تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن [ابن ماجه بسند صحيح، الترغيب 311].

وقد علمتم أنَّ بلالاً سبق إلى الجنةِ بحرصه على مداومة الوضوءِ وصلاة ركعتين به. [ابن خزيمة في صحيحه، الترغيب: 314].

5. صوم النوافل في الصيف:

ومن عبادات الصيف كذلك .. الصّوم .. فإنّ مجاهدة المرء نفسه على أن يصوم النوافل في الصيف مع طول النهار، وشدّة الحرارة دليل على صدق إيمانه، واستعداده للبذل والتضحية في سبيل الطاعة.

وفي حديث أبي موسى أنهم كانوا على ظهر سفينةٍ فسمعوا هاتفا يهتفْ: قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله تعالى على نفسه أن من أعطش نفسه لله في يوم حارٍّ يرويه يوم القيامة، قال أبو بردة: فكان أبو موسى لا يمرّ عليه يوم حارٌّ إلا صامه، فجعل يتلوّى فيه من العطش [عبد الرزاق 7897].

6. لزوم المساجد:

ومن طبيعة الصيف أيها الأحبّة فراغ كثير من الناسِ فيه من الشغل وهذا يتيح للمؤمن ضروبا من العبادات قد تشقّ عليه في أثناء العمل والدراسة والدوام ..

ومن ذلك لزوم المساجد .. وكثرة البقاء فيها للتلاوة والذّكر .. فالوقت متاح، والمشاغل قليلة .. والأجر عظيم .. عظيم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما توطّن رجل المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله تعالى إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم [ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين، الترغيب 488].

ومن هذا الباب تعويد المرء نفسه على طول المكث بعد كل صلاة مسبّحا مستغفرا .. ولا سيما بعد صلاتي الفجر والعصر.

وعن عمرة قالت: سمعت أمّ المؤمنين -تعني عائشة- تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الفجر -أو قال الغداة- فقعد في مقعده فلم يلغُ بشيء من أمر الدنيا، ويذكر الله حتى يصلي الضحى أربع ركعات خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب له [أبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح، الترغيب 659].

7. قيام الليل نهاية السهر:

ومن عبادات الصيف كذلك التي تتيحها طبيعة الفراغ، وطبيعة السلوك الاجتماعي في الصيف قيام الليل.

فإنّ هذه العبادة تشق علينا جدًّا خلال العام الدراسي بسبب المدارس والعمل .. أما في الصيف فليسأل كل منا نفسه: كم مرة بقي مستيقظا إلى الفجر؟ ما يمنعنا وقد بقينا ساهرين أن نجعل آخر ساعة أو ربعها أو نصفها لصلاة ركيعات نكسب بها شرف القيام؟.

ألم يقل صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل [مسلم].

ألم تتواتر النصوص في شرف هذه العبادة؟

عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّ في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام [الطبراني بإسناد حسن، الترغيب 897].

بل ألم نخبر عن ساعة البركة في آخر الليل؟

وعن عمرو بن عبسة أنه سمع النبي يقول: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن [الترمذي، الترغيب 922].

8. عبادة صلة الرحم:

ومن عبادات الصيف كذلك .. صلة الأرحام .. ولا سيما من كان منهم في مدينة أخرى وقد بعد به العهد، وطالت المدة.

الصيف فرصة مناسبة لتجديد الزيارات، وتوثيق المودّات، وللرحم وصلتها مكانها المعروف في ديننا.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعمر بالقوم الديار، ويثمر لهم الأموال، وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضا لهم، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: بصلتهم أرحامهم. [الطبراني بإسناد حسن، الترغيب 3702].

وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم [أحمد].

ويلحق بالرّحم ودُّ الوالدين أو أحدهما .. فزيارة أصدقاء الوالد -ولا سيما إن توفي- عمل صالح جليل لا نجد له أنسب من الصيف بفراغه وسعة وقته.

عن ابن عمر عن رسول الله قال: إنّ أبرّ البرّ أن يصل الرّجل أهل ودّ أبيه [مسلم].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير