تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: هي أفضل الطبعات الكاملة للمسند في الجملة، وقد قُوبلت على عدة نسخ خطية منها نسخ موثقة، ذكرها المحققون في مقدمة عملهم (1/ 104 - 137) ووضعوا صورًا لبعض أوراقها في (1/ 154 - 175)، وذكروا كثيرًا من فروقها بالحواشي، وراجعوا بعض الكتب التي لها تعلق مباشر بالمسند مثل «جامع المسانيد» لابن كثير، و «أطراف المسند» لابن حجر، و «غاية المقصد في زوائد المسند» للهيثمي، و «ترتيب أسماء الصحابة» لابن عساكر، و «حاشية السندي على المسند»، وبذلك جاءت هذه الطبعة أكمل من كل الطبعات السابقة عليها، مع ترقيم الأحاديث، والحُكم على أسانيدها، والتوسع في تخريجها وذكر الشواهد والمتابعات لها، وبذلوا جهدًا كبيرًا، جزاهم الله خيرًا، وطبُع الكتاب مع فهارسه في خمسين مجلدة من القطع المتوسط، منها خمس مجلدات للفهارس.

ويُؤخذ على هذه الطبعة عدة أمورٍ:

منها: كبر حجمها جدًا، مما أدى إلى غلاء سعرها وكونها ليست في متناول كثير من طلبة العلم.

ومنها: عدم كفاية النسخ التي اعتمدوها لتحقيق المسند؛ فقد وقع فيها نفس السقط الكبير الذي وقع في الطبعة الميمنية القديمة، مما دفعهم إلى محاولة استكماله من الكتب التي اعتنت بالمسند كما تقدم.

ومنها: أن حكم محققيها على الأحاديث لا يسلم لهم في كثير من الأحاديث، فقد أهملوا كثيرًا من كلام أهل العلم على الأحاديث، خاصة ما يتعلق بالعلل الخفية وأخطاء الثقات، وهذا أمر معروف لا يحتاج إلى تدليل.

ومنها: تصرف محققيها في النص في بعض الأحيان، فإنهم لما حذفوا من أوائل الأحاديث «حدثنا عبد الله حدثني أبي» اضطروا إلى وضع في خلال النص [قال عبد الله بن أحمد] بين معقوفين هكذا في مواضع كثيرة، مخالفين للنسخ التي اعتمدوا عليها، وقد تبعوا في ذلك الشيخ أحمد شاكر، وكذلك تصرفوا في مواضع أخرى من «المسند».

ومنها: وهم محققيها في مواضع، منها على سبيل المثال وهمان في صفحة واحدة من مقدمتهم للكتاب (ص87):

الوهم الأول: ذكروا ترتيب المسند على حروف المعجم لأبي بكر محمد بن عبد الله بن عمر المقدسي الحنبلي المتوفي سنة 820هـ، وقالوا: انظر «تاريخ التراث العربي» لسزكين (3/ 221). قلت: هذا وهمٌ تابعوا عليه سزكين، وهو قد أحال على فهرس دار الكتب المصرية (1/ 96)، حديث 29م. والكتاب للحافظ أبي بكر بن المحب الصامت، ونسخته تحت يدي، وفي آخرها كتب: آخر الجزء الرابع من ترتيب مسند الإمام أحمد على حروف المعجم في الصحابة، جمع الإمام الأوحد أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد عبد الله المقدسي الحنبلي، ألحق فيه الشيخ عماد الدين ابن كثير باقي ما في الكتب الستة والمسانيد والسنن من الرواية وسماه «جامع المسانيد والسنن». قلت: فظهر أن الكتاب للحافظ ابن المحب الصامت، وقد ذكروه قبل نقلًا عن ابن الجزري على الصواب.

الوهم الثاني: ذكروا تهذيب المسند وترتيبه على الأبواب للشيخ الإمام المحدث قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن محمد بن سليمان الحنبلي الشهير بابن زريق المتوفى 841 هـ، وقالوا: وقد فُقدت هذه النسخة فيما فُقد في كائنة تيمور في دمشق سنة 803 هـ. قلت: هو وهمٌ لا أدري من أين نقلوه، وأصل هذا الكلام هو للحافظ ابن حجر العسقلاني فقد قال في «المعجم المفهرس» (ص 129) وهو يتكلم عن المسند: ورتبه من أهل عصرنا الحافظ ناصر الدين بن زريق علي الأبواب، وأظنه عُدم في الكائنة العظمى بدمشق. قلت: وناصر الدين بن زريق هو الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسي المتوفى سنة 803 هـ، ترجمته في «المعجم المفهرس» لابن حجر (ص528)، و «الضوء اللامع» (7/ 300 - 301). قلت: منشأ هذا الوهم وأمثاله أن السادة المحققين يرسلون كلامهم إرسالًا في مواضع كثيرة فلا يوثقونه بالعزو إلى مصدر، ولو تأنوا في نقولاتهم وراجعوا مصادرها مراجعة دقيقة - كما نصحهم الأستاذ الدكتور محمود ميرة والأستاذ الدكتور أحمد معبد - ما وقعوا في مثل هذه الأوهام.

رابعًا: طبعة عالم الكتب

طبعةٌ كاملةٌ في الجملة صدرت عام 1419هـ - 1998م، بتحقيق السيد أبي المعاطي النوري وأحمد عبد الرزاق عيد وجماعة، في إحدى عشرة مجلدة، منها مجلدة للمقدمة، ومجلدتان للفهارس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير