" .. أمّا بعد: فيقول محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي: إني لما شرعتُ بعون الله تعالى وتيسيره في قراءة سنن الإمام الورع الثبت الحجّة أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني في ربيع الثاني من سنة 1343 ثلاث وأربعين وثلثمائة وألف هجريّة, وكانت نُسخ ذلك الكتاب نادرة الوجود, وقد صعُب على الطلبة اقتناؤها, أردتُ طبعه ليسهل الحصول عليه, ويعمّ النفع به, فطُلب منّي أن أكتب عليه شرحاً يكشف عنه النِّقاب, ويوضّح ما فيه للطلاب, إذ لم يكن مشروحاً شرحاً وافياً, فشمّرتُ عن ساعد الجدّ والاجتهاد, واستعنتُ بالملك المقتدر الهادي إلى سبيل الرشاد, وشرحته شرحاً واضحاً غاية الإيضاح:
مُفصِحاً عن معانيه كل الإفصاح.
وتَوخَّيتُ فيه تأييد الحقّ, وقوَّيته حسبما وصل إليه الجهد.
وسمّيتُه: المنهل العذب المورود شرح سنن الإمام أبي داود.
وقد عنيت فيه ببيان تراجم رجال الحديث.
وشرح ألفاظه, وبيان معناه.
وما يُستفاد منه من الأحكام والفوائد.
مبيِّناً أوجه الخلاف, وأدلّته إن كان.
ثمّ أذكر مَن أخرَج الحديث غير المصنِّف؛ سواء كان من الأئمة الستّة أم غيرهم.
وأبيّن حاله من صحّة أو حُسن أو غيرهما.
سالكاً في ذلك سبيل الإنصاف, متنكِّباً طريق الاعتساف.
ولإتمام الفائدة بدأتُ بذكر مقدّمة تشتمل على:
نبذة من مصطلح الحديث.
وعلى ترجمة المصنِّف وتلاميذه.
وبيان النُّسخ المرويَّة عنه.
وأسانيد روايتي هذه السنن عن المصنِّف.
وأسأل الله تعالى أن يجعله عملاً مقبولاً لديه خالصاً لوجهه الكريم, ولا اعتماد في شيء إلا عليه, وهو حسبي ونعم الوكيل ".اهـ
ونضيف إلى ذلك: أنه تكلّم عن سنن أبي داود وعرَّف به, وطريقته في السّنن, وحكم ما سكتَ عليه في السنن.
ومن خصائص هذا الشرح الحافل:
أولاً: يأتي الشيخ أولاً بالكلام على رجال الحديث منبهاً على اختلاف الروايات من زيادة ونقصان .. أو نحو ذلك حسب طاقته ومعرفته.
ثانياً: الاعتناء بضبط الأسماء واللغات.
ثالثاً:بيان معنى الحديث, ومأخذ كل مذهب مع استيفاء كامل في ذلك من المصادر الموثوق بها , وفي هذا الباب يأتي بالفوائد الفرائد التي لا يفضله فيها أي شرح آخر مطبوع على سنن أبي داود.
رابعاً: يلخِّص ما ذكره في الباب السابق تحت عنوان: " فقه الحديث ", وهي طريقة معروفة باللَّف والنَّشر المرتَّب, حتى يكون أوقع في نفس الطالب, بله العالم والمحدث.
خامساً: الكلام على مَن أخرج الحديث, وفيه يأتي بغرر النقول من كلام أئمة هذا الشأن.
سادساً: الاعتناء بتحرير المسائل التي اشتهر الخلاف فيها.
وهذا الأسلوب الذي اتبعه الشيخ محمود خطاب السبكي توسع فيه في الجزء الأول جداً؛ أما الأجزاء الباقية ففيه بعض الاختصار عن الأول لمناسبات عديدة لا تخرجه عن خصائصه ومميزاته.
ينظر لما سبق: " المنهل العذب المورود ", مع مقدمة المؤلّف.
طبعات الكتاب:
طبع في مطبعة الاستقامة، بالقاهرة، في (8) مجلدات, سنة: 1351 هـ.
وصوّرته: مؤسسة التاريخ العربي, بيروت لبنان.
المصدر: (الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها).
ـ[محمدحجازي]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:32 ص]ـ
العلامة المحدث محمود بن محمد بن خطاب السبكي وانظر جزء كبير من ترجمته كتبتها في منتدى التراجم، وأسأل الله أن أنشط لإكمالها.وسؤالي للأخ محمد حجازي: هل هذه الطبعة من مكتبة السبكي بالخيامية القاهرة أم الطبعة المصورة ببيروت؟ وهل عنده الكتاب كاملا حيث اشتريت منذ فترة كبيرة الكتاب ومعه تكملة ابنه أمين وحفيده عبد العظيم إلى كتاب العتق، ولكن لم أصل بعد إلى كتاب العتق وما بعده.
الكتاب كامل
شرح المؤلف و ابنه لم يستوفوا متن السنن كله.