تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:57 م]ـ

قوة الهمة من ثمرات الإخلاص: فلا مثيل للإخلاص في رفع همة الإنسان فيما يريد تحقيقه من أعمال، حين يتحطم عزمه أمام العقبات، وقد تنفع معه وسيلة أو أخرى لرفع همته، لكن لن تجد دواء لإصلاح العزم، ورفع الهمة كالإخلاص لله تعالى في العمل.

فالذي يطلب رضا الله؛ لن تقف به همته عند هدف دنيوي من مال وشهرة ومكانة، ولن تعوقه عقبات؛ لأنه ينظر إلى أبعد من الدنيا، فهو يرجو رضا الله تعالى عنه، ويطمع في الثواب الدائم الذي لا ينقطع في الآخرة، وربط آمال نفسه برضا الله ونعيمه المقيم، فالإخلاص هو الذي يرتفع بالهمم دون حدود، ويشحذها إذا فترت.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:39 م]ـ

الضمان الأول للفوز بتأييد الله تعالى لنا في تحقيق النصر هو الإخلاص، وإلا فسيكون مصيرنا في معاركنا مع أعدائنا مرهوناً بمعايير القوة الطبيعية وحدها، ونحرم أنفسنا من الفوز بمعونة الله تعالى ومعيّته.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:43 م]ـ

قال عليه الصلاة والسلام: "يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتعالى: لأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا لَوْ كَانَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا أَكُنْتَ مُفْتَدِيًا بِهَا فَيَقُولُ نَعَمْ فَيَقُولُ قَدْ أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ أَنْ لاَ تُشْرِكَ -أَحْسَبُهُ قَالَ- وَلاَ أُدْخِلَكَ النَّارَ فَأَبَيْتَ إِلاَّ الشِّرْكَ" صحيح مسلم.

وفي رواية أحمد: أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "يُجَاءُ بِالْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً أَكُنْتَ مُفْتَدِياً بِهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ. قَالَ: فَيُقَالُ لَهُ: لَقَدْ سُئِلْتَ أَيْسَرَ مِنْ ذَلِكَ. فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ} مسند أحمد.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[28 - 03 - 08, 11:34 م]ـ

قال جل شأنه: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون [الزمر:74].

قال مجاهد في معنى هذه الآية: عملوا أعمالا توهموا أنها حسنات فإذا هي سيئات، وقال سفيان الثوري في هذه الآية: ويل لأهل الرياء، ويل لأهل الرياء، هذه آيتهم وقصتهم.

[الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ51 ص452]

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[28 - 03 - 08, 11:45 م]ـ

روي عن سليمان بن داود الهاشمي أنه قال: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، فإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:06 م]ـ

فالناس لا ينفعونه أبداً، حتى لو خرجوا معه لتشييع جنازته لم ينفعه إلا عمله، (يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله) متفق عليه.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:08 م]ـ

من المهم أن الإنسان لا يفرحه أن يقبل الناس قوله لأنه قوله، لكن يفرحه أن يقبل الناس قوله إذا رأى أنه الحق لأنه الحق، وكذا لا يحزنه أن يرفض الناس قوله لأنه قوله؛ لأنه حينئذ يكون قد دعا لنفسه، لكن يحزنه أن يرفضوه لأنه الحق، وبهذا يتحقق الإخلاص.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:17 م]ـ

سؤال لكل ملحد: إذا كان الرسول عليه صلوات الله وسلامه كما تصوّرونه ... إذا كان كذلك، فكيف استطاع وهو لم يركب البحر مرة في حياته أن يصوّر لنا الحالة الدقيقة التي يعيشها من أشرف على الغرق؟

وتأمل معي هذه الآية التي تلخص لنا الأحاسيس التي يمر بها من يركب السفينة منذ أول لحظة وحتى اللحظة التي تسبق الغرق: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس: 22].

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:40 م]ـ

العبودية هي صفة حتمية في الإنسان كالحياة والموت إن لم يتجه بها إلى خالقه جل وعلا فإنه سيتوجه بها إلى غيره كالبشر أو الحجر أو النفس والهوى، وعلى سبيل المثال؛ فإن ملاحدة الشيوعية قد تنكروا للأديان المختلفة، لكنهم لم يستطيعوا الفرار من دائرة العبودية، فقدسوا ماركس ولينين وستالين ونحوهم، وساقتهم أنفسهم إلى الاعتقاد بما كتب ماركس وماو وغيرهما.

ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:36 م]ـ

من مظاهر الرحمة أن تأسى على أخطاء الناس وعلى ضلالهم, لا أن تفرك يديك فرحة وسرورا لأنّ فلان أخطا وتطير بهذا الخطأ كل مطار وتشمت وتتنفس بحقد وشماتة على ضلال الآخرين, هذه أيضا قسوة في القلب وبلادة في الحسّ انظر إلى قول الله تعالى وهو يخاطب نبيه صلوات الله وسلامه عليه فيقول له {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} ما معنى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات؟ إنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يكاد يقتل نفسه من اجل هداية الآخرين, لا يجعل من ضلال الآخرين أو من أخطاءهم فرصة للتشفي والشماتة, إنّ القران يقول له" فلا تذهب نفسك عليهم حسرات" أين الدعاة الذين يرتفعون إلى هذا المستوى؟! الذين يقطعون أنفسهم حسرات لضلال الناس ولوقوع الناس في الأخطاء {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً}. باخع أي قاتل نفسك من اجل هداية الناس.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير