ثُمَّ ثبوتُ نِسْبَةٍ مدْلُولُ لِخَبرٍ وذا هو المقْبُولُ
وقيل بلْ مَدْلُولُه حُكْمٌ بها إمّا بإثْباتٍ لها أوْ سَلْبِها
معنى صدقِ الخبر وكذبه
ثُمّ إذا ما الاعْتقادَ طَابَقَا والواقِعَ الخَبَرُ كانَ صَادِقا
كذا إذا طابقَ مَا قدْ وَقَعا والجاحِظُ اشْتَرَطَ هذيْنِ معَا
فليس فاقِدُهُما عندَ أبِي عُثْمانَ بالصِّدْقِ ولا بالكَذِب
وقال ما طَابَقَ واحِداً فَقَطْ مِن كلا الامْرَيْنِ اعْتبارُهُ سَقَطْ
والجاحظُ الرّاغِبُ معْه اتَّفقا على اشْتراطِه لما قدْ سَبَقا
يُوصَفُ مِن ناحِيَةٍ بالكَذِبِ وجِهَةٍ بالصِّدْقِ عندَ الرّاغبِ
ما لمْ يُطابق واقعا أَوِ اعْتقادْ ممّا إليْه نَسَبُوا ذا يُسْتَفادْ
والطِبْقُ للوَاقِعِ هُو المُشْترَطْ في أشهر الأقوال عند من فرَطْ
وما سِوى هذا من الأقْوالِ أصْحَابُه مِنْ أهْلِ الاعتِزالِ
دليلُه وعيدُ من تعمَّدَا في الافترا على النبيِّ أحْمدا
لأنَّ ذلك على أنّ مِنَ الْكذب ما بالسّهْوِ قدْ يقَعُ دَلْ
ومَن سَهَا في الافترا على الرسول بما يُطابقُ اعتقادَه يقولْ
وبعضُهم مشترِطٌ لطِبْقِ مُعْتَقَدٍ لا واقِعٍ في الصِّدْقِ
ومنهمُ النّظّامُ والنّظّامُ وافقَهُ في قوْله أقْوامُ
دليلُهم ما شهِدَ المُنافقُونْ عليْه والمُنافقون كاذبون
وجعَل الكَذِب في الشهاَدَةِ مَن كان عَن ذلك ذا إجابةِ
وفَقْدُ الاعْتِقَادِ بيْنَ ذيْنِ وَاسِطَةٌ في أَحَدِ القوْليْنِ
وهْوَ يسمَّى عندهم بالسَّاذَجِ مُطَابِقاً أمْ لا لما في الخارِجِ
وقيل بلْ هُو لفَقدِ الطِّبْقِ يَدْخُلُ في الكّذِبِ لا في الصدْقِ
قائِلُ الاوَّل بقوْل الله جَلْ وعزّ {أفْتَرى على الله} اسْتدَلْ
أيْ ليس في حال جُنون المُخْبِر مُخبِرُنَا في قوْلِهِ بِمُفْتَرِ
جوابُه أنّ انتفِاءَ الافْتِرَا في الذِّكر بالجِنّة عنْه عُبّرا
الحقيقة والمجاز
وللمجازِ والحقيقةِ الكلام ْ قد جاء في فنِّ البيَان ذا انقسامْ
يَجيءُ كلٌّ منْهُما شرْعِيَّا ولُغوِياًّ ويجي عُرْفِياً
أمّا الحقيقةُ فمَا في مَا لَهُ قدْ وُضِع اللّفْظُ تَرى اسْتعْمالَهُ
أنواع المجاز
ثمّ المجازُ منْه ما قد وَرَدَا مُرَكَّباً ومِنْه ما جا مُفْرَدا
كِلاَهما يكونُ باسْتِعارهْ طوْراً ومُرْسلاً يكونُ تارهْ
ثمّ العَلاقَة اشتِرَاطُها فِيهِ عِندَهم مّا فيهِ مِنْ خلافِ
وسمِّ إسْنَاداً مجَازياًّ ما ياتي في الاسْنادِ كما يُسَمى
مجازَ اثْباتٍ وبالعقْليِّ كذاك سمََّوْه وبالحُكْمِيِّ
مِنَ الحقيقة يَكونُ الطَّرَفانْ منْه أو المجازِ أوْ يَخْتلِفانْ
' وشرْطُه قرينَةٌ مِنْ حالِ أوْ عقلٍ اوْ عادَةٍ اوْ مقَال '
المجاز المفرد المرسل
أمّا الذي فيه العَلاقَةُ تُلِمْ غيْرَ تَشَابُ
هٍ فمرْسَل عُلِم
مفْرَدُه الكَلِمة المُستَعْمَله في غيْر ما قدْ وُضِعَتْ مِن قبْل له
في عُرْفِ مسْتَعمِِلها معْ مَنْعِ قرينَةٍ لقصْدٍ أصْل الوضْعِ
كغُضَّ طَرْفَ القلْبِ علّك ترى رَبّ الورى عمّا سِوى ربِّ الوَرى
وأَخْلِصَن واخْلعْ نِعَال الكوْنِ ولْتَسْأَلِ المُعِينَ حُسْنَ العَوْنِ
علاقات المجاز المرسل
أمّا علاقاتُ المجَازِ المُرْسلِ فإنّها ما ذَكَروا -إنْ تسَل -:
السّبَبِيّة والمُسَبّبِيّة
من سبب عُبّر عَن مُسبَّب به ومِن مسبّبٍ عَن سَبَبِ
نحوُ رعَى الغَيْثَ المريعَ الشّاءُ وأَمْطَرَتْ نباتاً السَّماءُ
الكل والجزء
والكُلِّ والجُزْءِ فكُلُّ ذَيْنِ بهِ ياتُون وهْوَ نائبٌ عن صاحبِهِ
كخالدٌ لأَصْبَعٍ في المِسْمَع يُدْخل أَيْ أَنمُلَةٍ منْ أصبَع
والعينُ للرَّبيئَةِ اسْماً وَرَدا وهْوَ الذي يبحَثُ عَنْ أمْرِ العِدا
الحالِّيّة والمحَلّيّة
وعن محلِّ الشيءِ مَا يحُلُّه نابَ وذا يخْلُفُه مَحَلُّهُ
فجنَّةُ اللهِ محَلُّ الرَّحْمةِ ورَحْمَةُ اللهِ أتَتْ للجَنَّةِ
والقَرْيةُ التي هِيَ المحَلُّ لأَهْلِها بها أُريدَ الأَهْلُ
كذلك النَّادي لأهلِه محَلْ فهْوَ لذلِكَ محَلَّ الأهْلِ حَلْ
الأصل والمآل
وعَن مآلِ الشيءِ نابَ أصْلُهُ ونابَ عَنْ أَصْلٍ كذا مآلُهُ
والشَّرْطُ في ذا أن يَكُونَ ذا المآلْ بالقطْعِ أوْ بالظّنِّ لا بالاحتمال
{آتوا اليتامى} قبل {أموالهمُ} للأَصْلِ مُثِّلَ بها عندهمُ
فالأَصْلُ يُتْمٌ في الذي المالَ يَنَالْ كمَا لعَصْرِ العِنَبِ الخَمْرُ مَآلْ
¥