تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وجهان كالقمر - قصة قصيرة. مشاركة لأول مرة.]

ـ[ابن خالوية]ــــــــ[05 - 10 - 2005, 07:20 ص]ـ

وجهان كالقمر

كان لا يسير طريقا ويكمله؛ يمنعه النفس اللاهث، والحيرة المربكة، وتتناوشه شتى الأفكار هجوماً على ما تبقى من قوى التركيز لديه، تُثبطه الأسئلة المحيرة، والمعجزة للإجابة، ولا يملك الإجابة.

لماذا أنا مُحتار هكذا؟ لماذا أنا ... أنا؟ وهل غيري مثلي أنا؟ الحيرة تقتلني، وضوء النهار يغيب عن عيني في رابعة النهار، ما الذي يُقيّدني؟

جاءه صوتُ رقيق كأنما هب النسيم العليل في يوم قائظ، صوتُ فيه الحنان والاطمئنان. أدار وجهه ببطءٍ شديد، أنه يخاف من أحلام اليقظة، فكثيراً ما تلاشت منه سريعاً، إنه لا يقوى على احتمال الصدمات فقد مُني بها كثيراً. عندما رأى وجهها الملائكي غاب عن الوجود محملقاُ فيه، كانت تتكلم، ولكنه لا يسمع، ولا يفهم، يُتابع تفاصيل وجهها الجميل. سبحان الله ... هذا أول ما خطر بباله؛ عظمة الخالق المبدع الذي أبدع هذا الوجه، لقد كان يحلم برؤية إحدى الممثلات الجميلات أو المغنيات الفاتنات، لكن هذه الجميلة الرقيقة، تختلف عنهن إنها رقيقة، جميلة، الطيبة تفيض من تقاسيم وجهها، النور يشعُ من عينيها، وآهٍ من عينيها.

شعر بيدها تلمس وجنته، وهنا تنبه، وعاد السمع إلى أُذنيه مرة أخرى.

هي: أأنت بخير؟ أتسمعني؟

وفي هذه المرة انعقد لسانه، ولكن في نفسه أخذ يلعن نفسه، وخيبته، ‘إنها تُحدثه وهو لا يقوى على الكلام.

ولكنه استجمع قوته وأجبر لسانه على الحديث، ولكن بلعثمة وتأتأةٍ واضحتين.

هو: نعععم أأنا ببببخير.

هي: لقد سمعتك تُحدث نفسك وتصرخ، هل تواجه مشكلة ما؟

هو وقد انطلق لسانه من عقاله: نعم. الكثير من المشاكل.

هي: هل أستطيع أن أساعدك؟

هو: لا وبارك الله فيك.

هي: على كل حال لا تصرخ وأنت تكلم نفسك ثانية. قالتها بابتسامة أبانت عن اللؤلؤ المكنون، وذهبت

أحسَّ أن قلبه يتفلَّت من صدره لكي يلحقها.

بعد مرور ستة أشهر.

كان قد تزوجها، وتغير سعيد (هو) وأصبح سعيداً بحق، وأخذ يكمل طريقه بكل قوة، ويتخذ قراراته بكل عزم

، يسابق الوقت، ويقتنص الفرص اقتناصاً. أما هدى (هي) فلقد كانت هي السبب، أو كما يقول لها سعيد دائما أن وجهها هو السبب. كانت تعمل على خدمته دائماً دونما كللٍ أو تعب، إنها حقاً ملاك من السماء.

بعد مرور عام.

أخذ يتأمل وجهها وهو لا يكاد يُصدق، يا سبحان الله!!!!! ما أجمل خلق الله!!! لمسته بأناملها الصغيرة الصغيرة جداً جداً. ملمس لا تُضاهيه روعة في الدنيا، إنها المولودة البكر له، إنها صفاء. اسم دال كل الدلالة على الصفاء، وجهها خير، وقُدوم البنت كما يقولون رزق وبركة.

بالفعل فقد كان مجيء صفاء زيادة في الخير؛ فلقد ارتقى في عمله، منصباً تلو الآخر، ورزقه الله من حيث لا يحتسب، وزادت صفاء على حياته الصفاء. كيف لا، أليست ابنة هدى؟!

كان في كثير من الليالي يتأمل وجهيهما، إنهما وجهان كالقمر، نعم وجهان كالقمر. كان بعدها يحمد الله، ويسأله أن يحفظ عليه هاتين النعمتين، ويقول لنفسه: أنا حقاً سعيد.

:)

ـ[نارمن محمد]ــــــــ[23 - 10 - 2005, 01:18 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة جميلة تنبيء عن كاتب موهوب عاشق للغة العربية

حتى الأسماء المختارة تدل على معان جميلة (سعيد-صفاء -هدى)

حتى العنوان الجميل الذي ينبئ عن هذين الوجهين

جزاك الله خيرا ووفقك إلى طريق الصواب

ـ[سامح]ــــــــ[25 - 10 - 2005, 02:54 ص]ـ

ابن خالويه

سعدت بمشاركتك النثرية الثرية هنا ..

لديك حس قصصي متوقد

ولكني أظن أن على من يكتب القصة أن يجعلها ثائرة

كثورة الحياة وتقاسيمها المتشعبة ..

ليس ثمة تشابك يشد القارئ ويجهله متوتراً متصلباً

ثم إن لغة خاصة ينبغي أن تختار بعناية لنص كهذا

محاطة بالاختزال والعمق والوصف المحيط بالحدث حتى كأنك تسكنه.

سعدت بك ..

تحية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[29 - 10 - 2005, 02:00 ص]ـ

أيها الأخوة بصفتي ابن خالويه سابقاً، وموسى أحمد زغاري لاحقاً، أشكركم وبارك الله فيكم

موسى أحمد زغاري.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير