تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نظرات جديدة في كتاب (الأعلام) للزركلي (1) و (2)]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 12:08 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

نظرات جديدة في كتاب (الأعلام) للزركلي (1)

كنت قد نشرت بضع نظرات واستدراكات على كتاب (الأعلام) لخيرالدين الزِّرِكْلي رحمه الله، ذلك الكتاب الذي لا يقاربُه كتاب في فنِّ التراجم منذ بضعة قرون، وإن لتراجمه مذاقاً خاصاً، فقد استنفر في تحبير هذا الكتاب خلاصة علمه وأدبه وذوقه وسعة اطلاعه ونتاج رحلاته وأعماله ومقتنياته، فتراجمُه - على اختصارها - فيها التصوير الدقيق لحال المترجَم ومرتبته، والاختصار لما يطول وصفُه من سيرته، والتنويه بأهمِّ أعماله ومؤلَّفاته والنوادر التي يقع عليها من آثاره.

وكان من دأبي أن أنشرَ ما يجتمع لديَّ أولاً بأول، خدمة لهذا الكتاب العظيم ومحبَّة لمؤلِّفه الذي أرجو الله تعالى أن يتقبَّل منه عمله وأن يجعلَه في ميزان حسناته.

وسيرى القارئ أن كثيراً مما سأورده في مقالتي هذه مدارُه على كتاب (جناية الصيَّادي على التَّاريخ) للأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن سليمان الشايع. ولعل من المفيد أن أقدِّم بين يدي المقالة ترجمة مُقتضبة للصيَّادي، فهو: أبوالهدى محمد بن حسن الصيادي، ولد سنة 1266هـ وتوفي سنة 1328هـ, كان من كبار الدعاة إلى الطرق الصوفية في عصره، ومن المقرَّبين إلى السلطان عبدالحميد الثاني، تعلَّم بحلب ثم ترقَّى إلى أن ولي نقابة الأشراف فيها، ثم اتصل بالسلطان عبدالحميد الثاني فحظيَ عنده، واستمرَّ في خدمته زهاء ثلاثين سنة، وكان له من سعة النفوذ ومَضاء الكلمة عنده وعند حاشيته ما حصَّل به جاهاً عريضاً، فصار محطَّ أنظار العلماء والأدباء والشعراء، ولما خُلع السلطان عبدالحميد نُفيَ الصيَّادي إلى جزيرة الأمراء في رينكيبو فمات بها، وكان موفورَ الذكاء، ومن أمارات ذلك أنه حَرَصَ في كتبه أن يُسند دعاواه إلى مصادر سابقة، ثم يؤلِّف أو يقوم بتكليف من يؤلِّف تلك المصادر، وينسب أكثرَها إلى رجال لا وجود لهم، ثم يؤلِّف كتباً فيها تراجم لهم وينسبها إلى آخرين كذلك، وقد انتقده كثير من علماء عصره واتَّهموه بوضع كتب ونسبتها إلى مؤلِّفين متقدِّمين، وافتعال تراجمَ لا وجود لها، من هؤلاء العلماء: محمد راغب الطبَّاخ، وجمال الدين القاسمي، ومحمود شكري الألوسي، ومحمد سليم الجندي، ومحمد كرد علي، وخير الدين الزركلي الذي قال في ترجمته 6/ 94: "وصنَّف كتباً كثيرة أشكُّ في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يُملي جانباً منه فيكتبه له أحدُ العلماء ممَّن كانوا لا يفارقون مجلسه .... وله شعر ربما كان بعضُه أو كثير منه لغيره".

ويكاد جهد الصيادي ينصبُّ في مجرى واحد هو الطريقة الرفاعيَّة، من إعلاء شأن الطريقة، وتثبيت نسبها وإلحاقه بالنسب النبويِّ الشريف، ونسبة نفسه إلى عشيرة الصيَّاد، ونسبة الصيَّاد إلى الرفاعيَّة، ونسبة بني خالد الذين يزعم أنهم أخواله إلى خالد بن الوليد، مع أن المؤرِّخين يجزمون بانقطاع عَقِبِه، والردِّ على مخالفيه فيما تقدم، وغمز الطريقة القادريَّة نسباً وحالاً وتفضيل الرفاعيَّة عليها.

وقد أُخمل ذكره بعد وفاته، فكان خُمولاً عجيباً بعد أن كان ظهوره ظهوراً عجيباً، على ما يقول الأستاذ عبدالرحمن الشايع.

المجلد الأول:

ص148 - الصيادي، أحمد بن عبدالرحيم الرفاعي الصيادي (ت670هـ) أحال على الأزهرية، وذيل كشف الظنون، ومعجم المطبوعات. وهذه الترجمة من تلفيق أبي الهدى الصيادي. ا نظر (جناية الصيادي على التاريخ) ص83.

ص154 - الحارثي: أحمد بن عبدالكريم، عدَّ من كتبه: (الأدوية المفردة على ترتيب حروف أبجد). وأظنه يقصد على حروف المعجم أو الألف باء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير