والاعْتباراتُ التي بها انقسامْ لِما سوى المرْسَل خمْسَةٌ ترامْ
بجامعٍ وطرَفَيْن والثلاَ ثَةِ ولَفْظٍ وبخارجٍ جلا
انقسامها باعتبار الجامع إلى داخلٍ في مفهوم الطرفين وخارج عنه
في الطَّرَفيْنِ داخِلاً يكون جا معٌ وعنْهُمَا يَكون خارجا
انقسامها باعتباره أيضا إلى غريبة خاصيّة وقريبة عاميّةٍ مبتذلَة
وللغرابة أواناً يخْفى وَظاهراً مُبْتذلاً قد يُلْفى
واسْمٌ لها في الأوَّل الغَرِيبةُ واسْمٌ لها في الآخِر القريبَةُ
تِلْك لفاعِلَةِ خصَّ تُنْمى وذِي إلى فاعِلَةٍ مِنْ عَمَّا
انقسامها باعتبار الطرفين إلى عناديَّةٍ ووفاقيَّة
والطَّرفَانِ باعْتبارِ ما فييهما يُلاحَظُ من التَّنافي
فهْي لدى ثُبوته أوْ عَدَمِ ذا لعِنِادٍ وَوِفَاقٍ تَنتَمي
فذا يصحُّ فيه أن يَجْتمعا وفي التَّنافي الاجْتماع امْتَنَعا
انقسام العناديَّة إلى تمْليحيَّةٍ وتَهَكُّميَّة
أُولاهُما تُلْفَى لتَمْليحيَّةِ ذاتَ انقسامٍ وتَهَكُّميَّةِ
انقسامها باعتبار الجامع والطرفين إلى ستة أقسام
وباعْتبار ما سياتي أتَتِ أَقْسَامُها محْصُورةً في ستةِ
تجدُ حِسِّيَّيْنِ مِنْها الطرَفَينْ طورا وعَقْليَّيْنِ أوْ مُخْتَلفَيْنْ
والجَامعُ اشْتَرَكَ ذانِ فِيهِ وهْوَ كوجْه شبَه التَّشْبِيهِ
وهْوَ يجي مثلَهُما حِسِّيَّا طوراً ومُخْتلفاً أو عَقْلِيَّا
في الصُّورة الأولى وأمَّا في الأُخَرْ فليس بالحِسِّيِّ في تلْك الصُّوَرْ
انقسامها باعتبار اللفظ إلى مكنية وتصريحية
وهِيَّ عندهمْ إلى مكْنيَّةِ تُقْسَم تارة وتَصريحيَّةِ
ياتي في الاولى لازِمُ المُشبَّهِ به وفي الأخْرى يُصَرَّحُ به
انقسام كل من هاتين إلى تبعية وأصلية
وتان كلٌّ منهما مَعنيَّة بالتَّبعيةِ وبالأصليهْ
فتلْك ما الحَرْف أوِ الفعْلُ أتى فيها وما اسْمُ الجنس فيه جاءتا
كأسد أو قتل أو كعلم مأوّل كما در وحاتم
كأَسَدٌ به شجاعٌ قدْ أُريدْ والقَتْلُ يستعارُ للضربِ الشديدْ
وتالِيَاهُما لِذي الكَمَال في البُخْلِ والجُودِ من الرِّجَال
والتَّبعيَّةُ كما بالحرفِ تجي وبالفعْلِ تجي بالوَصفِ
مِنِ اسْم فاعلٍ أو اسْمٍ لمكانْ أو اسْمِ مفعولٍ أو اسمٍ لزمانْ
أوْ صفةِ مُشْبِهَةٍ أوْ أفْعَلا تَفْضيل اوْ ما اسْماًً لفعْل قدْ جلا
ويُلْحَق المنسُوبُ والمصغّرُ بذاك والآلةُ مما يُذكَرُ
إضمار التشبيه في المكنيّة والتخْييليّة
وللمشبَّه لدَيْهم تُثْبِتُ ما للمُشَبَّهِ به بالمَكْنيةُ
وهاهُنا ذا الرُّكنُ ليس يُذْكَرُ سِواه والتشْبيهُ فيها مُضمرُ
وأَنشبتْ أظْفارَها المَنيَّهْ مِثَالُ الاسْتِعارَةِ المكنيَّهْ
ولفظُ الاظْفارِ هُوَ التَّخْييلُ فيما لها ياتي به التمثيلُ
والاستعَارةُ لتَحقيقيَّةِ ذاتُ انقسامٍ ولتخييليةِ
ولم تَكن بِدُونِ تخْييليَّهْ لِتُوجَدَ اسْتعارَةٌ مكْنيَّهْ
وتانِ تعْريفُهُما فيه اخْتَلَفْ على ثلاثَةِ مذاهبَ السلَفْ
بالمُصرِّحة هاتين ثلا ثةً مِن الأقْسامِ بعْضٌ أكْمَلا
انقسامها باعتبار ما هو خارج عما سبق إلى مرشَّحة ومجرَّدة ومطلقة
وباعْتِبَارِ ذِكْرِ ما يُلائِمُ طَرَفَهَا ذاكَ وذَا تنقسِمُ
إلى مرَشَّحَةِ ان ذُكِرَ ما للمُسْتَعارِ مِنْه حَسْبُ لاءَما
ولمُجرَّدَةٍ ان فيها وَرَدْ ما لاَءَمَ الطَّرَفَ الاخَرَ فقَدْ
وصِفْ بتَرْشيح وتجْريدٍ معا إن المُلائِمَانِ فيها اجْتَمعا
وإن مِنَ المُلائِمَيْنِ خَلَتِ معاً فَسَمِّ تلْكَ بالمُطْلقةِ
وإن لذي الأقْسَام رُمْت الأمْثِلَهْ فارْجِعْ إلى المَرَاجِعِ المُطَوَّلَهْ
المجاز المركَّب المرْسَل
أمَّا مركَّبُ المجازِ المُرْسلُ فمثْلُ الإنشَاءِ إذا يُسْتَعْمَلُ
في موْضِع الخبر أوْ بالعكْسِ لقصْد إظْهارِ سُرورِ النفْسِ
والضُّعْفِ والأَسَفِ والدُّعاءِ إن وَرَد الخَبَرُ للإنْشاءِ
والعكْسِ مِثْلُ ما النبيُّ قَصَدَهْ في قوله ' فليتبوَّأْ مقْعدهْ '
فالقَصْد بالأَمْرِ هُنا الإِخْبارُ بأنّ مأْوَى مثلِ هذا النارُ
المجاز المركَّب بالاسْتعَارةِ
ثانِي المُرَكَّبَيْن ' ما يُسْتعْمَلُ فيما بمعْنى أصْلِهِ يُمَثَّلُ
والقصدُ باسْتِعْمالِ ذاكَ فيهِ هُو المبَالغةُ في التَّشْبيهِ
كقَوْلِنا لرَجُلٍ قد قَصَدَا أَمْراً وفيه معَ ذا تردَّدا
أنت لرِجْلك مُقدِّماً تُرى ثمَّ تُرى لأُخْتِها مُوَخرا '
فالمُترددُ له إقْدامُ يَتْبعُه لضُعْفِه إحْجامُ
¥