تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المثال لا الحصر ونقصد "قصيدة البردة" إذ قال فيها:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

وغير ذلك كثير في القصائد التي تلقى في مثل هذا اليوم والتي فيها الكفر - عياذاً بالله تبارك وتعالى -.

الشبهة الخامسة: في الصحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيماً له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منكم فأمر بصومه) فقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلاحظ ارتباط الزمان بالحوادث الدينية الكبرى التي مضت؛ فإذا جاء الزمان التي وقعت فيه كانت فرصة لتذكرها، وتعظيم يومها؛ ومن ذلك المولد النبوي، فنحن نحتفل به لذلك.

وفي الرد عليها نقول: إن من النعم التي أنعم بها الله تبارك وتعالى على موسى عليه السلام أن أغرق الله تبارك وتعالى فرعون، ونجَّى موسى عليه السلام، والنعم تستحق الشكر، وإن النعمة الكبرى في الأمة الإسلامية هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس مولده، إذ لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنه احتفل بمولده، ولم ينقل عن أحد من الصحابة أنه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يشر القرآن ليوم مولده صلى الله عليه وسلم وإنما أشار لبعثته على أنها فضل ومنة ونعمة فقال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين}، وقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِين}، فلو كان الاحتفال بذكرى مولده جائز؛ لكان الأولى الاحتفال بذكرى يوم بعثته وليس ذكرى يوم مولده صلى الله عليه وسلم؛ وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليوم فإنه عليه الصلاة والسلام المبلغ عن الله تبارك وتعالى، وهو المشرع عن الله تبارك وتعالى، وإنما نحن مأمورون بالاتباع لا الابتداع قال الله تبارك وتعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) وقال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، فالحديث الأول يشمل كل حدث في الدين، والثاني يشمل كل عمل لم يدل الشرع عليه، ولم ينقل، فهو مردود على صاحبه غير مقبول، ومن ذلك الاحتفال بالمولد.

الشبهة السادسة: حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صومه؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر رضي الله عنه: "رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وببيعتنا بيعة"، قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال: لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر، قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال: ((ومن يطيق ذلك؟) قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: ((ليت أن الله قوانا لذلك) قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال: ((ذاك صوم أخي داود عليه السلام) قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال: ((ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت .... الحديث))، فخص النبي صلى الله عليه وسلم يوم مولده بصيام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير