"فاطمة وما أدراك ما فاطمة، سيدة نساء العالمين، فاطمة الزهراء محور الخلق، يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، لولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما صلوا على محمد وآله".
واستمع ـ أخي في الله ـ إلى شيخهم سيد الفالي الذي يقول في إحدى محاضراته: إن نبي الله عيسى عليه السلام يتشرف أن يكون عبداً من عبيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاستمع ماذا يقول: "يا قوم قبل أيام كان عيد ميلاد السيد المسيح الذي يتشرف أن يكون عبداً لعلي بن أبي طالب، وقد ملأ المسيحيون الخافقين بعيد ميلاد المسيح، حتى في بلادنا الإسلامية .. لماذا تتعزّى عن علي بن أبي طالب؟ ما الذي ضرنا لو كنا نهتف باسمه؟ ".
ثالثاً: إسناد الحوادث الكونية لأئمتهم:
كما تسند الشيعة الحوادث الكونية التي لا يتصرف فيها إلا الله تعالى إلى أئمتهم، فكل ما يجري في هذا الكون من رعد وبرق وغير ذلك فأمره إلى أئمتهم كما ذكر ذلك إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (27/ 33) عن سماعة بن مهران قال: كنت عندي أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم، قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام.
رابعاً: اعتقاد الشيعة الإمامية أن علياً يركب السحاب:
وهذه العقيدة يتوافق بها الشيعة الإمامية والشيعة النصيرية التي سوف نفصِّل في درسها بإذن الله تعالى، فقد أثبت هذا شيخهم المجلسي في كتابه "بحار والأنوار" (27/ 34) أن علياً أومأ إلى سحابتين فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع، فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه على الأخرى وقال فوقها ما نصه: "أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه حجته على عباده" انتهى.
خامساً: اعتقاد الشيعة الإمامية أن أئمتهم يعلمون الغيب:
وكذلك تعتقد الشيعة الإمامية ـ إخواني في الله ـ بأن أئمتهم يعلمون الغيب، حيث أقر هذه العقيدة شيخهم الكليني، إذ بوب في كتابه الكافي (1/ 258) باباً بعنوان" باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم"، وكذلك بوب في كتابه الكافي (1/ 260) باباً بعنوان: "باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء". وكذلك روى إمامهم المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" (26/ 27 - 28) عن الصادق عليه السلام كذباً وزوراً أنه قال: "والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جُعلتُ فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء" انتهى عياذاً بالله.
سادساً: اعتقاد الشيعة بأن أئمتهم ينزل عليهم الوحي:
وكذلك تعتقد الشيعة الإمامية بنزول الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أئمتهم عن طريق جبريل عليه السلام، بل عن طريق ملك أعظم من جبريل وأفضل، فهم بذلك يشرعون ويعلمون الغيب، وكل ما هو كائن إلى يوم القيامة، وهذه العقيدة ـ إخواني في الله ـ متناثرة في كتب الشيعة ككتب الحديث والتفسير بروايات عديدة. فقد أورد إمامهم محمد بن الحسن الصفار المتوفى عام 290هـ للهجرة، والذي يعدونه من أصحاب الإمام المعصوم الحادي عشر، كما يعدونه من أقدم المحدثين لديهم، بالإضافة إلى أنه شيخ الكليني الذي يلقب عندهم بحجة الإسلام، فقد روى إمامهم الصفار في كتابه المشهور "بصائر الدرجات الكبرى" والذي هو عبارة عن عشرة أجزاء أخباراً كثيرة لا تحصى ولا تعد في إثبات نزول الوحي على أئمتهم عن طريق الملائكة الكرام، ففي الباب السادس عشر من الجزء الثامن: "باب في أمير المؤمنين أن الله ناجاه بالطائف وغيرها ونزل بينهما جبريل"، روى تحت هذا الباب قرابة عشر روايات، منها عن حمران بن أعين قال: "قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جُعلت فداك، بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجا علي عليه السلام، قال: أجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل" انتهى لفظه.
هذا ـ إخواني في الله ـ في كتاب "بصائر الدرجات الكبرى" لإمامهم الصفار الجزء الثامن الباب السادس عشر (ص430) طبعة إيران.
¥