ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:24 م]ـ
وليعلم أن الله تعالى مع سعة رحمته شديد العقاب، وقد قضى بتخليد الكفار في النار، مع أنه لا يضره كفرهم، وقد سلط الأمراض والمحن على خلق من عباده في الدنيا، وهو سبحانه قادر على إزالتها، ثم خوفنا من عقابه، فكيف لا نخاف؟!، والعجب أن القرن الأول عملوا وخافوا، ثم أهل هذا الزمان أمنوا مع التقصير واطمأنوا، اتراهم عرفوا من كرم الله تعالى مالم يعرف الأنبياء والصالحون!! ولو كان الأمر يدرك بالمنى؛ فلم تعب أولئك وكثر بكاؤهم؟! وهل ذم أهل الكتاب
بقوله: {َ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا} الأعراف؛ إلا لمثل هذا الحال؟!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:28 م]ـ
وأما من اغتر بصلاح آبائه؛ فهلا يذكر قصة نوح عليه السلام مع ابنه، وإبراهيم عليه السلام مع أبيه، ومحمد صلى الله عليه وسلم مع والديه
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:31 م]ـ
ومنهم من يظن أن طاعاته أكثر من معاصيه؛ وسبب ذلك أنه يحفظ عدد حسناته، ولا يحاسب نفسه على سيئاته، ولايتفقد ذنوبه، كالذي يسبح الله مئة مرة في اليوم ثم يظل طول نهاره يغتاب المسلمين، فهو ينظر في فضائل التسبيح، ولا ينظر في عقوبة الغيبة
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[22 - 02 - 06, 11:42 م]ـ
قال الإمام أحمد - رحمه الله - للشيطان حين قال له عند الموت: فتني يا أحمد، فقال: لا بعد.اهـ، فينبغي أن لا يفارق الخوف قلوب الأولياء أبداً
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:10 ص]ـ
لن ينتفع بنعمة الله من الإيمان والعلم: إلا من عرف نفسه فوقف بها عند قدرها ولم يتجاوزها إلى ما ليس لها ولم يتعد طوره ولم يقل هذا لي، وإنما علم أنه من الله وبالله ولله، فالله فهو المان به إبتداء وإدامة بلا سبب من العبد ولا إستحقاق منه، فتذله نعم الله عليه وتكسره كسرة من لا يرى لنفسه ولا فيها خيرا البتة، فليس فيها ولا منها ولا لها ولا بها الخير البتة، إلا أن يخلق الله فيها ذلك، فتحدث له النعم ذلاً وإنكساراً عجيباً لا يعبر عنه، فكلما حدثت له نعمة إزداد ذلاً وإنكساراً وخشوعاً ومحبة وخوفاً ورجاء
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:15 ص]ـ
وأنها ليس لها من ذاتها إلا العدم فكذلك من صفاتها وكمالها ليس لها إلا العدم الذي لا شئ أحقر منه ولا أنقص، فما فيها من الخير تابع لوجودها الذي ليس إليها ولا بها
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:25 ص]ـ
فإذا صار هذا صبغة لها لا صيغة على لسانها فقط، علمت حينئذ أن الحمد كله لله والأمر كله له، وأنه المستحق للحمد والثناء والمدح دونها، ومن فاته التحقق بهذا، تلونت به اقواله واعماله وأحواله وتخبطت عليه، ولم يهتد إلى الصراط المستقيم الموصل إلى الله، فإيصال العبد بتحقيق هذا علماً وحالاً، وإنقطاعه بفواته، وهذا معنى قولهم: * من عرف نفسه عرف ربه *، فإنه من عرف نفسه بالجهل والظلم والعيب والنقائص والحاجة والفقر والذل والمسكنة والعدم، عرف ربه بضد ذلك فوقف بنفسه عند قدرها ولم يتعد بها طورها، وأثنى على ربه ببعض ما هو أهله، وانصرفت قوة حبه وخشيته ورجائه وإنابته وتوكله إليه وحده، وهذا هو حقيقة العبودية
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:36 ص]ـ
إذا رأيت نفسك؛ فاستخرج سيرة أحد الصحابة أو التابعين، أو حتى العلماء والصالحين. . أين أنت منهم؟!!. . فاعرف قدرك؛ لن تعدو قدرك
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:43 ص]ـ
قال الشيخ محمد في كتاب (التخلص من رواسب الجاهلية) ما يلي: لا يمنعنكم ما تغترون به من حالي أن تبذلوا لأخيكم النصح؛ فخيركم عندي من أهدى إلي عيوبي. . قالها لي أحدكم: لعلك ترى نفسك!!، فقلت لمن حولي: هل عهدتم علي ذلك؛ فقالوا: اللهم لا، فقلت في نفسي: يا ابن التراب، لعل هذا صدقك، وكذبك هؤلاء، لعله أتاك بما لا تدري، ودخل عليك الدخل من حيث لا تدري
فلا يحسبن أحدكم أني لا أقبل نصحا؛ لما تعلمون من شدة طبعي أحياناً، وأرجو - والله شهيد - ألا أكون باذلاً لكم النصح استعلاء؛ بل شفيق عليكم، تئن جوانحه حين يرى الخلل فيكم
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:48 ص]ـ
أليست الكنية سنة؟!. . فقال الشيخ: الكنية فرع التوقير؛ فالناس تكنيك ولا تكني أنت نفسك
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[23 - 02 - 06, 12:53 ص]ـ
قال الفتح بن شحرف: كنت جالسا عند بشر الحافي إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة، فأطرق مليا ثم رفع رأسه، ثم أطرق، ثم رفع رأسه فقال: اللهم إنك تعلم أني أخاف أن أتكلم .. ، اللهم إنك تعلم أني أخاف أن أسكت .. ، اللهم إنك تعلم أني أخاف أن تأخذني فيما بين السكوت والكلام .. ، ثم ظل يبكي حتى قام الرجل ..
¥