الثوريُّ المَريد
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[31 - 01 - 2006, 04:12 م]ـ
الثوريُّ المَريدُ
حينَ كانَ العيدُ عيدا لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا
فَدَعوني في حِدادٍ أَحْتَسي المَنْفى وَحيدا
عِمْتُمُ الأعْيادَ شَمْلاً وأنا عِمْتُ شَريدا
أَصْطَلي الغُرْبَةَ صَلْصالَ حِصارٍ وجَليدا
آهِ لَيْسَ الظَّهْرُ فولاذاً ولا الصَّدْرُ حَديدا
ُكلَّما اشْتَقْتُ بِلادي زَجَّني الشَّوْقُ بَعيدا
طالَ في التّيهِ رَحيلي فَتَوَطَّنْتُ القَصيدا
شِخْتُ أَسْتَلُّ هُتافاً مَوْطِني عِشْتَ مَجيدا
مَوْطِني صَخْرُ عِنادٍ خابَ مَنْ يَغْزو عنيدا
مَوْطِني إِنّي خجولٌ لَمْ أُجِدْ إِلا النَّشيدا
وخَجولٌ مِنْ حَنيني كادَ يُرْديني كََميدا
وخَجولٌ أَنَّني الصائِدُ أستجدي مَصيدا
وخَجولٌ أَنَّكَ المَصْفودُ أُشْجيكَ بَريدا
بَيْنَنا النَّهْرُ وقَوْسٌ مِنْ خُطىً تَنْداحُ بيدا
ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ يُسْبى كَتِفاً يُقْتادُ جيدا
ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ يُقْتَدُّ سَماءً و صَعيدا
ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ وَيْحي كَيْفَ أَفْديهِ قَعيدا
خَيْلُ أَعْمامي تَهادَتْ فَوْقَ أَضْلاعي وَئيدا
وثَعابينُ أَشِقّائي تَساقَتْني رَقيدا
صِحْتُ إخواني فَتَلّوني جبيناً و لَديدا
وَيْكَأَنّي صَيْدُ صُبْحٍ فَأَحاطوني طَريدا
يا سَكاكينُ خُذيني سَيِّدا عَزَّ وَريدا
ما الَّذي جِئْتُ قَديماً ما الَّذي جِئْتُ جَديدا
لَمْ أَكُنْ مَجْنونَ غيدٍ نِعْمَتِ الأوْطانُ غيدا
لَمْ أَكُنْ تِمْثالَ قوتٍ في المَيادينِ كَسيدا
لَمْ أَكُنْ خِدْنَ رَغيفٍ ساقَهُ الجوعُ بَليدا
لَمْ أَكُنْ راقِصَ ذَيْلٍ يَسْحَرُ الأنْذالَ صِيدا
لَمْ أَكُنْ ظِّلاً يُناجي سادةً كانوا عَبيدا
عِفْتُ مِذْياعَ صُمودٍ هَزَمَ العادي هَديدا
ضِقْتُ بِالمَيّادِ عَزْماً يَتَحَدّى أَنْ يَميدا
ها أنا الخارِجُ عَنْ أزْمِنَةِ الصُّلْحِ صَليدا
ما تَوَسَّلْتُ يَدَ السَّلْمِ ولَمْ أَسْجُدْ وَديدا
يَثْخُنُ الجُرْحُ فَأَعْلو لا أُداريهِ صَديدا
شَظِفاً لا أُرْخِصُ الأَرْضَ وأُغْليها رَغيدا
صَدَقَتْ دُنْيايَ إيلاماً ولَمْ تَكْذُب وَعيدا
أَيْنَما صَوَّبْتُ أَهْلاً أَوْصَدوا دوني الوَصيدا
لَيْلُ بَيْروتَ سَجى والغَدْرُ سَجّاني هميدا
لَمْ أَمُتْ يا قاتِلي فَاربُضْ على قَبْري سَهيدا
رايَتي البَيْضاءُ لَمْ أَرفَعْ ولَمْ أَسْمَعْ عَضيدا
