((قال أحمد البرمكي صدق البربهاري لأن أويساً كان من الأبدال وأبا الحسن كان من المستخلفين والمستخلف أجل من البدل وأفضل عند الله لأن المستخلف في الأرض مقامه مقام النبيين عليهم السلام لأنه يدعو الخلق إلى الله فبركته عائدة عليه وعلى كافة الخلق وبركة البدل عائدة على نفسه))
قلت مصطلح الأبدال كان موجوداً عند السلف فكثيراً ما تجد في كتب الرواة ((فلان كنا نعده من الأبدال))
والنص غاية مافيه أن العلماء ورثة الأنبياء وإذا سلمت المعاني فأمر المصطلحات هين
وقال الأزهري ((البربهاري يغلو في صاحبه أبي الحسن بن بشار الحنبلي:
طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 98)
((فقال البربهاري: إذا كان أويس القرني يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر فكم يدخل في شفاعة أبي الحسن ابن بشار؟؟؟؟))
قلت ومن قال أن البربهاري معصوم غير أن ابن أبي يعلى نقل هذا عن أحمد البرمكي عن البربهاري
وابن أبي يعلى في سماعه من البرمكي نظر وقد كان الأزهري يتوجس من جزم ابن أبي يعلى بأن كتاب شرح السنة للبربهاري لأنه يروي بسنده أشياء لا تثبت
وقال الأزهري ((أصحابه يبنون على قبره قبة:
وهذا الخبر نفسه مما رواه أحمد بن كامل ونقله عنه المؤرخون كالخطيب ومن طريقه ابن الجوزي قال في المنتظم - (ج 3 / ص 491):
((أخبرنا أبو المنصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي قال: سنة خمس وسبعين ومائتين توفي أبو عبد الله أحمد بن محمد غلام الخليل، في رجب، وحمل في تابوت إلى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج النساء والصبيان للصلاة عليه، ودفن بالبصرة، وبنيت عليه قبة وكان فصيحاً يحفظ علماً كثيراً ويقتات الباقي صرفاً)) اهـ. وهؤلاء لا يفعلون ذلك إلا أن يكون من سنته بناء القباب على القبور لما هو معروف من تشدد الحنابلة، فهذا دليل على أن قدماء الحنابلة على تعصبهم لم يبلغوا ما بلغه الوهابية اليوم))
سبحان الله أصبح قولنا بتحريم البناء على القبور تعصباً
وقد ثبت عن علي رضي الله عنه: أنه قال لأبي الهياج الأسدي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ?: ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته). رواه مسلم
قال المباركفوري في تحفة احوذي ((والظاهر أن رفع القبور زيادة على القدر المأذون فيه محرم. وقد صرح بذلك أصحاب أحمد وجماعة من أصحاب الشافعي ومالك. ومن رفع القبور الداخل تحت الحديث دخولاً أولياً، القبب والمشاهد المعمورة على القبور))
قال المناوي في فيض القدير (((وأن يبني عليه) قبة أو غيرها فيكره كل من الثلاثة تنزيهاً فإن كان في مسبلة أو موقوفة حرم بناؤه والبناء عليه ووجب هدمه قال ابن القيم: والمساجد المبنية على القبور يجب هدمها حتى تسوى الأرض إذ هي أولى بالهدم من مسجد الضرار الذي هدمه النبي صلى اللّه عليه وسلم وكذا القباب والأبنية التي على القبور وهي أولى بالهدم من بناء الغاصب اهـ. وأفتى جمع شافعيون بوجوب هدم كل بناء بالقرافة حتى قبة إمامنا الشافعي رضي اللّه عنه التي بناها بعض الملوك، والقول بكراهة التنزيه في القعود على القبور هو ما عليه الشيخان حتى قال في المجموع: إن الشافعي وجمهور أصحابه عليه لكنه في شرح مسلم قال: إنها للتحريم واحتج بهذا الحديث))
فهل هؤلاء الشافعية الذين أفتوا بهدم قبة الشافعي من الوهابية المتعصبين؟ وهل النووي كذلك وهو يحتج بالأحاديث الثابتة
وقال المخذول ((من أين له أن البربهاري يثبت الجلوس؟:
في نهايات القرن الثالث الهجري كانت هذه المسالة مشهورة وقد عدها كثير من الحنابلة فضيلة لرسول الله يكاد يكفر منكرها، وكان من المتعصبين لها المروزي شيخ البربهاري، ومن طالع كتاب السنة للخلال في هذه المسالة لم يشك فيما نقول وأنها كانت من عقائدهم، وأنا لا أعتبرها مسألة بدعة ولا ضلالة ولكن التصريح بإقعاده معه على العرش فيها شنعة لا سيما إذا صدرت ممن لا يقولون بالتأويل فإنها تكون طامة .. ولم الكلام استنتاجا وقد نص ابن ابي يعلي في طبقاته على هذا؟؟ قال:
((وسمعت أخي القاسم - نضر الله وجهه - يقول: لم يكن البربهاري يجلس مجلساً إلا ويذكر فيه أن الله عز وجل يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم معه على العرش))
¥