تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال حفظه الله ''هذه لفظة جائرة قالها ابن عبد الهادي، ولم يكن من الراسخين في العلم، مات – رحمه الله – صغيراً، وإلا فابن حزم يُثبِتُ الأسماء، ولا يقول بخلق القرآن، ويقول بأن الله مستوٍ على عرشه، ولا يقول بالجبر ولا الإرجاء، ولا ينفي القَدَر، ولا يقول بفناء الجنة، ولا يوافق جهم بن صفوان في شيء مما انفرد به، وإنما زلّت قدمه بعد ثبوتها في مسائل الصفات، وافق فيها المعتزلة الذين وافقوا الجهمية، خرج الإمام – رحمه الله – عن تأصيله وموافقته لأهل الحديث في معاني مذهبهم. وعُذر مَن وصفه بهذا الوصف أنّ من بين العلماء من كان يصف من أنكر صفات الله بالتجهّم.

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:41 م]ـ

الحمد لله وحده ...

الإمام العلامة ..

ابن عبد الهادي ..

ليس من الراسخين في العلم، إذ مات صغيرًا.

تالله إنها لكبيرة، ولا أظنّ عالمًا من أهل السنة، منصفًا يقولها، إلا إن كان يجهل من هو ابن عبد الهادي.

والله قد آذيتمونا.

والحاصل أن هذه الكلمة في حق ابن عبد الهادي يقولها أحد ثلاثة:

جاهل بابن عبد الهادي.

أو جاهل بالعلم.

أو حاقد على شمس من شموس أهل السنّة.

وفي المنقول عن الشيخ (عفا الله عنه وسامحه) بعض مغالطات.

فهو يقول عن ابن حزمٍ: (لا يقول بالجبر ولا الإرجاء).

والحق الفَصل الذي لا يحيد عنه أقلّ مطّلع على كلام ابن حزمٍ أنه يقول ببعض بلاوي وخزايا ومصائب المرجئة.

ولي بحثٌ تعرّضتُ فيه لعقيدة ابن حزم إجمالاً، وعقيدته في الإيمان بشيء من التفصيل، أُدرجُه كاملا إذا رضيتُ عنه.

ومثل قوله عنه: (يثبت الأسماء)!

أيّ عجبٍ تملّكني!

هل يريد الشيخ أن ابن حزمٍ يُثبتُ الأسماء ويفهم لها معنًى، أم يثبت رسمها، ولا يفهم معانيها ولا يُثبتُها لها؟

على كل حال لنترك الإمام ابن عبد الهادي قليلاً، إذ وصفه الشيخ بأنه ليس من الراسخين!

هذا كلام شيخه ابن تيمية في درء التعارض (5/ 249):

(وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر؛ قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علمًا هو صفة، ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة ... ) إلخ.

ولعل الشيخ يوافق على كون ابن تيمية من الراسخين في العلم!

والآن أخبرونا، كيفَ أثبتَ ابن حزمٍ الأسماء؟!!!

ويقول الشيخ عن الإمام العلامة ابن عبد الهادي: (ولم يكن من الراسخين في العلم، مات – رحمه الله – صغيراً).

والله وتالله إنها لإحدى الكبر!

لو قلنا إن ابن عبد الهادي مات 244، وكان قد ولد 204، فقد مات وله أربعون عامًا.

نعم هذه السن صغيرة إلى المعتاد من وفيات كثير من أهل العلم.

ولكنها كثيرة في عمر من يطلب العلم جدًّا ..

فتكفي ليتعلّم ويكون من الراسخين في العلم ..

والأمثلة في السالفين لا تحصر كثرةً يا أهل الخير ..

إنما كانوا يستحبّون من العالم تأخير التصنيف.

ولستُ مكثرًا من الكلام، راجعوا ترجمة الإمام ابن عبد الهادي، واتقوا الله.

ولا تحملنّكم إرادة الدفاع عن ابن حزم الذي يعظّم الفلاسفة والمناطقة حتى إنه ربما نقل المسألة عنهم بالإسناد؛ على ظلم إمام جهبذ من جهابذة أهل السنة.

الإنصاف الإنصاف ..

كما يقول العلامة ابن عبد الهادي في (طبقاته) في ترجمة ابن حزم (3/ 350):

(أطال ابن العربي في الحط على ابن حزم والظاهرية بما فيه نظر، وقد نوقش عليه، والله يحب الإنصاف)

وكان قد صدّر ترجمة ابن حزم (3/ 341) بقوله:

(الإمام العلامة الفقيه الحافظ أحد الأعلام أبو محمد .... )

إلى أن قال: (كان إليه المنتهى في الذكاء والحفظ، والاطلاع على العلوم، وكان أولا شافعيًّا ثم صار ظاهريّا مجتهدًا ... ) اهـ.

أي إنصافهذا؟!

وأما ما قد يُفهم من كلام الشيخ من كون الإمام العلامة ابن عبد الهادي وصفه بالجهمي وأطلق؛ فغير صحيح إلا أن يكون الشيخ لم يقرأ الترجمة ..

فقد قال عنه وعن كتابه الملل والنحل (3/ 350):

(ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل، كالخالق والحق، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها، بل العلم عنده هو القدرة ... ) إلخ كلامه رحمة الله عليه.

فأعقب قوله عن ابن حزم إنه جهمي، بتفصيل كون الجهمية في الصفات.

والعجيب جدًّا أن الشيخ يقول إن ابن حزمٍ وافق المعتزلة، والمعتزلة وافقوا الجهمية!!

والحديث عن إمام جهبذ بحجم ابن عبد الهادي يطول جدًّا، كيف لا ولم نتطّرق قطّ إلى شيءٍ من علوم اللغة عند ابن عبد الهادي، ولا تكلمنا على الحديث عنده، وما أدراك ما الحديث عنده!

لكن لعل فيما سبق كفاية للمقام.

ونقول للشيخ: أيها الفاضل، أنت أليق بما قلتَه، مع كامل احترامنا لك، فعبارتك في حق الإمام ابن عبد الهادي جائرة!

عفا الله عنك.

ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:45 م]ـ

و الامام ابن عبد الهادي لا يبلغ في علمه عشر معشار علم الامام ابن حزم الا أن الحق أكبر منهما فمن تأمل أقوال الامام ابن حزم في الفصل خلص الى ما خلص اليه ابن عبد الهادي فليست عنده أصلا صفة زائدة على الذات كما هو مقتضى قول المعتزلة و ان كان شيخ الاسلام كان اقرب للاحتياط و الانصاف فلم يصفه بالجهمي لما هو معروف من اقوال ابن حزم الأخرى المثبتة لألفاظ الأسماء و الصفات في بقية مؤلفاته فشيخ الاسلام كان أكثر دقة - كعادته - في الاكتفاء بوصف ابن حزم بالاضطراب في اتباثه الفاظا لا معاني تحتها مع موافقته لأهل السنة في الجملة

و الله أعلم بالحال و المآل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير