تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن القول بنفي الجهات الست عن الله تعالى باطل لأنه يلزم عليه نفي وجود الله تعالى؟؟؟ أفيدونا مأجورين مع بيان مذهب السلف والخلف في هاتين الآيتين ونحوهما من الآيات المتشابهات كـ (إليه يصعد الكلم الطيب) وأحاديث الصفات كحديث (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا) وحديث البجارية بيانا شافياً مع ذكر أقوال علماء التفسير والحديث والفقه والتوحيد مع الإيضاح الكامل لتنقطع ألسنة المجازفين الذين يشبهون الله تعالى بخلقه ويعتقدون أن ما ذهب إليه علماء الخلف من التأويل كفر زاعمين أنه مذهب الجهمية الكفرة، وأشاعوا ذلك بين العوام!! جزاكم الله تعالى عن الدين وأهله أحسن الجزاء)) اهـ

ثم أجاب فقال: ((فأجبت بعون الله تعالى فقلت: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الهادي إلى الصواب، والصلاة والسلام على من أوتي الحكمة وفصل الخطاب، وعلى آله وأصحابه الذين هداهم الله ورزقهم التوفيق والسداد، أما بعد، فالحكم أن هذا الاعتقاد باطل ومعتقده كافر بإجماع من يعتد به من علماء المسلمين، والدليل العقلي على ذلك: قدم الله تعالى ومخالفته للحوادث، والنقلي قال تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فكل من اعتقد أنه تعالى حل في مكان أو اتصل به أو بشيء من الحوادث كالعرش أوالكرسي أو السماء أو الأرض أو غير ذلك فهو كافر قطعاً)) اهـ

قلت:هذا دأبهم في التلبيس والتدليس يطلقون أحكاماً علي الأمور التي لا خلاف فيها حتي يتوهم الجهلة والغفل أن تلك الأحكام تشتمل أهل السنة أتباع السلف وإلا فمن قال من أتباع السلف إن الله تعالى حل في مكان أو اتصل بشيء من الحوادث المخلوقة؟ نبؤني بعلم إن كنتم صادقين قال شيخ الإسلام ابن تيمية (مجموع الفتاوى 1/ 376): ((وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه ليس فى مخلوقاته شىء من ذاته ولا فى ذاته شىء من مخلوقاته وهو سبحانه غنى عن العرش وعن سائر المخلوقات لا يفتقر الى شىء من مخلوقاته بل هو الحامل بقدرته العرش وحملة العرش)) اهـ وحكى على ذلك إجماع السلف (2/ 126).ونقل عن الهروي قال:أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم في الرد على الجهمية حدثنا علي بن الحسن السلمي سمعت أبي يقول حبس هشام بن عبيد الله وهو الرازي صاحب محمد بن الحسن الشيباني رجلاً في التجهم فتاب فجئ به إلى هشام ليمتحنه فقال الحمد لله على التوبة أتشهد أن الله تعالى على عرشه بائن من خلقه فقال أشهد أن الله على عرشه ولا أدري ما بائن من خلقه فقال ردوه إلى الحبس فإنه لم يتب "اهـ من بيان تلبيس الجهمية.

ثم قال: ((وأما حمله الناس على أن يعتقدوا هذا الاعتقاد المكفر وقوله لهم من لم يعتقد ذلك يكون كافراً!! فهو كفر وبهتان عظيم، واستدلاله على زعمه الباطل بهاتين الآيتين ونحوهما أن الله عز وجل يحل في عرشه أو يجلس عليه أو يحل في سماء أو نحو ذلك مما تزعمه تلك الشرذمة)) انتهى

قلت: تقدم أن الله لا يحل في شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من خلقه وإنما له العلو المطلق علي جميع مخلوقاته وهو فوق العرش غنياً عن العرش وغيره وأما الجلوس على العرش فهو حرف لم يقله السلف ابتداء إنما قالوا في الاستواء أنه معلوم المعني كما قال مالك الإمام: ((الاستواء معلوم)) ومعناه عندهم على أربعة أوجه قال ابن القيم:

فلهم عبارات عليها أربع قد حصلت للفارس الطعان

وهي استقر وقد علا وكذلك ار تفع الذي ما فيه من نكران

وكذاك قد صعد الذي هو أربع وأبو عبيدة صاحب الشيباني

يختار هذا القول في تفسيره أدرى من الجهمي بالقرآن

والأشعري يقول تفسير استوى بحقيقة استولى من البهتان

هو قول أهل الاعتزال وقول أتباع لجهم وهو ذو بطلان

وقالوا في قوله تعالى (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) إنه الله تعالى و (في السماء) أي علي السماء كما قال فرعون (لأصلبنكم في جذوع النخل) [طه: 71] أي علي جذوع النخل وكما قال تعالى (قل سيروا في الأرض) أي عليها ولم يقل أحد من السلف عن الله في السماء أي تحتويه السماء أو داخل فيها بل هذا كفر بإجماعهم.

ثم قال: ((مع أن كلام الله غير مخلوق وهو من صفات الله تعالى القديمة الموجودة قبل وجود العرش والسماوات، فالله تعالى موصوف بأنه استوى على العرش قبل وجود العرش، وهل كان جالساً ـ على زعمهم ـ على العرش المعدوم قبل وجوده؟؟!!)) اهـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير