ثم ليعلم أنه ثبت لي بشهادة العدول أن هذا الأزهري هو المدعو عبدالرؤوف جمعة مبارك حبيب البحريني الأزهري، وقد عرفه من حوله ببلادة الذهن، وضحالة العلم، والتهور بالتطاول على الأئمة الأعلام، والنيل الشديد من شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولا غرو أن يخلوَ الزمان له ولأمثاله، وتتكلم الرويبضة، ويتجاسر الأطفال على فطاحل الرجال من وراء الستار بالاسم المستعار!.
تباً له ولمن على شاكلته: هلاّ اقتدوا بثمانين عالمٍ من معاصري شيخ الإسلام ابن تيمية شهدوا له بالإمامة ومشيخة الإسلام؟!.
لقد تجشم هذا المأفون مرتقىً عالياً، واسترخص مطلباً غالياً، لسخف عقله، ورداءة أخلاقه، هو وأضرابه من سخفاء العصور المتأخرة كالكوثري ومن انتهج نهجه المنحرف، فليزدادوا هموماً إلى هموهم، ويقاسوا غموماً على غمومهم، فسوف تبقى كتب أهل السنة والتوحيد، وأئمة الهدى والنور: خالدة منصورة رفيعة بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، وجند الله هم الغالبون.
فصل
ثم يقال لا يخلو انتقاد الأزهري من ثلاثة مقاصد:
الأول: الطعن باختلاف النسبة بغض النظر عن المؤلف والمضمون.
الثاني: الطعن في المؤلف بعد تصحيح النسبة لأحدهما.
الثالثة: الطعن في المضمون.
? أما [الطعن في المضمون] فقد زعم الأزهري أن المضمون لا مطعن فيه وأنه موافق للعقيدة الصحيحة فقال: (فإنه لا يشتمل من أوله إلى آخره على ما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، اللهم إلا مواضع انتقدها عليه المحققان الوهابيان وأخرى قابلة للتأويل).
ولا شك أنه يريد بذلك عقيدة التجهم التي يعتقدها، فأقول:
هذا الكتاب الذي تقول بأنه لا يشتمل من أوله إلى آخره على ما يخالف عقيدتك، قال فيه مؤلفه رحمه الله: (والإيمان بالرؤية يوم القيامة يرون الله عز وجل بأعين رؤوسهم).
فهل من عقيدتكم أن الله تعالى يُرى بأعين الرؤوس حقيقة؟!.
وهذا الكتاب الذي تقول بأنه لا يخالف عقيدتك قال فيه صاحبه: (وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل " وقوله: " إن الله ينزل إلى السماء الدنيا " و " ينزل يوم عرفة " و " ينزل يوم القيامة " و " إن جهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه جل ثناؤه " وقول الله تعالى للعبد: " إن مشيت إلي هرولت إليك " وقوله: " خلق الله آدم على صورته " وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربي في أحسن صورة " وأشباه هذه الأحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا ولا تفسر شيئا من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي).
فهل من عقيدتك أن الذي يفسر هذه الأخبار بما يخالف ظاهرها أنه جهمي؟!.
وهذا الكتاب الذي تقول بأنه من أوله إلى آخره لا يخالف عقيدتك فيه قول المؤلف: (والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم).
فهل من عقيدتك إثبات الصوت لله تعالى؟!.
وهذا الكتاب الذي تزعم أنه موافق لعقيدتك فيه: (واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل فأدخلوا: لم وَ كيف، وتركوا الأثر ووضعوا القياس).
فمن الذي وضع القياس، وألزم الله تعالى بصفات المحدثين وقاس المخلوق بالخالق ثم جاء بالتعطيل والتأويل المبتكر المتذبذب؟!.
وهذا الكتاب الذي تزعم أنه موافق لعقيدتك فيه قول المؤلف: (وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله وإذا رأيت الرجل يحب أيوبا وابن عون ويونس بن عبيد وعبد الله بن إدريس الأودي والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بن زريع ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومالك بن أنس والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة).
فلماذا هؤلاء من دون غيرهم؟!.
¥