في جِنينَ اللهُ حَيّاني فَحَيَّيْتُ شَهيدا
ها أَنا الخالِدُ في سِفْرِ البُطولاتِ فَريدا
هَبَّتِ النارُ فَيا نابُلْسُ هُبّيني شَديدا
رَدِّدي طَلَّ سِلاحي ما أُحَيْلاهُ رَديدا
عُدْتُ شَعْباً يا عَدُوّي عُدَّ ما اسْطَعْتَ عَديدا
مِنْ فِلَسْطينَ جُدودي مَنْ يُجاريني حَفيدا
وَأَبي مِنْ بَدْوِ كَنْعانَ انْتَضى السَّيْفَ وَليدا
واصْطفاني جَمَلَ الأَحْمالِ ثَوْرياً مَريدا
قامَتي أَسْوارُ عَكّا لا تَرى البَحْرَ نَديدا
وَجَبيني الكَرْمِلُ الصَّلْدُ جَليلِيّاً وَطيدا
عائِدٌ يا قُدْسُ مَتْبولاً بِلُقْياكِِ عَميدا
نَهُدَتْ أَحْصِنَةُ الثَّأْرِ فَمَرْحاهُ نَهيدا
وَطَني أَنْجَدَكَ الأطْفالُ بُشْراكَ نَجيدا
وَطَني يْنْتَفِضُ الزَّيْتونُ دُرِّياً وقيدا
وتُغيرُ الكَرْمَةُ الثَّكْلى كَما الصِّلِّ رَصيدا
ويَثورُ السُّنْبُلُ المَخْنوقُ يَنْقَضُّ حَصيدا
أَحْمَدُ الياسينُ ما غابَ فوا شَيْخي فقيدا
لَيْتَني أَخْمَصُكَ الدّامي مَعَ الفَجْرِ قَديدا
لَيْتَني مِفْرَقُكَ السّاري إلى الخُلدِ سَديدا
عَرَجَ الكُرْسِيُّ يَرْثيكَ مُخْضَبّاً نَضيدا
واهِ يا عَبْدَ عَزيزٍ ياابْنَ رَنْتيسَ العَهيدا
قُلْتَ: أُغْتالُ أَرى الصاروخَ يَقْفوني رَشيدا
شادَكَ الإقدامُ وَدَّعْناكَ مِقْداماً مُشيدا
ياابْنَ رَنْتيسَ لَنا كُنْتَ ومَا زِلْتَ العَقيدا
يا أَخي المولودُ نَكْباً وانْتِكاساً وبَديدا
تَنْهَضُ الشَّمْسُ إِلى بيسانَ: لا تَرقُدْ مَديدا
غَرَّدَ الشُّنّارُ في اللدِّ: أَفِقْ واخْفِقْ غَريدا
صَرَخَتْ كُلُّ فِلَسْطينَ أَجِبْها مُسْتبيدا
قَسَماً عَنْكِ فِلَسْطينُ طَريقاً لَنْ أَحيدا
تَخْرُسُ الأعْيادُ والأقْصى يُنادي: وا مُعيدا
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[25 - 02 - 2006, 04:46 م]ـ
أخي جهالين:
لا أخفيك انني كنت أنوي التعليق على القصيدة مذ قرأتها، ولكن ما منعني هو الداء الذي ابتلينا به جميعا وهو تحميل الكلام ما لايحتمل، ففي بعض الأحيان أعلق على قصيدة هنا أو هناك وأجد رد الفعل سلبيا من صاحب القصيدة فالبعض يحمل الكلام على المحمل الشخصي ولا يفرق بين النقد والانتقاد، والأدهى أن بعض المتفلفسفين يدخلون على الخط لنصرة صاحب القصيدة وكأننا في معركة دون الالتفات لأوجه النقد التي نراعيها عند الكلام عن أي قصيدة، مع العلم أن نقدنا في مجمله هو نقد انطباعي، لذلك ستكون لي عودة للتعليق على القصيدة إن اتفقنا على تحمل النقد، وتحمل بعضنا.
¥