[أول قصة لي ((الحب الدفين))]
ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[18 - 10 - 2005, 03:15 م]ـ
راشد وحيد أبويه وهما نورة وبدر، وقد يتبادر الى الذهن بمجرد ان نعرف انه وحيد أن ابواه قد أفرطا في تدليله كما هو الحال في كثير من الأسر، لكن والدا راشد ربياه على الصلاح والتقوى، وعاملوه كما لو كان لديهم الكثير من الابناء.
شب راشد على الصلاح والتقوى وكان في قمة الادب والاخلاق، وكان راشد متفوقا في دراسته، ولكم حاول رفقاء السوء جره معهم في طريق الضياع، لكنه كان يصدهم ويبتعد عنهم.
أنهى راشد دراسته الثانوية بنجاح كبير، وحصل على نسبة عالية أهلته لدخول الجامعة، فكر راشد مليا في الكلية التي يريد دخولها، فاشار عليه والداه بكلية الطب، وافق راشد وأيد والديه خاصة انه كان مغرم بعلم الأحياء.
كان لراشد ابنة عم بنفس عمره اسمها فجر، وهي وحيدة أبويها عادل ولولوة، وكان راشد وفجر منذ طفولتهما معا لم يفترقا، وكبرا وكبر الحب في قلبيهما.
كانت فجر بحكم قربها الشديد من راشد بمثل صفاته تقريبا، وقد كانت فجر تحب راشد حبا شديدا، وتعتبره فارس احلامها الذي طالما انتظرته ان ياتيها بحصانه الابيض ويأخذها لدنيا أخرى يعيشانها لوحدهما بسعادة، لكن راشد كان يعتبر فجر مثل أخته، ولم يفكر يوما أن يتخذها حبيبة له.
كانت فجر قد التحقت بكلية الآداب، وهناك أعجب بها زميل لها في الجامعة، واخبرها برغبته من زواجه منها، لم تشعر فجر بشيء من السعادة، وراحت تخبر والديها بالأمر لتعرف رأيهما، فرح والداها كثيرا، وذهب عادل الى اخيه ليخبره بالامر وكان معه راشد، فكانت فرحة راشد أكبر من فرحتهم جميعا، فهو يتمنى الخير لأخته، وعندما علمت فجر بموقف راشد أصيبت بصدمة كبيرة، انها ظنت بأنه يبادلها نفس الشعور، ومن جراء هذه الصدمة تعرضت لانهيار عصبي نقلت على اثره الى المستشفى، وعندما سالها الطبيب النفسي عن سبب هذا الانهيار أخبرته بالامر، فوعدها الطبيب خيرا.
سأل والدا فجر الطبيب عن صحة ابنتهما فأخبرهما بانها أصبحت أحسن حالا، لكنها تحتاج لمزيد من العلاج حتى تعود سيرتها الأولى.
وبمجرد ان أخبر عادل أخاه بمرض ابنته حتى جاء هو وزوجته وراشد، ودخلوا على فجر، حينما رأت فجر راشد أحست بأن الشمس قد أشرقت في وجهها من جديد، وبعد أن اطمان الجميع على فجر ذهبوا الى البيت، لكن لولوة أصرت على البقاء الى جانب ابنتها وسمح لها الطبيب بذلك، سألت لولوة ابنتها عن السبب الذي جعلها تنهار هكذا، فبكت فجر وقامت أمها بتهدئتها وقالت لها: أنا أمك ولا أستطيع أن أرى ابنتي الوحيدة تنهار أمام عيني وانا عاجزة عن مساعدتها، فرضخت فجر لرغبة أمها وشرحت لها الامر وأخبرتها بحبها لراشد، فابتسمت الأم في وجهها وقالت لا تخافي سوف أخبر والدك وهو بدوره يقنع أخاه بأن يزوج ابنه لك، وباذن الله سيكون راشد من نصيبك.
ارتاحت فجر لكلام أمها وخلدت الى النوم لأول مرة منذ اللحظة التي اكتشفت فيها حقيقة مشاعر راشد اتجاهها، وحلمت بيوم عرسها براشد، وبعد ثلاثة أيام من العلاج تحسنت حالتها وأذن لها الطبيب بالخروج، وعادت فجر الى البيت واعادت اليه روحه واخذت تتطلع الى كل ما في البيت وكانها لم تره منذ زمن طويل، لقد اشتاقت اليه، جاء عمها وعائلته لزيارتها في الطابق السفلي، حيث أن العائلتان تسكنان في منزل واحد غير ان فجر واهلها في الطابق السفلي، وراشد وأهله في الطابق العلوي.
نظرت فجر الى راشد نظرة عتاب وقالت في نفسها كيف تسمح لأي شخص أن يأخذني منك وكادت تبكي الا انها تمالكت نفسها.
وبينما كانت لولوة تجهز الشاي نادت عادل وطلبت منه أن يأتي، ولما جاء اليها أخبرته بالسبب الذي جعل ابنته تنهار، دهش الاب لذلك وقرر ان يفاتح أخاه بالامر لكي يقنع راشد بالزواج من فجر.
جلس عادل مع أخيه في زاوية بعيدة وقال له: ألا تفكر في تزويج راشد فقد كبر وأصبح في سن الزواج، فقال له بدر أنه ينتظر راشد ريثما يجد ابنة الحلال التي يرغب بها، قال عادل: انها موجودة بل انها امام عينيه، انها ابنتي فجر فهي تحب راشد حبا لا يوصف وهذا الحب كان سبب مرضها، فرح بدر بالخبر حيث انه كان يتمنى تزويج راشد لابنة عمه، لكنه ظن أن فجر لا ترغب به كزوج.
¥