انقسامُ الحروفِ إلى غيرِ مختصٍ بالاسم ولا بالفعْلِ
لا يعْملُ غالباً ومخْتَصٍ بأحدِهِما يعْمَلُ غالباً
والحرْفُ إما أن يعُمَّ أو يَخُصْ بِفِعْلٍ أوْ باسْمٍ كما عليه نُصْ
واستَوْجَب المخْتَصُّ منهُ العَمَلا وما وإن مما سِوَى ذاك ولا
فهْوَ يُرَى مشْتركاًَ لا عَمَلا له وذلك يُسمى مُهْملا
كَبَلْ وهلْ أوْ عاملاً على خِلاَ فِ الأصْلِ تارةً كإن وما ولا
وما بالاسْماء قد اختَصَّ يَفِي ذا عَمَلٍ يَخْتَصُّ بالإسْمِ كَفِي
أوْ لا كإنَّ أوْ يكونُ مُهْمَلا كاللامِ في المُسْتَغْفِرِين مَثَلا
وما بالافْعَالِ كذاك وبِلَمْ ولَن وقدْ لَهُ المِثَالُ قدْ أَلَمْ
وهاكَ بعْض الأدَواتِ اللاتي تُذْكَرُ في بَعْضِ المُؤلَّفاتِ
مجموعَةً حَسَبَ ما مِن معْنَى فيهِ اشْتِراكُ كُلِّ نَوْعٍ عَنا
أدوات الاستفهام
هَلْ وأَ حَرْفانِ للاستفْهامِ أما الذي لهُ من الأَسَامي
فتسْعةٌ كَمْ كيْفَ أيٌّ أيْنَ أنّى ومَتَى وما وأَيَّانَ ومَنْ
تعْيينُ مَن يَعْقِلُ يُطْلَبُ بِمَنْ وغيْرِه بِما وأنّى للزَّمَن
ماضياً اوْ مستقْبلاً كذا متَى ولسِوَى ماضِيه أيَّانَ أَتَى
أيٌّ لعاقِلٍ وغيْرِهِ وَرَدْ وكُن بِكَمْ مستفْهِماً عن العَدَدْ
وكيْفَ عَن وصْفٍ بها اسْتَفْهِمْ وَحَالْ وكُن بأيْنَ عن مَكَانٍ ذا سُؤَالْ
أنّى بمعنى كيف طوراً تاتي مثالُها في مُحْكَمِ الآيات
قد جاء في آية {فاتوا حرثكمْ} وقبلَ ذا {نساؤكم حرث لكم}
والهمْزُ أصْلُ معْنَى الاستفْهَامِ فهْوَ لذَا يَكُونُ ذا أحْكَامِ
لِطَلَبِ التصديقِ والتصوُّرِ معاً وُرُودُهُ مِن المُشْتَهِرِ
كذا جَوَازُ حَذْفه إن قَبْلا أم التي للعَطْفِ جاءَ أوْ لا
كذا دُخولُهُ على الإثْباتِ والنفْيِ فهْوَ قَبْل ذيْنِ ياتي
رَأَى اخْتِصَاصَهُ بهذا البَعْضُ لكن بأَمْ لِمَا رَآهُ نَقْضُ
رابعُ ما اخْتَصَ به تَمَامُ تَصْديرِه كما رَوَى الأعْلامُ
ومِن معاني الهَمْزِ إذْ يُسْتَفْهَمُ به التَّعَجُّبُ كذا التَّهَكُّمُ
كذاك الانكارُ وإبْطالِيَّا يَكُونُ الانكار وتَوْبيخيَّا
والأمرُ والتَّقْريرُ والتسْوِيَةُ لها كالاستبْطاءِ تَاتي الهمْزَةُ
وذَكَرَ البَعْضُ مِن المَعَانِي للهَمْزِ غيْرَ هذِه الثَّمانِي
حروف النفي المشبَّهةِ بليْس
حروف نفيٍ ما وإن ولا ولاتْ أرْبَعَةٌ عَمَلَ ليس عاملاتْ
لا التي لنفْيِ الجنس وإنّ وأخواتها
ولا التي لنفْيِ جنسٍ أتتِ هِيَ المُسَمَّاةُ بلا التَّبْرِئةَ
وهذِهِ عمَلُها كإنّا وأنَّ معْ كأنَّ معْ لكنَّا
ومِثْلُ ذِي الأرْبَع ليْت ولعَلْ وهذِهِ عملُهاَ عكْسُ عَمَلْ:
كان وأخواتها
' كان وأضْحى ظلَّ بات أصْبحا أمْى وصَارَ ليس زالَ بَرِحَا
فتِئَ وانفكَّ وهذه الأربعهْ لنفْيٍ أو لِشِبْهِ نفيٍ مُتْبَعَهْ
تَرْفَعُ هذيِ المُبتدا اسْماً والخَبَرْ تنصبُه ' وعَكْسُهَا السِّتُّ الأُخَرْ
أفعالِ المقاربة
وكُلُّ ما دَلَّ على المقاربَهْ يُعْمِلُهُ عَمَل كانَ الطَّلَبَهْ
كذاك ما دَلَّ على الإنشَاءِ أي الشروعِ أوْ على الرجاءِ
أوْلى وَأَوشك وكاد كرَبا هَلْهَلَ أفعالُ بمعنى قاربا
أنشأْتُ للشروعِ معْ طفِقْتُ جعلتُ معْ أخذت مع علقت
جلس أو فرح وَزْن طبَقا كما أتى عن بعض مَن قد سَبَقا
فعينُ آتِيها يصحُّ الفتْح فيها وكسرُ عيْنها يصحْ
ولْتزن المصدرَ بالجُلوس إن شئت وإن شئْت فبالفَرَحِ زِنْ
وشرْحُ الاسْمونيِّ فيه كُتِبَا ثاني حروفها بفَاءٍ وبِبَا
وعَدَّ في غيرِ الخلاصةِ الإِمَامْ محمدُ بنُ مالكٍ هبَّ وقامْ
وما حكى شرَع يَقْرأُ الفتى بعدِّه الصَّبَّان منها قدْ أتى
وللرجاءِ اخْلَولَقَ اذْكُر وحَرى ومعْهُما أيضاً عسَى لَهُ اذْكُرَا
وكونُ ذِكر حرفاً أتى عن ثعلب وولد السّراج في مغني اللبيب
وقيل حرف إن تكن مثلَ لَعَلْ وفعلٌ إن كانت ككَان في العملْ
وقولُ من جعَلَها فعلاً رجحْ إذْ كونُها كأَخَواتِها أصحْ
وليس في ذاتِ التَّصرُّف وُرودْ لما من الأَقوال في ذات الجُمودْ
ففي عسى الشَّيخُ ويعْسو فعْلُ ماضٍ آتٍ كعَلا ويعْلو
أفعال القلوب
وتَنصِِبُ الجُزْأيْنِ ظَنَّ زَعَمَا حَجَا دَرَى حَسِبَ عَدَّ عَلِمَا
خَالَ رَأَى وَهَبْ تَعَلَّمْ وَجَدا جَعَلَ إن كَانَتْ بِمَعْنى اعتَقَدا
هَبْ وتعَلًَّمْ دائماً أمْرَانِ صِيغَةَ فِعْلِ الأمْرِ تَلْزَمانِ
¥