[مابين بحة وبوح]
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 05:42 م]ـ
أيّ القبائل طمأنت
هذا المهاجرَ عندها ... ؟
أيُّ الأنابيب احتوت
هذا الدم المجنون بالسفر
المشقق بالعذاب
يا راحلاً بدم الشباب ...
أخذتَ من دمي الشباب
وتركتَ ضائقتي
تئن بجوقة ٍ ..
ترتدّ من أصواتها ..
حتى إذا هامت بلا حبٍ
ولا قلبٍ ..
تطاول في مساربها السراب
يا راحلاً بمحبتي ..
وبآخر اللحظات من وهج الشباب ..
أوقفت في لغتي فصولَ الوجد
والمعنى القشيب
تستفحل الكلمات في لغتي ..
إذا حدثتها .. عن طائرين ..
بلا سماء ِ
...
في عزلةٍ .. بالوحدة الخرساءِ
والصفو يغمرُ سائر الأرجاء ِ
ناجيتُ قلبي في خضم مفاتن ٍ
منثورة حولي لعين الرائي
" لمَ لا نعبّ من الجمال وننتشي
ونسير دون تلفت لوراء ِ
أضنيتني يا قلب ُ بعد توتر ٍ
وتشتتٍ .. في لجة الأهواء ِ
تحيا الخريف - وأنتَ في شرخ الصبا -
وترى الربيع َ بدا كغيم ِ شتاء ِ
وتظن أنك في شرودك قابعاً
طيّ الجمود تُعدّ في الأحياء ِ
...
وتدفقت عبر الثرى مني دماءْ
لا .. بل دماء الأوردة ..
ضاقت شراييني بها
وتحجرت محبوسةً ..
تأبى العناد ..
وتعلم الفكرَ الحصاد ..
من نزف مختنق اليراعْ
كانت عليه موصدة ..
...
وتأوّه القلبُ المعنى هاتفاً
بتنهد .. كالجمر في الأحشاء ِ
" أنا من عرفتَ براءةً وطهارةً
نبضي: ترنم عفةٍ وإباء ِ
هذا الجمود تشبثٌ بتماسكٍ
بعد اكتواء في لظى الرمضاء ِ
كم كدتُ أقفزُ من ضلوعك لهفةً
لأليف أيك ’ وارفِ الأفياء ِ
وإذا به - هذا الأليف- محلقٌ
في أفق غيري .. بعد زيف طلاءِ
أزجيتُ شهدي , ثم بُؤتُ بحنظلٍ
ووجدتُ في جنح السكون عزائي"
...
للحزنُ هيئته المضيئة
للمسرات التوجس
وامتداد .. مدى الحروف
ولي مداي َ
للموت بهجتهُ ولي
وطنٌ هنا
يهفو إلى الإلهام ِ
مابين بوح أو سكون
أسترد لديك مقدرةَ الكلام ِ
ويسترد الصمتُ
في شفتيك ما في القلب من حبٍ
وما في ساعة العشاق
من عمق الغرام ِ ِ
...
وأجبتُ قلبي - والحنان يؤزني
بترفق وتعاطف ورجاء ِ
" ما أنت في العشاق أول مدنفٍ
يمسي حليفَ البث واللأواء ِ
بَرحَ الخفاءُ فقل بربك ما الذي
ترجوهُ من إلفٍ .. بغير وفاء ِ
وسواه ملء الأرض , فانظر واعتبر
ما الحب نزوة نظرةٍ عشواء ِ
وحبيبك الوافي ستشرق شمسهُ
يوماً .. فيقبلُ كالسنا الوضاء ِ
لا , لا تبالي إنْ تجهم ليلنا
فصباحنا متبسمٌ " بإزائي"
...
يا أيها القلب الحزين
ماذا ستفعل؟ والحبيبُ جزيرةٌ
والبحر شيطانٌ رجيم
ياأيها المسكون بالقلق الموزع ِ
بين جنات النعيم .. وبين نيران الجحيم
لاشيء بين يديك .. والعشاقُ هاهم أعلنوا
حرباً على الحب القديم
...
وغدا رمادُ النار يخمدُ وقدها
ليثوب للسلوى .. حليفُ شقاءِ
ما كان أبسله وقد صنع الجوى
بنياطه , مافاق كلَ بلاء ِ
يخطو رويداً للحجا , متأسياً
بمصارع النبلاء والشعراء ِ
وأسّر لي النجوى , ببوحٍ خافتٍ:
سأظل ينبوعاً لخير عطاء ِ
أس السعادةِ أن تظل مشاعري
مذخورةً لمدامع البؤساء ِ
.. أما الحبيب ’ إذا أطلّ .. فمرحباً
وإذا تناءى .. لستُ في استجداء ِ
ـ[أمير القلوب]ــــــــ[29 - 05 - 2007, 03:08 ص]ـ
جعلتني أبياتك هذه أحب الشعر الحداثي وأتذوقه وقد كنت قبلها لا ارعيه سمعا ولا ألقي له بالا
فدمت قلما ً مبدعا ً وحرفا ً رائعا ُ ونجما ً لامعا ً
تحيتي لك ,,,
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[08 - 02 - 2008, 11:57 م]ـ
أمير القلوب هذا لطفٌ منك يا أخي , رغم أنه لا يخلو من مبالغة , فهناك السياب وأمل دنقل ’ وصلاح عبدالصبور , وغيرهم من فرسان الحداثة ,,,,,,,
ـ[اسمهان]ــــــــ[08 - 08 - 2008, 08:34 م]ـ
لله درّك سيدي ودرّ قلمك المبدع
كلمات كأنها كتلة مشاعر متحركه ...
شكرا تأبط على هذا الدفء
ـ[تأبط شعراً]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 07:31 م]ـ
اسمهان من أين أخرجت هذه القصيدة؟ ,مضى عليها زمن هنا لم تر النور ,!
شكراً لك
ـ[أم أسامة]ــــــــ[09 - 08 - 2008, 11:42 م]ـ
في الحقيقة ... قصيدة رائعة ..
وهذا ليس شيء جديد .... فدائماً تتحفنا بما هو رائع ...
قد حباك الإله بفضله بصمة متميزة في قصائدك ...