وعن أبي عبدالله الحاكم يرويه: محمد بن علي بن أحمد المقرئ أبو العلاء الواسطي، قال الخطيب: وكان قد جمع الكثير من الحديث، وخرَّج أبوابًا وتراجمَ وشيوخًا، كتبت عنه منتخبًا، وكان من أهل العلم بالقرآن، مات سنة 431 هـ[35]، وعنه الخطيب في "تاريخه" (2/ 30).
الإسناد الثاني:
وهو الذي ورد على النسخة التركية المخطوطة [36] لكتاب البخاري، وهي التي رواها الروداني في "صلة الخلف" ص229، ساق بإسناده إلى أبي طاهر السِّلَفي [37]، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أحمد المستملي، عن محمد بن يوسف الفربري سنة 314هـ، عنه؛ أي: أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه "خلْق أفعال العباد".
تراجم الإسناد الثاني:
? إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم البلخي المستملي، سمع البخاري من الفربري سنة 314هـ، سمعه منه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي ببلخ في سنة 374 هـ، قال أبو ذر: كان من الثقات المتقنين ببلخ، وقال الذهبي: الإمام المحدِّث الرَّحال الصادق، طوَّف وسمع الكثير [38].
? أبو ذر الهروي: عَبْدُ بن أحمد بن محمد الهَرَوي المالكي، راوي "الصحيح".
قال الخطيب: وكان ثقةً ضابطًا ديِّنًا، وقال الذهبي: الحافظ الإمام المجوِّد، مات سنة 434 هـ[39].
? ابن أبي ذر: عيسى بن الحافظ الكبير أبي ذر الأنصاري الهروي، قال الذهبي: وسمع من أبيه شيئًا كثيرًا، وأجاز لأبي طاهر السِّلَفي [40].
? أبو طاهر السِّلَفي: أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، قال ابن نقطة: كان السِّلفي جوالاً في الآفاق، حافظًا، ثقة، متقنًا، وقال الذهبي: شيخ الإسلام شرف المُعمَّرين، مات سنة 567 هـ[41].
وهذا الإسناد هو الذي وقع للحافظ المزي كما يُفهم من كلامه في "تهذيب الكمال" [42].
الإسناد الثالث:
يرويه يوسف بن ريحان بن عبدالصمد، أشار لروايته ابنُ حجر في "تغليق التعليق" (5/ 436)، و"الهدي" ص492، ونقله عنه البغدادي في "كشْف الظنون" (1/ 722)، ولم أقفْ على من رواها مِن هذا الطريق، والله أعلم.
والذي يظهر أن ابنه محمدًا أميرٌ ببخارى، وقد ساق له ابن حجر خبرًا عن أبيه، عن محمد بن إسماعيل [43].
وبعد هذه الأسانيد والسماع عن المؤلِّف في سنة وفاته (256)، هل يقبل مَن في رأسه مسكةُ من عقل، قولَ المعلِّق (الكوثري) على كتاب "الاختلاف" ص10: "كتاب "خلق الأفعال" المنسوب لأبي عبدالله البخاري،" ولما احتاج لبعض نصوصه في الرد على مخالفيه احتج به!
انظر ص54 من تعليقه على "الاختلاف في اللفظ"، لابن قُتَيْبَة.
توثيق نسبة الكتاب:
أسانيد الكتاب كما مرَّ معنا، ونقل كتب التراجم.
النقل عن الكتاب:
نقل ابن تيميَّة عنه في كتبه في مواضع كثيرة، منها: "حديث النزول" 159، 401، "التسعينية" في مواضع، منها: (1/ 243، 246)، (2/ 437)، "الدرْء" (1/ 226)، (2/ 24)، "الحموية" (380)، "الرد على المنطقيين" 229.
وابن القيم في كتبه: "الصواعق" 1301، 1395، 1433، قال: "من أجل كتبه الصغار"، "طريق الهجرتين" 435ق/ العقيلي، "اجتماع الجيوش": 216، 217/ 234، 252، "شفاء العليل" 333، 395، 531.
والذهبي في "السير" (12/ 113)، وابن حجر في كتبه كما تقدم، وفي "الفتح" في مواضع، كما في "معجم المصنفات الواردة في فتح الباري" ص189، و"نتائج الأفكار" 1/ 318، والسيوطي في "الدر" (سورة الصافات الآية: 80).
شجرة أسانيد كتاب "خلْق أفعال العباد"
أبو بكر العامري
وجيه بن طاهر
(النسخة الهندية للكتاب)
ــــــــــــــــــــــ
[1] انظر: "تاريخ بغداد" 4/ 421، "سير أعلام النبلاء" 11/ 177.
[2] انظر: "طبقات الحنابلة" 2/ 47، "المقصد الأرشد" 2/ 372، "اجتماع الجيوش" ص209.
[3] ابن أحمد البغدادي الصيرفي ابن الطيوري، قال ابن السمعاني: "كان محدثًا مكثرًا صالحًا أمينًا صدوقًا، صحيح الأصول، أكثر عنه السلفي، وقال: هو محدث مفيد ورع كبير"، مات سنة 500 هـ عن تسعين سنة.
انظر: "الإكمال"، لابن ماكولا (3/ 287)، "التقييد"، لابن نقطة (2/ 238)، "السير" (19/ 213).
[4] إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، البغدادي الحنبلي، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ديِّنًا فقيهًا على مذهب أحمد بن حنبل، وقال ابن أبي يعْلى: وكان ناسكًا زاهدًا فقيهًا مفتيًا ... وله إجازة من أبي بكر عبدالعزيز، توفِّي سنة 445هـ.
¥