السلام (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي) على التأويل لما ذكر من المثلية كما ذكرت
وهذا جهل عظيم.
فالله تعالى نسب النفخ في آدم إلى نفسه، اما النفخ في عيسى فبواسطة حبريل. والمثلية قد مضى الكلام عليها.
ثم قال:
ولو رجعنا إلى السنة المطهرة لوجدنا قولا نبويا متفق عليه ذكره رسول الله فى حديث الشفاعة قال صلى الله عليه وآله وسلم فى قول الشفعاء لأبينا آدم عليه السلام يوم القيامة (خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه) وهذا يشير إلى المرحلتين (التسوية ونفخ الروح)
والمثبت لليد على ظاهر النص ليس له إلا أن يقول بظاهر النص بكامله
فيقول اليد صفة لله والكيف مجهول وكذلك الخلق فعل لذاته
والروح صفة لله والكيف مجهول وكذلك النفخ فعل لذاته
فإن فعل ذلك عارض صريح القرآن القائل بالتأويل لقوله
(ونفخ فيك من روحه)
فإن قال بظاهر الشطر الأول من النص وقال بتأويل الشطر الثانى
لا قول بالتأويل.
الروح هذه لا كلام عنها ولا إشكال فيها وهي خلق من خلق الله تعالى.
والنفخ فعل الله في الأولى بلا واسطة، وفي الثانية فعل جبريل.
وبقية قوله لا فائدة فيه.
وما رددت عليه إلا بطلب أحد الإخوة، وليس في قوله ما ينتهض للمعارضة أصلا.
والله المستعان.
¥