[أعذر من أنذر]
ـ[الطائي]ــــــــ[26 - 04 - 2005, 01:35 م]ـ
شفتاها جمرٌ متّقدٌ=والشهد جنى الجمر الأحمرْ
وبياض الثلج يعانقهُ=ما أعجبه هذا المنظرْ
ثلجٌ ولهيبٌ قد جُمِعا=هذا أمرٌ لا يُتَصَوَّرْ
والأعجبُ والأعذبُ لفظٌ=ينسابُ كحبّاتِ السُّكَّرْ
أما الألحاظُ فلا تسألْ=عن حُسْنٍ فيها يتبخترْ
ما أبدعها ما أبرعها=تأسر بالنظرات وتسحرْ
لِلعاشق فيها جَنّاتٌ=أو نارُ عذابٍ تتسعَّرْ
إن شاءت فالنظرة تُحيي=أو تَقتلُ والموتُ مُقَدَّرْ
لَمْ تَقتل مَنْ قَتَلَتْ غدراً=بل أَوحتْ بالطَّرف أنِ احْذَرْ
قَتْلانا مِنْ قَبْلُ ألوفٌ= بل أكثرُ لا لا بل أكثرْ
قُتِلوا بالنَّظْرَةِ لا سيفٌ= قد سُلَّ ولا حتى خنجرْ
يا عاقلُ أَنْذَرْنا فافهمْ= أَنْذَرْنا أعذر من أنذرْ
هذا المذبوح وذا دمه= مسفوكاً وهناك المنحرْ
فتَقدّم إن شئتَ إليهِ= أو حَكِّمْ عقلك وتأخَّرْ
فالرحمةُ أمرٌ نجهلهُ= إنا لطغاةٌ نتجبّرْ
ونريق دماء ضحايانا= فَتُطَلُّ إلى يوم المحشرْ
ـ[سامح]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 01:32 م]ـ
تجعل القارئ يطرب دونما انتهاء
وتسكره النشوة حتى مايكاد يفيق منها ..
مبدع
بقدر مايعظم الفقد حين تغيب ..
تحية ترحيب بعودة طال انتظارها ..
وربما لي عودة ..
لك التحية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الطائي]ــــــــ[27 - 04 - 2005, 06:20 م]ـ
الطرب والنشوة يتملكان قوافيَّ فمذ رأينك أكبرنك وقطّعن أيديهن ...
لك الشكر إذ أقبلتَ مرحِّباً، وأسعدتني بمرورك ...
يدٌ تضاف إلى أياديك البيضاء التي لا أنكر فضلها، يا طبيب القوافي ...
بانتظار عودتك المبهجة ...
ـ[المهندس]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 01:53 م]ـ
الأستاذ المبدع / الطائي
لا شك أن الوزن الذي اخترته وزن رائع، له جرس في غاية الطرب
وحيث لي بدايات في الشعر، فلتعدّ هذا حديثا من تلميذ لأستاذ،
أكتبه لكي أتأكد من حسن تذوقي ولكي أستزيد علما
وأقول إنك اخترت وزنا صعبا ولكن نغمته غاية في الإطراب، ولا أفكر في استخدامه في المستقبل القريب، لأنه يحتاج خبيرا مثلك.
في الحقيقة أنا أتصور بحر الخبب الذي اخترته، كبحر مشتق من بحر المتدارك الذي ندر من يكتب به إلا مخبونا، والذي يحتوي كل من مصراعيه على أربعة تفعيلات كل منها على وزن (فاعلن)، فإذا التزمنا الخبن في جميع تفعيلاته صارت (فَعِلُنْ)، وبرغم أن (فاعلن) لا تقبل أي نوع آخر من الزحاف لاحتوائها على سبب واحد ووتد، فإن استخدام (فَعْلُنْ) بدلا من (فَعِلُنْ) لا يضر بتلك النغمة البديعة التي نحسها حين نستمع لقصيدة على هذا الوزن.
أما لو حركنا نون (فعِلن) أو (فعْلن) فإن الأذن الحساسة تشعر باضطراب الوزن، وقد شعرت بهذا في عدة أماكن.
كذلك استخدام ضمير المتكلمين بدلا من المفردة الغائبة في ثلاثة أماكن، في البيت الذي يبدأ بـ (قتلانا)
وفي البيتين الأخيرين لم أجده مناسبا
وكان يمكن للأولى أن تكون (قتلاها)
ولصدر البيت الأخير أن يكون (وتريق دماء ضحاياها)
أما البيت الأخير فكان يمكن إعادة صياغته هكذا
(فالرحمة أمر تجهله * ما أطغاها إذ تتجبّر)
وإن كان سيبقى فيه تحريك نون فعلن الذي ذكرته من قبل حيث آخر تاء في البيت كان حقها السكون.
هو بحر صعب في الحقيقة لا يمكن استعماله إلا ببعض التجاوز.
ـ[الطائي]ــــــــ[28 - 04 - 2005, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا أنتم دائماً يا أهل الفصيح؛ كرماء كما عهدتكم ...
أستاذي (أبو محمد)، طال العهد بكم ووالله ما فارقتم القلب، وما ابتعدْنا بملكنا، ولا غبنا اختياراً وإنما اضطراراً. أسعدني تشريفك لقصيدتي الهزيلة، ووددتُ لو كانت أسمن حتى لا أفتضح عند أستاذي.
الأخت الكريمة (حصة)، لا تجد موسيقى الشعر صدًى إلا عند من يتذوقها، ولعلي أستنجد بك عند الرد على الأستاذ (المهندس) فكوني هنا لتشدي أزر أخيك ... وقبل أن ألملم شتات عزيمتي، ويفرخ روعي، وأستعد لتسلق جبل الأستاذ (المهندس)؛ أقول لك: جزاكِ الله خيراً على إطرائك ودعوتك بالتوفيق، وبوركتِ من أختٍ فاضلة ...
أما أنت يا أستاذنا (المهندس)، فلله أبوك ما أنبهك، لقد كنتُ في أمس الحاجة لمثلك لأبثه ما أجد من شكوك حول هذا الوزن وأقول:
¥