وفاتح بدر ابنه بالموضوع، فقال له راشد: أنا لا أستطيع أن اتزوجها فهي أختي ولا يعقل ان يتزوج الأخ اخته!!
أحس بدر بخيبة امل كبيرة من جراء كلام ابنه، ولم يكن يعلم ماذا سيقول لاخيه فهو لا يريد أن يخذله، وكان عادل قد طمأن ابنته وقال لها بانه اخبر أخوه بالامر وهما بانتظار رأي راشد، حتى أنه رفض الشاب الذي تقدم في خطبتها اعتقادا منه بان راشد سيوافق.
أخبر بدر أخوه بموقف راشد، فطالبه عادل بأن يقنع راشد ويحاول اكثر من مرة، لكن راشد كان قد وقع في حب زميلة له في الجامعة، وأخبر أباه بالأمر، وازداد الوضع سوءا ولم يكن بيد بدر سوى أن يبارك لابنه ويذهب مع لخطبة تلك الفتاة.
ويا لصدمة فجر عندما علمت بالامر فقد اعتزلت الدنيا، ولم تعد تخرج من غرفتها، وهرب النوم من عينيها، وذبلت أشجار فرحها.
وتمت الخطبة بين راشد وحبيبته حصة وحددا موعد العرس في الخميس القادم، لقد سارت الأمور بسرعة كبيرة، ورغم تلك العزلة التي أسلمت فجر نفسها اليها، الا انها أصرت على حضور العرس، حتى لا تعكر على راشد فرحته بهذا اليوم.
وبعد حف الزفاف الذي كان رائعا وحضره كثير من الناس، أحضر راشد زوجته معه في البيت، وأدركت فجر بان الواقع يسير عكس ما تريد، فلم تعد تذهب الى الجامعة، وشعرت بان أحلامها قد ضاعت بضياع حبيبها، الذي دفنت حبه في قلبها طوال تلك السنين.
وبعد مرور سنة من زواج راشد بحصة حملت حصة، وأخبرت راشد بالامر فطار فرحا ها هو الآن أوشك ان يصبح أبا، وفي المقابل فقد ازدادت النار في قلب فجر، الا انها ذهبت وباركت لهما، وسرعان ما عادت الى غرفتها وظلت تبكي حتى أوشك الدمع ان يجف من عينيها.
وبعد مرور تسعة أشهر من الحمل شعرت حصة بآلام الولادة فاخذها راشد الى المستشفى، وقد استدعت حالتها أن يجري لها الطبيب عملية قيصرية للحفاظ على حياتها، وبعد مرور ثلاث ساعات من العملية، خرج الطبيب من غرفة العمليات وقد كان وجهه حزينا، وقال لراشد مبروك لقد أنجبت زوجتك بنتا، قال راشد الاهم هو حصة فكيف هي الآن، قال له الطبيب ان الأعمار بيد الله لقد توفيت زوجتك أثناء اجراء العملية، بكى راشد بشدة ونظر الى ابنته رائفا بحالها، من سيربي ابنته بعد وفاة امها انها صغيرة ومازالت في حاجة للأم.
ظل راشد يفكر بابنته وبمصيرها، فلم يجد حلا سوى الزواج من فجر، فهي تحبه ومن المؤكد انها ستحسن معاملة ابنته، وأخبر أباه بالأمر الذي بدوره أخبر اخوه الذي طار من الفرح، وعندما سمعت فجر الخبر لم تصدق ما تسمع، وظنت انها في حلم، ها هي الآن سوف تتزوج بمن تحب.
وتم الزواج بينهما، وعاشا معا حياة سعيدة مدتها، لكن في يوم من الأيام شعرت فجر بآلام في رأسها وكانت تصرخ، فزع راشد وأخذها للمستشفى، وأخبره الطبيب بانها مصابة بسرطان المخ وان المرض قد انتشر في جسمها ولا فائدة من العلاج، وبالفعل بعد مرور أيام قليلة من مرضها توفيت فجر، وكانت آخر كلمة تقولها قبل أن تتوفى كانت لراشد: ((لا تنساني)).
شعر راشد بالندم لأنه لم يشعر بحب فجر له طوال تلك السنين، وأحس بانه قد ظلمها، فقرر ان لا يتزوج من بعدها.
ـ[نارمن محمد]ــــــــ[24 - 10 - 2005, 12:31 م]ـ
جميلة جدا وحزينة جدا
الله يوفقك
ـ[سامح]ــــــــ[25 - 10 - 2005, 03:11 ص]ـ
عاشق اللغة العربية
قصتك أشبه بحكاية .. حاول أن تقرأ أكثر في الأدب!
فأنت تملك جلداً في كتابة القصة لكنها تحتاج إلى مزيد اجتهاد في أدائها.
وفقك الله