تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

16 - أعل صاحب هذا الكتاب الحديث الثاني في قصة أيوب عليه السلام بأن “ابن شهاب الزهري ثقة ربما دلس، ولم يصرح في هذه الرواية بالسماع، وإن كان من صححه يعتمد المراتب التي ذكرها ابن حجر في طبقات المدلسين فإنه قد ذكره في المرتبة الثالثة، يعني بها أن لا يقبل من مروياته إلا ما صرَّح فيه بالسماع ممن رواه عنه، فما الذي رجح تصحيح هذا السند وقبول رواية معنعنة من مدلس؟! ” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب، ولم يذكر أن الأئمة قبلوا قوله (عن) كما ذكر الحافظ العلائي في جامع التحصيل، ويظهر أنه لم يذكره؛ لأن محله ليس هنا، وإنما محله حيث يُعِلُّ الباحث المشار إليه رواية بعنعنة الزهري! وكأن المقصود هو مخالفة الباحث المشار إليه فقط! فصاحب هذا الكتاب لا يعتني كثيراً ببيان علة المخالفة والضابط الذي استعمله في ترجيح الجرح أو التعديل على ما يعارضه، ونراه يعمد إلى أشد ما قيل في الراوي فيعتمده ويوجهه مع إمكان الجمع بينه وبين الأقوال الأخرى … فما الذي رجح عدم قبول عنعنة الزهري هنا؟! وقد أعل صاحب هذا الكتاب الحديث المشار إليه بعلة أخرى وهي أن “نافع بن يزيد [الذي رواه عن عقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم] وإن كان ثقة فقد خالفه ثقة آخر في وصل هذا الحديث. قال عبد الله بن المبارك: أخبرنا يونس بن يزيد عن عقيل عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم … قال: فلا مناص عن التوقف في تصحيح وصل الحديث حتى نجد قرينة ترجح وصله على إرساله. وإذا لم نجد فالواجب التوقف.أ هـ كلامه ولم يصرح بأنه لم يجد القرينة، وإن كان هذا هو الظاهر، لكن لا يلزم من أنه لم يجد القرينة ألا تكون موجودة مطلقاً، كما أن القرائن نسبية وغير محدودة؛ فيمكن أن يقال إن مما يرجح رواية نافع بن يزيد الموصولة: ما ورد في ترجمة يونس بن يزيد من أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً، وفي غير الزهري خطأ، ولم يرد مثل هذا في ترجمة نافع بن يزيد بل أُطلق القول بتوثيقه … وكثير من التعقبات الواردة في هذا الكتاب يمكن أن يناقش بمثل هذه المناقشة.

17 - قال صاحب هذا الكتاب (ص50): “ومن الغريب أن الباحث – بعد أن وضع هذا الحديث [يعني حديث "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص"] في مرتبة الاحتجاج – استنبط منه أن مسمى الإسلام غير الإيمان، وكأنه يريد أن يؤكد أن عمرو بن العاص “آمن”، وأن الناس “أسلموا”، وأكد ذلك بالاستشهاد بقوله تعالى: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم). وليس مقصود الباحث الإساءة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم، إنما قد يكتب الإنسان من الكلام ما يتوهم أن له غير معناه الظاهر المتبادر، ومن الذي يسلم منا من الخطأ والنسيان؟ (ربنا لا تؤاخذها [كذا وهو خطأ طباعي؛ صوابه: لا تؤاخذنا] إن نسينا أو أخطأنا) والله أعلم ” اهـ كلام صاحب هذا الكتاب، وما استغربه ليس بغريب، ولا يلزم منه الإساءة إلى أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم؛ لأن الحديث ليس على عمومه، فالتعريف في قوله (الناس) للعهد والمعهود مسلمة الفتح من أهل مكة، فهو محمول على مثل من ذكرهم الله في آية الحجرات، وقد استنبط ما استغربه صاحب هذا الكتاب طائفةٌ من أهل السنة والجماعة كما ذكر الإمام محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة، ونقله عنه ابن تيمية في كتاب الإيمان (ص302).

18 - ذكر صاحب هذا الكتاب (ص139): “أن عمر ابن أبي سلمة حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا أكلت فسم الله”، ولم يحدث عنه أنه قال “إذا أكلت فقل: باسم الله” واللفظ الثاني من تصرف الرواة الذين يروون بالمعنى ”. ولم يبين الفرق بين اللفظين، والأثر الذي يترتب على هذا الفرق، ولماذا لا يشمل قوله “واللفظ الثاني من تصرف الرواة الذين يروون بالمعنى” الصحابيَّ نفسه؟!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير