والحلم أصل الرفعة والأنفة. قال الشافعي رحمه الله: ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزةٌ لمكّنتها من كل نذلٍ تحاربه
والحلم عنوان الصفح والعفو) 0 وقال علي رضي الله عنه:" أولى الناس بالعفو أقدرهم على العفويّة "0
وقال ابن عجلان: " ما شيء أشد على الشيطان من عالم معه حلم إن تكلّم تكلّم بعلم , وإن سكت سكت بحلم يقول الشيطان: سكوته أشد عليَّ من كلامه"0
وقال الشافعي رحمه الله: يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيبا يزيد سفاهةً فأزيد حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا
وحاء غلام لأبى ذر وقد كسر رجل شاة , فقال له من كسر رجل هذه؟ قال أنا فعلته عمدا لأغيظك , فتضربني , فتأثم.فقال. لأغيظن من حرضك على غيظي, فأعتقه
وشتم رجل عدى بن حاتم وهو ساكت, فلما فرغ من مقالته قال: إن كان بقي عندك شئ فقل قبل أ، يأتي شباب الحي ,فإنهم إن سمعوك تقول هذا لسيدهم لم يرضوا
ودخل عمر أبن عبد العزيز المسجد ليله في ألظلمه, فمر برجل نائم فعثر به ,فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ فقال عمر لا, فهم به الحرس, فقال عمر: مه , إنما سألني أمجنون؟ فقلت: لا
ولقي رجل على بن الحسين رضي الله عنهما , فسبه ,فثارت إليه العبيد ,فقال: مهلا , ثم اقبل على الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر, ألك حاجه نعينك عليها؟ فاستحى الرجل , فألقى عليه خميصه كانت علية , وأمر له بألف درهم ,فكان الرجل بعد ذلك يقول: اشهد انك من أولاد الرسول
علاج الغضب
أولاً/ الاستعاذة بالله العظيم من الشيطان الرجيم عملاً بقوله تعالى:} وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ? (سورة الأعراف: الآية رقم 200)
عن سليمان بن صُرَد أنه قال: استب رجلان عند النبي e فجعل أحدهما تحمَّر عيناه، وتنتفخ أوداجه. فقال رسول الله e : " إني لأعرف كلمةً لو قالها هذا لذهب عنه الذي يجد، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " (أبو داود، ج 4، الحديث رقم 4781، ص 249)
ثانياً /التزام الصمت وعدم الكلام لان سكوت الغاضب و تركه للكلام علاجاً مناسباً للغضب لما روي عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي e قال: " إذا غضب أحدكم فليسكت " قالها ثلاثاً. (أحمد، ج 1، الحديث رقم 2136، ص 239).
ثالثاً / التصاق الإنسان الغاضب بالأرض لما روي عن أبي سعيد الخُدري ? مرفوعاً أن النبي e قال: " ألا وإن الغضب جمرةٌ في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حُمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيءٍ من ذلك فليلصق بالأرض " (الترمذي، ج4، الحديث رقم 2191، ص 483
رابعاً/ الانشغال بذكر الله تعالى لما في ذلك من حصول الطمأنينة والسكينة مصداقاً لقوله تعالى: ? أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ? (الرعد: من الآية 28)
خامساً / تغيير الحالة التي يكون عليها الغاضب إلى حالةٍ أُخرى لأن في ذلك شغلٌ له وانصرافٌ – ولو يسير – عن ما هو فيه من غضب؛ فعن أبي ذرٍ t أن رسول الله e قال: " إذا غضب أحدكم وهو قائمٌ فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " (أبو داود، ج4، الحديث رقم 4782، ص 249).
سادساً /المسارعة إلى الوضوء -. فعن عطية بن عروة السعدي أنه قال: قال رسول الله e : " إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خُلق من النار، وإنما تُطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ " (أبو داود، ج 4، الحديث رقم 4784، ص 249)
هذه درر من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم فاتخذوها نبراساً لكم تأتمون به وتأخذون بهدية وتسيرون على منهاجه فتهتدوا , فإن الله جبله على مكارم الأخلاق , وأمرنا بالإقتداء به. قال الله تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتََدُون َ)] الأعراف 158 [.
رزقنا الله وإياكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم , ووفقنا إلى إتباع سنته وهديه حتى يأتينا اليقين.