مجلد فإذا هو مصحف، ثمَّ إلى آخر فرآه كذلك، ثم إلى آخر فوجده مصحفا حتى عدَّ عشرين مصحفاً، ثم قال: كل ما في هذه الدار فهو قرآن المسلمين، فلذلكَ أحرقوها وتخطف الأفرنج أشياء من الكتب).
انظر تاريخ المكتبات الإسلامية ومن ألف في الكتب 31.
ويوقفني بكاء الملك ابن عمَّار ما قالهُ الأستاذ مصطفى السباعي في كتابه من روائع حضارتنا: (بهذه الروح العلمية شُغفَ عُلماؤنا وأمراؤنا بالكتب وجمعها، حتى إنَّهم كانوا يرون نكبتهم في أموالهم وبيوتهم أيسرُ عليهم من نكبتهم في كتبهم!).
وأما عن عدد ما أتلف من الكتب في هذه الحادثة المؤلمة يقول الأستاذ محمد كرد علي: (واختلفت الروايات في عدد المجلدات التي كانت في خزانة بني عمار أو دار حكمتهم في طرابلس، وعلى أصح الروايات أنها ما كانت تقل عن مائة ألف مجلد). انظر خطط الشام 6 - 191
* حلب (خزانة الكتب) قال الذهبي في تاريخ الإسلام10 - 128 ط دار الغرب: (وأُحرقت خزانة الكتب التي بحلب، وكان فيها عشرة آلاف مجلَّدة من وقف سيف الدولة ابن حمدان، وغيره).
* مكتبة المدرسة الأحمدية بحلب. قال الأستاذ كامل البالي الحلبي في كتابه نهر الذهب في تاريخ حلب 1 - 143: (كانت تجمعُ في خزانتها زُهاء ثلاثة آلاف مُجلد مخطوط في علومٍ شتى. وقد لعبت أيدي الضياع في كثيرٍ من محتوياتها النفيسة).
* مكتبات حلب. عقدَ الأستاذ كامل البالي الشهير الغزي في كتابه (نهر الذهب في تاريخ حلب) 1 - 142 ط الثانية فصلاً بعنوان: (المكتبات القديمة المفقودة): ومن تلك المكتبات مكتبة الجامع الكبير ومكتبات المدارس الكبرى كالمدرسة السلطانية والعصرونية والحلوية والشرفية والرواحية فإنَّ جميعَ هذه المكتبات فُقدت برمتها في حادثة تيمور لنك؛ منها ما استأثر به تيمور لنك وابْتاعه ومنها ما انتهبته العامة أثناء تلكَ الحادثة وطرحوه في زوايا بيوتهم ثمَّ باعوه بأبخسِ ثمن).
< HR SIZE=5>
بخارى وسمرقند
* مكتبات بخارى وسمرقند يقول الأستاذ محمد فريد وجدي: (إنهم لما فتحوا -أي المغول- بخارى وسمرقند غالوا في التخريب والتدمير فحرق ابن هولاكو مدرسة مسعود بك في بخارى سنة 671 وكانت من أوسع دور العلم في ذلك العصر فالتهمت النار كتبها الكثيرة) انظر دائرة معارف القرن العشرين 8 - 74 ط دار الفكر.
< HR SIZE=5>
إيران
* مكتبةُ ساوة قال ياقوت في معجم البلدان: (مدينةٌ حسنة بين الري وهمذان في وسط، بينها وبين كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخاً، سُنية شافعية، وفي سنة 617 هـ جاءها التتر الكفار الترك فخُبِّرتُ أنهم خربوها وقتلوا كل من فيها ولم يتركوا أحداً البتة، وكانَ بها دار كتب لم يكن في الدنيا أعظم منها بلغني أنهم أحرقوها) انظر معجم البلدان 3 - 179 ط دار صادر بتصرف.
خِتاماً وبعدَ ذكر هذه الفواجع، والمآسي والمواجع، يأتي الشيخ علي الطنطاوي فيخففُ مُصابنا، ويجبرُ كسرنا فيقولُ في مقالتهِ (الحلقة المفقودة) المنشورة عام 1937م (المكتبة العربية أجلّ تراثٍ علمي عرفه البشر وأعظمه، وأنها رغم ما أصابها من نكبات: منها نكبة هولاكو حين ألقى الكتب في دجلة حتى اسودَّ ماؤه -فيما نقلوا- من حبرها، ونكبة الإسبان حينَ أحرقوا الكتب وفيها حصاد أدمغة البشر قروناً طويلة، ولبثوا ليالي يستضيئون بنورها إلى الصباح؛ ورغم ما أضاعهُ الجهلُ والإهمالُ لا تزالُ مخطوطاتها تُغذِّي المطبعات في الشرقِ والغربِ من مئة وخمسين سنة إلى الآن دأباً بلا انقطاع، ولا يزالُ فيها ما يُغذيها خمسينَ سنةٍ أخرى في كلِ ناحيةٍ من نواحي التفكير وفي كلِ فرعٍ من فروعِ العلم).
ويقول العلاَّمة السيد عبد الحي الكتاني: (إنْ أُحرقَ ما أُحرق ونُهبَ ما نُهب وحُجرَ ما حُجر وأُخفيَ ما أُخفي فالأصلُ الأصيل لتفاصيلِ المدينة الإسلامية القرآنُ الكريم الذي جمعَ فأوعى وكان حفظهُ الذي لا يُنسى على ممر الدهور). انظر التراتيب الإدارية 2 - 462.
منقول
ـ[عثمان السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 10, 01:42 ص]ـ
صاحب المقال هل هو ابن للشيخ محمد الرشيد صاحب المؤلفات في الانساب والاعلام