تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لنحيي ما مات]

ـ[ابن الصباغ خالد]ــــــــ[13 - 01 - 2006, 05:46 م]ـ

الف وداع للمدينة التي أوتني،،،للشوارع التي تحملت رواحي و مجيئ،،،تحملت عفسات أقدامي ووطأها، للسلالم التي ما تضايقت يوما من صعودي و نزولي،للكراسي المحبة لقعودي و نومي، المناظر الجميلة أدفأت إحساسي المتجمد كالجليد، تلك الديار التي أسكنت الحبيب و ذكراه،تلك الحجارة أقبلّها فتقبّلني، هي الشمس التي أدفأت النفس الميتة من اليأس و قنوط الواقع المتسلل من خطيئات الشعب، والصولجان و الحكم،و داعا لتلك المساجد و القبب،،للحمام الذي يحوم حول القبة و الصوامع، ما أحلى صوت المؤذن لمّا تختلج الروح و يختلط الندم مع الذنب،و يبكي الإنسان في الذات،،ينتحب إحساس الداخل،لتغرق سفن الذكريات، وداعا للمدينة التي أسكنت أحبة نادرا أن تجدهم في زمن الكذب و الحرام، أحبة يؤرقهم الحرف و و تبكيهم الرداءة، حملوا هم ّ الكتابة مع هموم الخبز و الكسيرة فعلم الآخرون أن في الورى أناس لا يواريهم الثرى، و إن وافاهم الكرى، أحياء يبقون، وداعا لمجالس الحرف التي خفّفت عن كاهلي أيام الغربة فقيل فيها و في الحبيب المبجلّ و الوطن الممجّد أحلى الكلام،،،أرّخت الأيام بكل ما تحمل من قسوة ملتقى الأحبة الذين فرقهّم الزمن و باعدتهم الأحوال، ألف وداع للمدينة التي أحببتها حد الهوس و الجنون، أحببت فيها ما هو أكثر من جنون ابن الملّوح وابن قيطون، ووضاح اليمن،،،للواقع الذي لم يرفض الرفض و جعل الأعزة أذلة، لله العزة و لرسوله،،،

وداع لكل من ذبح مشاعر فنان سجن بين حروف القوافي، راح ينتحي بالفيافي و القفار، ذبحوا الإحساس على مرأى الرجولة و العفةو كان الشاهد الإحتياج، يا ليت لسليمان مليون خاتم تركها لعل الحظ يتذكر أن هناك من هم بحاجة لطيبة قلب،للمسة كف و همس كلمة،و سعة بيت لا غير،وداعا للمدينة التي أبكت أكثر من محب و حملت ذكرى شعور لأكثر من كاتب و شاعر،لعلنا نمر مرور.كرام ذات يوم لنحييّ ما مات

ابن الصباغ خالد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير