أي ليْسَ يَسْتَلْزِمُ ما هُوَ مَحلْ نِزَاعِ خَصْمَيْن دليلٌ قدْ حصَلْ
مثال النوع الأول
أنوَاعُه قدْ مثَّلُوا للأَوَّلِ منها بما يُقال في المُثَقَّلِ
قتْلٌ بما يَقْتُلُ غالباً فلا يُنافي الاقْتصاصَ عندَ النُّبَلا
فهْوَ على الإحْراق عندَ المُسْتَدِلْ في كوْنِه ليس يُنافيهِ حُمِلْ
جوابُه مِن جانِبِ المُعْتَرضِ سَلَّمْتُ لكن لِمَ قلتَ يَقْتَضي؟
مثال النوع الثاني
وثاني الانْواعِ إذا رُمْتَ المِثالْ له مَثَالُهُ لَدَيْهِمْ أن يُقالْ
ليس تَفَاوُتُ الوسيلةِ بما نِعٍ من القِصاص عندَ العُلَما
كالمُتَوسَّلِ لَه مِن مِثلْ قطعٍ وجَرحٍ مثَلاً وقَتْل
يقولُ مُعْترِضُه مُسَلَّم ومَانِعٌ إبْطالُه لا يَلْزَمُ
عليْه أن تنتَفيَ المَوانِعُ كُلاًّ وتُوجَدَ الشروطُ جُمَعُ
ويَتَوَقَّفُ على جميعِ ما ذُكِرَ كوْنُ الاقتصاصِ لازِما
والقوْلُ بالمُوجَبِ مِنْ هذا الْقبيلِ عندَهُمْ أكْثَرُهُ في الأغْلَبِ
مثال النوع الثالث
ثالثُ الانواعِ هُوَ المُرادُ بقوْلِهمْ فيما به أفادُوا:
وربَّما سَكَت عَن مُقَدِّمَهْ لَمْ تَشْتَهِرْ مِن شَكْلِهِ الذْ نَظَمَهْ
كأن يُقالَ في اشْتِراطِ النِّيَّةِ في الغُسْلِ والوُضُوءِ كلُّ قُرْبَةِ
مِن شَرْطِها النيَّة كالصلاةِ يُنتِجُ لابدَّ مِنَ النيَّاتِ
فإنَّ قولَ المُسْتَدِلِّ: تَلْزَمُ فيمَا يكُونُ قُرْبَةً مُسَلَّمُ
ولا يَرَى لُزومَها المُعْتَرضُ في الغُسْلِ لازِماً على ذا وَالوُضُو
القول بالموجب في البيان
وفي البَيَانِ حَمْلُ قَوْلِ ذي الكلام على سِوَى المعْنَى الذي بالقوْلِ رَامْ
كبِالأيَادي كَاهلي ثَقَّلْتَا إن بالمَجي ثقَّلتَ أنتَ قُلْتَا
أو قلْتَ أبْرَمْتَ بمُكْثٍ عندِي فقَالَ بلْ أبْرَمْتَ حَبْلَ الوُدِّ
أوْ نحْوُ مَا بعْدَ {لئن رجعْنا إلى المدينةِ ليُخْرجنَّا}
فإنَّ في مَقَالة المُنافقينْ إثْبَاتَ إخْرَاجِ فريق المومنينْ
وعَن فَريقِ المومنينَ بالأذَلْ كَنَوْا وعَنْ أهْلِ النِّفاقِ بالأوَلْ
والحُكْمُ بالعِزَّةِ لله وللرَّ سُولِ في الآيةِ فيهِ إن نُّظِرْ
إثْبَاتُ وصْفٍ في كلامٍ لِسِوَى مَن صَاحِبُ الكَلامِ بالوصْفِ نَوَى
ولا تَعَرُّضَ لإِثْبَاتٍ ولا نَفْيٍ لحُكْمٍ أثْبَتُوهُ أوَّلا
تقسيمات القياس: القسمة الأولى ثنائية
وعندَ أهْلِ الفنِّ للْجَليِّ ينقَسِمُ القيَاسُ والخَفِيِّ
فما بنَفْيٍِ فارقٍ قُطِعَ فيهْ هُوَ جَليُّه وإلاَّ فخَفِيهْ
وظنُّ نفْيِ فارقٍ كالجزْمِ بهِ على ما قال أهْلُ العِلْمِ
الثانية ثلاثية
أوْ هَكَذا الجليُّ والوَاضحُ بيْنْ ذَيْنِ وبالشَّبَهِ سِمْ ثالثَ ذَيْنْ
والشَّبَهُ اسْمُ سادِسِ المَسَالِكْ وقدْ مضَى مِن قبْلُ ذِكْر
ذلكْ
الثالثة ثلاثية أيضا
أوِ القياسُ إنْ إلى الجَليِّ نُوِّعَ والوَاضحِ والخَفِيِّ
فبِذِهِ لِتَسْتَبينَ تُقْرَنُ ثلاثَةٌ الاوْلى المُسَاوي الأدْونُ
أوَّلَ تِلْك فَسَّروا بأوَّل ذِي والذي يليهِ بالذي يَلي
كذاكَ بالآخِرِ مِن ذي الآخِرُ مِن تِلْكَ أيضاً عِندهم مُفَسَّرُ
الرابعة ثلاثية أيضاً
وقدْ يُنوَّعُ إلى الدّلالةِ ومَعْنى الأصلِ تارَةً والعِلَّةِ
الأوَّلُ ما فيهِ الفَقيهُ لِأثَرْ أوْ حُكْمِ أوْ لازِمِ عِلَّةِ ذكَرْ
ومَعْنى الاصْلِ هُوَ ماَ كانَ الفقِيهُ فيه جامعاً بنَفْيِ الفارقِ
وماإلى العِلَّةِ قدْ أُضِيفَ فيهْ صَرَّحَ بالعِلَّةِ نفْسِهَا الفَقِيهْ
الخامسة ثنائية
والآمديُّ زادَ قِسْمَتَيْنِ على ذِه الثَّلاثِ أُخْرَيَيْنِ
الاولَى إلى مُؤَثِّرٍ فيها انقَسَمْ وبالمُلائِمِ قَسِيمُه اتَّسَمْ
السادسة رباعية
وبإخَالَةٍ أتَى في الأُخْرَى وذكَر الشَّبَهَ ثُمَّ السَّبْرَا
وبعْدَ هذِهِ بالاطِّرادِ أكْمَلَ الارْبَعَةَ في التَّعْدَادِ
الدليل التاسع: عمل أهل المدينة
ومالكٌ بعمَل الصَّحابةِ وتابعِيهمُ مِنَ أهْلِ طابَةِ
فيما مِنَ الأحْكَامِ لا مَجَالا للرَّأْيِ فيه يَرَى الاسْتدْلالا
وحُجَّةٌ في الحُكْمِ الاجْتِهادي أيضاًَ على قوْلٍ لبَعْضِ النَّادي
واحْتجَّ مالكٌ سَليلُ أنسِ به على نَفْيِ خيار المجْلسِ
مُقَدِّماً له على المَرْويِّ فيه المُصَحَّحِ عَن النبيِّ
فهْوَ على خَبَرِ الآحاد لديْهْ مُقَدَّمٌ ولا يُقَدَّمُ عليْهْ
إن لمْ يُقَوِّهِ دليلٌ آخَرُ على الذي له يَميلُ الأكْثَرُ
¥