تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال المجهول: ((فيكون المعتزلة قابلوا بها أهل السنة بعد أن أطلقها عليهم أهل السنة، كما فعل القدرية لما سماهم أهل السنة بذلك فقالوا لأهل السنة بل أنتم القدرية لأنكم تقولون بالقدر)) اهـ

قلت: وهذا إيغال في التخرص وتعمق في التكهن لا يستقيم مع اشتهار أن المعتزلة قد اخترعوا تلك اللفظة أولاً لا أهل السنة ولذا قال أبو حاتم: ((علامة الزنادقة تسميتهم لأهل الحديث حشوية)) اهـ

وقال الصابوني في اعتقاده (بيان تلبيس الجهمية 1/ 106 تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم): ((وعلامة أهل البدع شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه و سلم واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة)) اهـ

وقال في درء التعارض: ((ولكن هؤلاء الذين ابتدعوها يذمون من لم يسلكها من عوام المسلمين وعلمائهم ويسمونهم حشوية فإن لفظ الحشوية أول ما عرف الذم به من كلام المتعتزلة ونحوهم رووا عن عمرو بن عبيد أنه قال: كان عبد الله بن عمر حشوياً وهم يسمون العامة الحشو كما تسميهم الرافضة والفلاسفة الجمهور ويسمون مذهب الجماعة مذهب الحشو)) اهـ

وقال الإمام أبو إسماعيل الأصفهاني - رحمه الله - في كتابه " الحجة في بيان المحجة " (2/ 540):

(. . وإذا رأيت الرجل يسمي أهل الحديث حشوية أو مشبهة أو ناصبة فاعلم أنه مبتدع، وإذا رأيت الرجل ينفي صفات الله أو يشبهها بصفات المخلوقين فاعلم أنه ضال. قال علماء أهل السنة: ليس في الدنيا مبتدع إلا وقد نزع حلاوة الحديث من قلبه) اهـ

وقال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (1/ 424 - 425): ((وأما طعن المتخصصين من أهل الرأي والمتكلمين،فأنا أبين السبب فيه ليعرفه من لم يكن يدريه أما أهل الرأي فجل ما يحتجون به من الأخبار واهية الأصل ضعيفة عند العلماء بالنقل فإذا سُئلوا عنها بينوا حالها وأظهروا فسادها فشق عليهم إنكارهم إياهم وما قالوه في معناها وهم قد جعلوها عمدتهم واتخذوها عدتهم وكان فيها أكثر النصرة لمذاهبهم وأعظم العون على مقاصدهم ومآربهم فغير مستنكر طعنهم عليهم وإضافتهم أسباب النقص إليهم وترك قبول نصيحتهم في تعليلهم ورفض ما بينوه من جرحهم وتعديلهم لأنهم قد هدموا ما شيدوه وأبطلوا ما أمُّوه منه وقصدوه وعللوا ما ظنوا صحته واعتقدوه وأما المتكلمون: فهم معذورون فيما يظهرونه من الازدراء بهم والعيب لهم لما بينهم من التباين الباعث على البغضاء والتشاحن واعتقادهم في جل ما ينقلونه وعظم ما يروونه ويتداولونه إبطاله وإكفار الذين يصححونه وإعظامهم عليهم الفريَّة وتسميتهم لهم الحشويَّة , واعتقاد المحدثين في المتكلمين غير خاف على العلماء والمتعلمين)) انتهى

وفي " الغُنْيَة "للشيخ عبد القادر الجيلاني (1/ 85) أن الباطنية تسمي أهل الحديث " حشوية " لقولهم بالأخبار وتعلقهم بالآثار.

وهذه الكلمة مما نبذ بها الأشاعرةُ من بعدُ أهلَ السنة " كما صنع ابن الجويني إمام الحرمين في رده على كتاب ((الإبانة)) للحافظ أبي نصر السجزي، و ذلك قبل أن يرجع ابن الجويني و يتمنى الموت على دين عجائز نيسابور، و كما صنع ابن فورك في كتابه (مشكل الحديث)، و إني و الله ما آسى على ابن فورك و إنما آسى على مسحوره البيهقي الذي امتلأ من تهويلات ابن فورك و غيره رعباً فاستسلم لهم و انقاد ورائهم " [].

قلت: ومن ظرف أبي المعالي الجويني تلقيبه مخالفي قوله من النحاة بأنهم (حشوية النحاة)! قال في البرهان (1/ 114): ((وذهب بعض الحشوية من نحوية الكوفة إلى أن (أو) قد ترد بمعنى الواو العاطفة واستشهدوا بقوله سبحانه وتعالى وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون)) اهـ وهذه قراءة حكاها الزمخشري وغيره! قال في البحر: قرأ بذلك جعفر بن محمد ولم يستنكره أبو حيان.قلت: وإلى هذا ذهب الأخفش والجرمي وجمهور الكوفيين. الحاصل أنه رجل صاحب دعاوى ومغاليط كثير السهو والزلل وهو - أو أبوه - القائل: ((أَلَا تَرَى أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ (المولود سنة 164 هـ) كَانَ أَكْبَرَ سِنًّا مِنْهُ (يعني بذلك الشافعي المولد سنة 150 هـ)، وَكَانَ مُتَقَدِّمًا فِي الْعِلْمِ، وَكَانَ يَأْخُذُ بِرِكَابِهِ فَيَتْبَعُهُ، وَيَتَعَلَّمُ مِنْهُ)) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير