وذلك التشبيهُ مِنْه الطرفانْ ممّا له تَعَدُّدٌ مُنتَزَعَانْ
كذاك وَجْهُ الشّبهِ التّرددُ مُنتزَعٌ ممّا له تَعَدُّد
ومَثَلاً هذا يُسمَّى واسْتعَا رةً إلى التَّمثيل تُنسبُ معا
وشَرْطُ ذلك بلا جِِدالِ عندَهُم فُشُوُّ الاستعمالِ
وصُورةُ المَثَلِ لا يُنَكَّبُ عَنْها إذا اسْتُعمِلَ ذا المُرَكَّبُ
فاقْتَف في المثَل لفْظَ أوَّلِ مَن قاله عَن لفظِه لا تَعْدِلِ
فالتا اكسِر ان كان من الرِّجالِ مَنْ خاطبتَه بالصَّيْفَ ضيَّعْتِ اللَّبَنْ
والمتشابِهُ من القرْآنِ منْه ومن جَوَامِعِ العَدْنانِي
المجاز العقلي
أمّا المُسمَّى مِنْه بالعَقْليِّ ففي الإضَافيِّ والاسْناديِّ
مِن المركَّب وذا المَعْنيُّ به هُنا المرَكَّبُ النَّحويُّ
كالجَرْي إنْ أُضيفَ للأَنْهارِ ونحْوُ ' مكْرُ الليل والنّهار '
وكلِّ ما المُسْنِدُ فيما اعْتَقَدَهْ لغيْرِ مَنْ هُوَ لَهُ قدْ أسْنَدَهْ
وهْوَ سِوَى الفَاعِلِ في نحْو شَرِبْ أوْ ما سِوَى المفْعُولِ في نحْو ضُرِبْ
مِن فعْلٍ أوْ مِن مشْبِهٍ لهُ إلى مُلابِسٍ قَدْ أُسْنِدَا تأوُّلا
أنواع الملابس
أمَّا المُلابِسُ فمثْلُ السَّبَبِ وهكذا المفعولُ غيرُ النّائِبِ
والظّرفُ وقْتاً أو مكانا يُذْكَرُ مِنْه كما يذْكَرُ مِنْه المَصْدَرُ
كقدْ بنَيتَ يا فَتَى أحْسَنَ بَيْتْ مَعْنَاهُ كُنتَ سَبَباً فيما بَنَيْتْ
و {عيشة راضية} فيها إلى مفْعُولِه إسْنَادُ ذَا اللفْظِ جَلاَ
والسَّيْلُ مفْعَمٌ إن العيْنُ فُتِحْ إذْ إنَّما بكسْرِها المَعْنَى يَضِحْ
ونَهَرٌ جَارٍ وَلَيلٌ سَارِ ظَرْفانِ للسُّرى ومَاءٍ جارِ
فنهرُ الماءِ له ظرْفُ مَكَانْ والليْلُ أيضاً للسُّرى ظرْفُ زَمَانْ
وجَدَّ جِدُّ جابِرٍ في السَّهَرِ لطَلَبِ المَجْدِ مِثَالُ المَصْدَرِ
الفرْقُ بين المجاز والكنايةِ وارْتتباطُهُما بالتشبيه
وفي الكناية خلافاً للمجازْ قَصْدُ الذي اللفظُ لهُ وُضِعَ جازْ
وغَيْرُ معْنَى اللَّفْظِ في الإِرَادَةِ أَصْلٌ هُوَ المَقْصُودُ بالإفَادةِ
وتُطْلَبُ النسَبُ والصِّفاتُ بها وتُطْلَبُ بها الذَّواتُ
ولستَ تَحْتَاجُ إلى التَّنبِيهِ عَلى ارْتِبَاطِ ذَيْنِ بالتشبِْيهِ
فالاسْتِعارةُ على ذا تُبْنى فهْيَ شبِيهَةٌ بهِ في المَعْنى
فاعْتَنِ بالتّشْبيهِ والكِناَيَةِ إن كُنتَ بالبَيَانِ ذا عِنَايةِ
وارْجِعْ إلى مَواضِعِ الكَلامِ فيما لهَذيْنِ من الأقْسامِ
عَلاقة الفنِّ بالمَنطِقِ
وباصْطلاحاتٍ لعِلْم المنطِقِ بعْضُ أُصُولِ الفقْهِ ذُو تعَلُّقِ
مِثْلُ التَّصوُّرِ الذي العلمُ يُحَدْ بِهِ وحدُّ الفقْهِ بالعِلْمِ وَرَدْ
وفي معَاني الهَمْزِ بالتَّحْقيقِ قدْ جاءَ معْ قسِيمِه التَّصْديقِ
فذَانِ قِسْمانِ لعلْمِ الحَادِثِ لا غيْرِه في رأْيِ كُلِّ باحِثِ
وهْوَ ضرُوريٌّ إذا بالبَصَرِ والسَّمْعِ كان مُدْرَكاً لا نظري
' أوْ بِبَديهَةٍ كَكَوْن الشيءِ لمْ يمْكِن له جَمْعُ الوُجودِ والعَدَمْ '
والنَّظَريُّ للتَّأَمُّلِ افْتَقَرْ والعِلْمُ في أحَدِ ذَيْنِ ما انْحَصَرْ
إذْ عَدَمُ الجَهْلِ لزومُه جَلي مِن جَعْله منْحصِراً في الأوَّل
وعدمُ العِلْمِ لزومُه دُري من جعْله مُنْحَصرا في النَّظَري
' ويَلْزَمُ الدَّوْرُ أوِ التَّسَلْسُلْ مِنْ أنَّه بغيْرِهِ يُحَصَّل
والنَّظَرُ الفِكْرُ الذي يُومَلُ أن يكونَ موصِلاً لجَزْمٍ أو لِظَنْ
وسَمِّيَنْ حَرَكةَ النُّفوسِ تَخَيُّلاً إن تك في المحسوس
وسَمِّها فَكْراً على المنقولِ عمّن مضى إن تَك في المعقولِ
والنَّفْسُ إنْ إلى تمام المعْنى تصِلْ فَبِالإدْرَاكِ ذاكَ يُعْنىَ
أمَّا الشُّعورُ فهْوَ أن لا تصِلا إليْهِ معْ عِلْمٍ بهِ قَدْ حَصَلاَ
وحُكْمنا على الذي لمْ يَكُنِ مِنَّا بهِ الشُّعُورُ غيْرُ مُمْكِنِ
فإن يَكُنْ أمْكَنَ عِندَ ذَلِكَه وذاكَ كالجِنِّ وكالملائكَهْ '
وبيْتُ شرْحِ النَّظَرِ السابِقُ للْأَخِ وَمن نظْمِ المَبَاحِثِ نُقِلْ
ونَظْمُه في المَنطِقِ الذي اخْتُصِرْ بهِ سِوَاهُ مِنْهُ ما بَعْدُ ذُكِرْ
مَرَاتب الاعتقاد
وذكر ذا يدعو إلى إيراد ما من مراتبَ للاعتقادِ
فالحُكمِ بالشيءِ معَ احْتمالِ نقيضِهِ يكونُ ذا أحوالِ
إذْ يَرْجَحُ احتمالُهُ أو يَضْعُف أو بالتساوي الاحتمال يوصف
فإن يكن عُدِم فيه الجزمُ وكان مرْجُوحاً فهذا وَهْمُ
¥