تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الوجه الأول: نسبة الإمام ابن أبي يعلى هذا الكتاب إلى البربهاري في كتابه "طبقات الحنابلة" [2/ 18]، وابن أبي يعلى توفي عام 526هـ، وهو يروي عن البربهاري بواسطتين كما في أخبارٍ عدة في ترجمة البربهاري وغيرها، وهذه النسخة الوحيدة المخطوطة ما بين ناسخها في القرن السادس إلى المنسوبة إليه خمس وسائط كما في إسنادها السماعي، ولا شك أن ابن أبي يعلى أقرب وأثبت لقربه من زمن البربهاري، فهذا مما يؤكد احتمال الوهم على أحد رواة الكتاب ويؤكده الوجه الثاني:

الوجه الثاني: وهو أن الكتاب من قبل المائة السادسة لم ينسبه أحدٌ إلى الباهلي، بل ولا بعد ذلك، فلو كان هذا الكتاب له لاشتهر كما اشتهر غيره بعكس الحال مع البربهاري فقد نسب إليه هذا الكتاب من أقرب الناس إلى عصره وهو القاضي ابن أبي يعلى مع خبرته الفائقة بالحنابلة ومصنفاتهم، ويضاف إليه الوجه الثالث:

الوجه الثالث: اشتهار البربهاري بالعلم والتصنيف بخلاف الباهلي، قال ابن الجوزي في "المنتظم" [4/ 168] وهو أقرب إلى عهد البربهاري: (الحسن بن علي بن خلف أبو محمد البربهاري جمع العلم، والزهد).

وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام " [5/ 487]: (الفقيه العابد. شيخ الحنابلة بالعراق. وكان شديداً على المبتدعة، له صيت عند السلطان وجلالة، وكان عارفاً بالمذهب أصولاً وفروعاً).

وفيه: (وقد صنف أبو محمد البربهاري مصنفات، منها: " شرح السنة ").

وقال ابن كثير في " البداية والنهاية " [11/ 201]: (أبو محمد البربهاري العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ صاحب المروزي وسهلا التستري).

وما ذكره قوام السنة الأصبهاني [ت:535هـ] في "الحجة" [2/ 475] ليس فيمن صنف في الاعتقاد وإنما فيمن أظهر اعتقاده بمقالة أو رسالة أو كتابٍ مصنف، فمجرد ذكره للباهلي لا يلزم منه إفراد اعتفاده بمصنف فضلاً على أن يكون دليلاً على هذا الكتاب الذي نتكلم عنه.

وقول الأزهري: (بينما لم يذكر البربهاري في كل من ذكرهم على كثرتهم) يعود عليه من حيث لا يعلم!، ففي الكلام الذي نقله الأصبهاني لم يشترط الاستيعاب وإنما أشار إلى البعض، وإلا فهناك من أهل السنة من صنّف في الاعتقاد ولم يذكره ومنهم على سبيل المثال: أبو بكر بن أبي داود، وابن جرير الطبري، وأبو الحسين الآجري، وهم من الشهرة بمكان فلم يذكرهم.

ولك أن تتأمل عدم ذكره للأشعري وابن كلاب وغيرهم!!! ولهم في الاعتقاد مصنفات، فهل هذا يعني:

عدم تأليفهم في هذا الباب؟!.

أم عدم سلامة عقائدهم؟!.

أو عدم شهرتهم بالسنة أصلاً حتى لو كانوا على السنة؟!.

أسئلة جئت بها إلى نفسك وحزبك فاحتملها!!.

الوجه الرابع: أن الباهلي ميوله إلى الرواية والإسناد كثير، ومثل هذا الكتاب أحق بدعمه بالأسانيد كحال عامة كتب أصول السنة في عصره وقبل عصره، فلو كان كذلك لأسند في هذا الكتاب ولو الشيء اليسير، خاصة وأن هذا الكتاب موجه إلى عموم الناس، وقد ذكر الخطيب في "تاريخه" عن (ابن عدي – قال - سمعت أبا عبد الله النهاوندي يقول قلت لغلام خليل ما هذه الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة) فمن كان هذا حاله في اختلاق الحديث لهداية العامة لا يمنعه من ذكر بعض المسندات مانع.

الوجه الخامس: أن البربهاري حنبلي بغدادي الأصل والباهلي بصري سكن بغداد، والبربهاري شيخ الحنابلة في بغداد، وهذه مسلمة لا يخالف فيها أحدٌ، فإذا تحقق هذا، فالبربهاري نقل عن الإمام أحمد بعض الروايات في " شرح السنة "، وهو من متقدمي الحنابلة كما نص على ذلك جماعة، فهذا يدل على أنه حنبلي.

ولم يثبت أن الباهلي حنبلي المذهب ولم تنقل رواية في المذهب عنه من تقريراته أو عنه إلى الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير