تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذن ما معنى إني أعلم مالا تعلموت؟ هذه حكم الخالق المطلقة التي لا يحيط بها أحد إذن هذا التناول وهذا التفصيل أيها الاخوة في كتاب الله لهذا الانسان يجب أن نقف معه وأن ندرك أن الانسان خلقه الله قابل للخير قابل للشر ولكن إذا ورد علينا سؤال أي هذين القبولين أقوى عند الانسان؟؟ قبوله للخير أم قبوله للشر فإن الجواب هو أن قبول الانسان للخير أقوى وأظهر وأتم من قبوله للشر وهذه من نعم الله على الانسان ومن كرم الله لبني آدم كلهم أن جعل قبولهم للخير أظهر وأقوى من قبولهم للشر، ما دليل ذالك؟ ما الذي يثبت ذالك؟ تثبت ذالك الايات الشرعية من الكتاب والسنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الصحيحين عن أبي هريرة (كل مولود يولد على الفطرة) هل هذا المولود الذي يولد على الفطرة كيف يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة) والقران يقول {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} الشمس8 والقران يقول {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} البلد10 أي طريق الخير وطريق الشر فكيف أنه هدي النجدين وكيف أنه ألهم الفجور والتقوى والنبي يقول {كل مولود يولد على الفطرة؟ نعم هو قابل للخير قابل للشر لكن لما ينزل إلى الارض توضع قدمه بقدر الله على أي الطرق؟ على خط الخير أو على خط الشر؟ توضع على خط الخير وهي تستمر تلقائيا على خط الخير لان الرسل والانبياء والدعاة الى الله على منهج الرسل ييسرون للناس هذا الطريق ويدلون عليه ولكن قد ينحرف الانسان بسبب خارج عن مبدئ خلقه الاول عامل من خارج يجر هذا الانسان وهذه الخطوة الخيرية في الانسان لتنحرف وتسير في طريق الشر هنا ياتي سؤال كيف انحرف الانسان؟ لانه قابل للشر لكن هل انحرف تلقائيا؟ الجواب لا ولهذا قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرناه او يمجسانه) هل كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتحدث عن الوالدين فقط؟ وعن ثلاثة اديان؟ لا هذا مثل أمثلة هذه بمعنى أن كل انحراف لك أن تقول فمجتمعه فنفسه الامارة بالسوء تحرفه، ولذالك بعض الناس ليس بسبب الوالدين بسبب نفسه ولكن المقصود أن هناك سبب آخر اجتر الانسان عن خطوة الخير التي وضعه الله عليها وحرك فيه القوى الكامنة المتحركة الى الشر فتحرك من جهتها

ولهذا اما ان يسير الانسان في درب الخير المحض أو يسير في درب الشر المحض أو يكون يبن ذالك قواما مرة هنا ومرة هنا وهؤلاء هم الذين خلطوا عمل صالحا وآخر سيئا

لا أحب أيها الاخوة أن أطيل ولكن يجب أن نتفكر في انسفنا والله يقول {وفي أنفسكم افلا تبصرون} هذا العقل الذي أعطانا الله إياه وهذه الصفات الكامنة التي اذا قرانا القران وجدنا أنها شبه صفات متضادة شبه صفات فيها نوع من التضاد أحيانا ولذالك تجد أن الانسان الذي غضب اليوم هو الذي حلم غدا فتقول زيد اليوم غضب غضبا ما رأيت مثل غضبه اليوم وتجد له في موقف آخر أصبح عنده حلم وتجد أن زيد الذي ظلم اليوم هو الذي عدل غدا، من أي جاء مرة يظلم ومرة لا؟ كل هذه الصفات كامنة ولذالك لا يفترض واحد منا أيها الاخوة أنه معطل من صفة خير يقول والله بعض الناس طبيعته فيها كذا يعطيك صفة من صفات الخير الله يرزقنا هذه الصفة لا، هي كامنة عندك نعم تدعو بها تدعو بها أن تتحرك لتخرج، الله يرزقنا حسن الخلق نعم النبي دعا بذالك أي أن تتحرك هذه الصفات لتخرج وإلا هي كامنة في الانسان كما أن صفات الشر كلها كامنة في الانسان

ولذالك العادل مهما عدل مؤهل إذا أراد أن يتجاوز العدل أن يظلم ولذالك أنت الان لاحظ كمثال بسيط ما بينك وبينك أن تصدق أو تكذب أي حاجة إنما إرادة تتحرك عندك فتقول خبرا صادقا أو إرادة تتحرك عندك فتقول خبرا كاذبا مثال الصدق والكذب طبقه على الصفات المتضادة أو المتصارعة ولذالك يجب أن الانسان يختار الصفة الفضلى لان كلى الصفتين صفة كامنة وموجودة في الانسان إنما تتحرك بمتحركات ولذالك شرع النبي الجليس الصالح ليحرك، لان بعض الصفات لا تتحرك من نفسك فشرع النبي الجليس الصالح ليحرك فيك هذه الصفات فتخرج وإلا فهي صفات أودعها الله الانسان وأودع فيه هذه القوى والمواعظ والخصائص ولكن الشاهد أن هذا الانسان ستعملها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير