تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ذلك الى إرادته فإن قال لأن المعنى المفهوم من الرحمة فى حقنا هى رقة تمتنع على الله قيل له والمعنى المفهوم من الإرادة فى حقنا هى ميل يمتنع على الله فإن قال إرادته ليست من جنس إرادة خلقه قيل له ورحمته ليست من جنس رحمة خلقه ... )) اهـ

والعجب من هؤلاء يصفون أهل السنة بالحشوية ثم يقولون ومنهم الرازي في المحصول والجويني في البرهان ومن تبعهما يقولون إن الحشوية يقولون إن في القرآن حشواً لا معنى له وهذا لم يقله السلف (من القائلين بذلك عبد الجبار والقاضي أبو الحسين البصري) إنما قولوه للسلف ثم عابوه عليهم حتى إن السبكي قد استحيا من ذلك الخزي فقال وما أصفق وجهه! (الإبهاج 1/ 361): ((وقيل المراد بالحشوية الطائفة الذين لا يرون البحث في آيات الصفات التي يتعدد إجراؤها على ظاهرها بل يؤمنون بما أراده الله مع جزمهم المعتقد بأن الظاهر غير مراد ولكنهم يفوضون التأويل إلى الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فإطلاق الحشوية عليهم غير مستحسن لعدم مناسبته لمعتقدهم ولأن ذلك مذهب طوائف السلف من أهل السنة رضي الله عنهم)) انتهى

وأما قوله بنفي الانتقال والحركة على الله فهو من كلام المعتزلة مخانيث الفلاسفة حكاه عنهم الأشعري وغيره في المقالات مع العلم أن السلف لم يطلقوا على الله أنه يتحرك أو ينتقل وإنما قالوه مشاكلة للمعتزلة الذين نفوا ذلك تذرعاً لنفي نزوله سبحانه وتعالى فقابل السلف ذلك بنقضه ونفيه لان فيه تذرعاً إلى إبطال الصفات كالاستواء والنزول والمجئ بل والحياة قال الدارمي في نقضه على بشر المريسي (نقض الدارمي 1/ 215 – 216):" وأما دعواك أن تفسير القيوم الذي لا يزول من مكانه ولا يتحرك فلا يقبل منك هذا التفسير إلا بأثر صحيح مأثور عن رسول الله أو عن بعض أصحابه أو التابعين لأن الحي القيوم يفعل ما يشاء ويتحرك إذا شاء ويهبط ويرتفع إذا شاء ويقبض ويبسط ويقوم ويجلس إذا شاء لأن أمارة ما بين الحي والميت التحرك كل حي متحرك لا محالة وكل ميت غير متحرك لا محالة. ومن يلتفت إلى تفسيرك وتفسير صاحبك مع تفسير نبي الرحمة ورسول رب العزة إذا فسر نزوله مشروحا منصوصا ووقت لنزوله وقتاً مخصوصاً لم يدع لك ولا لأصحابك فيه لبساً ولا عويصاً "اهـ

وذا قال الفضيل بن عياض (خلق أفعال العباد للبخاري: ص 19): إذا قال لك جهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.

ثم قال ذلك السبكي: ((فيقولون في آية (الرحمن على العرش استوى) استوى استواء يليق به لا يعلمه إلا هو عز وجل، وفي آية (ءأمنتم من في السماء) نؤمن بها على المعنى الذي أراده سبحانه وتعالى مع كمال التنزيه عن صفات الحوادث والحلول ويقولون في آية (يد الله فوق أيديهم) له يد لا كأيدينا ولا يعلمها إلا هو تعالى، وهكذا في سائر الآيات المتشابهة، قال الإمام الجليل السلفي ابن كثير في الجزء الثالث من تفسيره صفحة 488 ما نصه: ((وأما قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله تعالى، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى)) انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير