تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثم قال المجهول: ((وأما الترجيح وهو بالقرائن أو بالشواهد، فليس عندك ما يرجح قولك على قولنا، فلا يكون قولك أولى من قولنا، ونحن عندنا لأنا مثبتون لقولها من الأقدم وأنتم نافون، والمثبت مقدم على النافي، ولأن قولنا هو المشهور كما قال الإسنوي، وقولكم غير مشهور، ولأن أهل السنة أطلقوه على المبتدعة وهذا كله مرجح لقولنا دون قولكم)) اهـ

قلت: ليس لديك شاهد كما تقدم في إبطال تلك القعاقع والفراقع والدعاوي الفارغة وأما أن نكون نفاة لما لم يقع فذلك الأصل فمدار صدق حدوث الحادثة على النقل إذ الأصل عدم الحدوث ولذا فالنافي معه الأصل فقوله المقدم حتي يثبت خلافه وأما المثبت بلا دليل ولا قرينة فعلى قوله العفا وتربت يداه من الثرى. والإسنوى لم يحك قولك ثم قال إنه المشهور وإنما قال إن المشهور (الحشوية) بفتح الشين وهذا ليس موضع النزاع.وأما أن يكون أهل السنة أطلقوه على المبتدعة فأي أهل السنة أطلقه علي المبتدعة أيها المُعكِّس للحقائق؟ فاعرف السنة تعرف أهلها.

ثم قال: ((وأما التوقف في النقلين بإسقاطهما، ثم النظر في غيرهما، فقد وجدنا نحن من أطلقها من أهل السنة من أئمة أهل الحديث، فقد روى الحاكم في (علوم الحديث) ص137 في باب (معرفة مذاهب المحدثين) وقد ذكر الجهمية والقدرية والشيعة والإرجاء .. ثم قال: أخبرني أبو علي الحافظ قال أخبرني علي بن مسلم الإصبهاني قال حدثنا عقيل بن يحيى الإصبهاني قال سمعت أبا داود يقول: ((كان جرير بن حازم إذا قدم قال شعبة: قد جاءكم هذا الحشوي)) اهـ وهذا إسناد صحيح متصل ورجاله كلهم ثقات، وقد روى هذا عبدالله بن أحمد في العلل والعقيلي في الضعفاء في ترجمة جرير، وسنده كالشمس.فهذا شعبة إمام من أئمة أهل السنة أطلق هذا على جرير بن حازم)) انتهى

قلت:نعم، هذا ثابت عن شعبة في حق جرير بن حازم ولكن ذلك من باب المشاكلة [] لا الجرح واللمز فكأن شعبة يقول: جاءكم مثبت الصفات لأن الجهمية يسمون مثبت صفات الله له بالحشوي والمشاكلة معروفة في كتاب الله قال الله تعالى (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) وفي الآثار؛قال عمر في صلاة التراويح (نعمت البدعة) وروي عنه (ما ابتدع المسلمون بدعة أفضل من صلاة الضحى) ومثله عن ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة مع أنه القائل: (وقال ابن عمر – رضي الله عنهما –:" كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة!! " (6)، وفي شعر العرب؛ قال عمرو بن كلثوم:

ألا لا يجهلن أحدٌ علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ومن ذلك قول الشافعي (رحمه الله):

إن كان رفضاً حب آل محمدٍ فليشهد الثقلان أني رافضي

ومنه قول الشاعر:

فإن كان ذنبي حبكم وولاءكم فإني مصرٌّ ما بقيت على الذنب

ومنه قول ابن تيمية:

إن كان نصباً ولاء الصحاب فإني كما زعموا ناصبي

وإن كان رفضاً ولا آله فلا برح الرفض من جانبي

وغير ذلك كثير.

ولا يروعك ذلك التخريج منا إذ علمت أن الحاكم قال في خطبة كتابه (معرفة علوم الحديث): " سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: ليس في الدنيا متبدع إلا وهو يبغض أهل الحديث وإذا ابتدع الرجل نُزع حلاوة الحديث من قلبه

سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول ليس شي أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد. قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا كل من ينسب إلى نوع الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلا بعين الحقارة ويسميها الحشوية " انتهى

إذا علمت هذا زدتك أن أهل العلم إنما أوردوا ذلك في حق جرير في سياق المدح لا الذم ولذا لما ترجم له الذهبي في (ميزان الاعتدال) قال: " أحد الأئمة الكبار الثقات، ولولا ذكر ابن عدى له لما أوردته" اهـ

ثم لم يذكر كونه حشوياً!

قال عبد الله بن أحمد: قال أبي: كان جرير بن حازم صاحب سنة. كما في ((العلل)) (1482).

وقال عبد الله: سألته (يعني أباه) عن جرير بن حازم، وأبي الأشهب أيهما أحب إليك؟ قال: جرير زينته خصال، كان صاحب سنة، عند جرير من الحديث أمر عظيم. ((العلل)) (4394).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير