تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما أن هذا الأمر لا يختص به علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل يشاركه فيه جميع الأئمة عند الشيعة الاثنا عشرية، كما روى الصفار في كتابه: "بصائر الدرجات" في الجزء التاسع تحت عنوان: "الباب الخامس عشر: في الأئمة عليهم السلام أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه"، يعني جبريل عليه السلام. وقد روى تحت هذا الباب قريباً من ثلاث عشرة رواية منها: عن أسباط عن أبي عبد الله جعفر أنه قال: قلت: تُسأَلون عن الشيء فلا يكون عندكم علمه، قال: ربما كان ذلك، قلت: كيف تصنعون؟ قال: تلقانا به روح القدس". وكذلك ذكر الصفار في كتابه "بصائر الدرجات" عن أبي عبد الله أنه قال: "إنا لنزاد في الليل والنهار، ولو لم نزد لنفد ما عندنا" يعني: لو لم ينزل علينا الوحي ولم نزِد في هذا العلم في الليل والنهار لانتهى ما عندنا، قال أبو بصير: جُعلت فداك من يأتيكم به؟ قال: إن منا من يعاين أي يرى، وإن منا من ينقر في قلبه كيت وكيت، وإن منا لمن يسمع بأذنه وقعاً كوقع السلسلة في الطشت، قال فقلت له: من الذي يأتيكم بذلك؟ قال: خلق أعظم من جبريل وميكائيل" هذا في كتاب "بصائر الدرجات الكبرى" للصفار الباب السابع من الجزء الخامس (ص252).

وكذلك ـ إخواني في الله ـ روى الكليني مثل هذه العقيدة، في كتابه الكافي تحت عنوان: باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة عليهم السلام: "فعن أسباط بن سالم قال: سأل رجل من أهل بيتي أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مّنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]، فقال: منذ أن أنزل الله عز وجل ذلك الروح ـ يعني: جبريل عليه السلام ـ على محمد صلى الله عليه وآله ما صعد إلى السماء وإنه لفينا، وفي رواية: كان مع رسول الله يخبره ويسدده، وهو مع الأئمة من بعده" انتهى.

هذا ـ إخواني في الله ـ في كتاب الكافي لحجة الإسلام عندهم محمد بن يعقوب الكليني في الأصول كتاب الحجة 1/ 273) طبعة طهران.

كما روى الكليني في كتابه الكافي في الأصول (1/ 261) طبعة إيران، عن أبي عبد الله قال: إني أعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة والنار، وأعلم ما كان وما يكون" انتهى.

وكذلك عقد شيخهم الحر العامري باباً في كتابه "الفصول المهمة في أصول الأئمة" باب أربعة وتسعين (ص145) جاء فيه ما نصه: "إن الملائكة ينزلون ليلة القدر إلى الأرض، ويخبرون الأئمة عليهم السلام بجميع ما يكون في تلك السنة من قضاء وقدر، وإنهم ـ أي: الأئمة يعلمون علم الأنبياء عليهم السلام".

واستمع ـ أخي في الله وحبيبي في الله ـ إلى أحد شيوخهم وهو يصرح بأن أئمتهم المعصومين يرون الملائكة، بل إن الملائكة الكرام خدمٌ عند أئمتهم المعصومين فاستمع ماذا يقول: "ونحن نعتقد أن الأئمة أيضاً كانوا يرون الملائكة، وهذا ليس من الشيء الغريب حتى واحد يستنكر علينا، لأن الملائكة مخلوقات مطيعة لله، والأنبياء والأئمة المعصومون [أفضل] المخلوقات، بيُمنهم رُزق الورى، فليس من العجيب والغريب أن تأتي إلى بيت النبي وبيت علي كخدم لهم هذه عقيدتنا".

سابعاً: اعتقاد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي حل في علي رضي الله عنه:

وكذلك تعتقد الشيعة بأن جزءاً من النور الإلهي قد حل بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما نقل ذلك إمامهم الكليني في أصول الكافي (1/ 440): "قال أبو عبد الله: ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا ونقل أيضاً ما نصه: "ولكن الله خلطنا بنفسه".

واستمع ـ أخي في الله ـ إلى أحد شيوخ الشيعة وهو يغلو في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فيذكر أنه هو الذي خلق مروان بن الحكم من دون الله تعالى فاستمع ماذا يقول: "مروان بن الحكم لعنه الله، صعد على منبر رسول الله في المدينة، وأخذ يشتم الإمام علي بن أبي طالب، والرواية موجودة في جوامع الكلم، يشتم الإمام علي بن أبي طالب، فبينما الناس جلوس إذ خرجت كفان من قبر رسول الله مكتوباً عليهما وقيل: يد واحدة مكتوباً عليها: أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك؟! أتشتم من خلقك؟! هذه العظمة ما تتخصص إلا في أناس، ومعاجز كرامات وألفاظ لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، لا تعد ولا تحصى، مستحيل أحد يحصيها، ومستحيل أحد أن يكون يعدّها تحويل الجماد إلى حياة، وتحويل الحياة إلى جماد من شأن أهل البيت".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير