تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ظهور رواية أخرى لكتاب "جذوة المقتبس" للحميدي]

ـ[أبو سراج]ــــــــ[10 - 01 - 09, 12:29 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرة أخرى مرحبا بكم مع الدكتور بشار عواد حفظه الله تعالى في جديده الماتع بارك الله فيه

أذن الدكتور حفظه الله تعالى أن أكتب مقالته الجديدة لديكم حفظكم الله تعالى

وأرجو أن تفيدكم جدا

[ظهور رواية أخرى لكتاب "جذوة المقتبس" للحميدي]

الدكتور بشار عواد معروف

لا يختلف اثنان من الباحثين في أهمية كتاب "جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس" لأبي عبدالله الحُمَيْدي (420 –488هـ) في تاريخ الحركة الفكرية الأندلسية، فهو من مواردها الأصيلة التي اعتمدها مؤرخو هذه الحركة، لا سيما المشارقة منهم حيث اشتهر هذا الكتاب عندهم أيما اشتهار.

ولم نكن نعرف لهذا الكتاب سوى نسخة فريدة، محفوظة في مكتبة البودليان بأكسفورد برقم Hunt464 تتكون من عشرة أجزاء حديثية عدد أوراقها 178 ورقة لا يُعرف ناسخها ولا تاريخ نسخها لكننا استرجمنا أنها من منتسخات المئة السابعة.

وعلى هذه النسخة الفريدة نشر العلامة الشيخ محمد بن تاويت الطنجي يرحمه الله الكتاب منذ مدة مبكرة من حياته العلمية سنة 1952م، ثم طبعها غير واحد على طبعته، ثم وفقنا الله سبحانه إلى تحقيقها تحقيقًا علميًا بمشاركة ولدي محمد بشار عواد ونشرتها دار الغرب الإسلامي في إصدارها الثالث من "سلسلة التراجم الأندلسية" في مطلع سنة 2008م.

ولما كانت النسخة التي أقمنا التحقيق عليها نسخة فريدة لم يكن أمامنا سوى اعتبار الناقلين عن "الجذوة" نسخًا أخرى، وفي طليعة هؤلاء ابن عميرة الضبي (ت599هـ) في "بغية الملتمس" حيث يعد هذا الكتاب نسخة ثانية من "الجذوة" إذ اقتبس جل التراجم وأضاف إليها تراجم جديدة، فضلاً عن موارد أخرى بيناها في مقدمتنا لنشرتنا من هذا الكتاب.

وفي شهر أيلول من سنة 2008 أتحفني صديقي العلامة المحقق الأستاذ الدكتور محمد بن شريفة حفظه الله بنسخة أخرى مصورة من "الجذوة" كان قد حصل عليها من أحد الفضلاء هو السيد عبد المالك الشامي الذي كتب بخطه في أولها: "صورة مخطوطة جذوة المقتبس التي يملك أصلها السيد الأمين برذلّة ورثها عن والده المرحوم محمد برذلّة، وخصني بهذه الصورة رحمه الله طالبًا مني العمل على إخراجها إلى حيز الوجود. عبد المالك الشامي".

والنسخة مخرومة من أولها وآخرها، والمتبقي منها (116) ورقة رُقِّم كُل وجه من النسخة المصورة برقم مستقل، فجاءت المصورة في (232) صفحة، مسطرتها (21) سطرًا، وفي كل سطر (12 - 14) كلمة كتبت بخط نسخي مشرقي واضح، لعله من منتسخات المئة الثامنة، إذ لم يذكر تاريخ النسخ ولا اسم الناسخ.

أما الخرم فهو معظم الجزء الأول من الأصل إذ لم يبق منه سوى أربع صفحات من آخره في أثناء الكلام على الحسنيين عند قوله:"ثم غلبت عليهم هيبة إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد"، فالصفحة تبدأ من لفظة "هيبة" (ص 50 من نشرتنا)، وآخر ما في النسخة ترجمة يوسف بن هارون الكندي المعروف بالرمادي (ص 550 من نشرتنا)، فالمنخرم نصف الجزء الأخير من هذه النسخة، وهو الجزء السابع كما سيأتي بيانه.

وقد قابلت ما وصل إلينا من هذه النسخة بالنسخة البودليانية التي نشرنا عليها الكتاب، فتبين لي من غير ريب أن النسخة الفاسية هذه رواية ثانية لكتاب الجذوة راويها أحد علماء بغداد الكبار هو أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سَلْمان المعروف بابن البَطِّي (477 – 564هـ)، اعتنى به أبو بكر ابن الخاضبة فَسمَّعَهُ من شيوخ عدة منهم الحميدي، ونشأ على خير وصلاح، وبورك له في مسموعاته، وطال عمره، واشتُهِرَ ذكرهُ فصار أسند شيوخ بغداد في زمانه، فسمع منه كبار العلماء، منهم: أبو سعد السمعاني، وأبو الفرج ابن الجوزي، والحافظ عبد الغني المقدسي، والشيخ الموفق ابن قدامة، وفخر الدين ابن تيمية، وشهاب الدين السهروردي، وعبد اللطيف البغدادي وغيرهم. وهو ثقة صحيح السماع، وقال الشيخ الموفق: "ابن البطي شيخنا وشيخ أهل بغداد في وقته، وأكثر سماعه على ابن خيرون، وما روى لنا عن رزق الله التميمي ولا عن الحميدي ولا عن حَمْد الحداد غيره، قال: وكان ثقة سهلاً في السماع" (1).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير