وإمامٍ رفيعٍ نبيهٍ وزاهدٍ في قبيلةٍ ومخصوصٍ بفضيلةٍ وقارئٍ متقنٍ وخطيبٍ محسنٍ وهم الجمهورُ العظيمُ وسبيلُهم السبيلُ المستقيمُ وكلُ مبتدعٍ باعتقادٍهم يتظاهرُ وعلى الإفصاحِ بغيرِ مذاهبِهم لا يتجاسر من كادهم قصمه اللهُ ومن عاندهم خذلَه اللهُ لا يضرهم من خذلهم ولا يفلحُ من اعتزلهم المحتاطُ لدينه إلى إرشادهم فقيرٌ وبَصَرُ الناظرِ بالسوء إليهم حسيرٌ وإنَّ اللهَ على نصرِهم لقديرٌ " []
دريت من في عسكرنا أيها الجاهل المجهول الذين تزعم أنهم الحشوية الذين لا يعقلون ولا للنصوص يفهمون!
أنى يقاوم ذي العساكر طَمْطَمٌ [] أو تنكلوشا [] أو أخو اليونانِ
أعني أرسطو [] عابد الأوثان أو ذاك الكفور معلم الألحان []
ذاك المعلم أولاً للحروف والثـ ـاني لصوت بئست العلمان
هذا أساس الفسق والحرف الذي وضعوا أساس الكفر والهذيان
أو ذلك المخدوع حامل راية الـ إلحاد ذاك خليفة الشيطان
أعني ابن سينا ذلك المحلول من أديان أهل الأرض ذا الكفران
وكذا نصير الشرك [] في أتباعه أعداء رسل الله والايمان
أو جعدُ أوجهمٌ وأتباعٌ له هم أمة التعطيل والبهتان
أو حفص [] أو بشرٌ أوالنَّظَّام [] ذا ـك مقدم الفساق والمجان
والجعفران [] كذاك شيطان ويد عى الطاق [] لا حييت من شيطان
وكذلك الشحام [] والعلاف [] والنـ جار أهل الجهل بالقرآن
والله ما في القوم شخص رافع بالوحي رأسا بل برأي فلان
وخيار عسكركم فذاك الأشعر ـي القرم ذاك مقدم الفرسان
لكنكم والله ما أنتم على إثباته والحق ذو برهان
هو قال أن الله فوق العرش واسـ ـتولى مقالة كل ذي بهتان
لكنكم أكفرتموه وقلتم من قال هذا فهو ذو كفران
فخيار عسكركم فأنتم منهم برآء إذ قربوا من الايمان
ثم قال الجهمي: ((وقد قال جمع من السلف والخلف إن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي، وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني، ذكره العلامة ملا علي قاري في (شرح المشكاة) من الجزء الثاني صفحة 137)) انتهى
قلت: وهذا كذب علي الشافعي ومالك ثم إن (الجهة) لفظ موهم لم تأت به النصوص فمن قال إن الله في جهة (السفل) فهو كافر ومن قال إن الله في العلو أو في السماء أو في الفوقية فقد نطق بما نطق بها الكتاب والسنة وعليه إجماع السلف فكيف يكفر؟! قال ابن القيم:
من لي بشبه خوارج قد كفروا بالذنب تأويلاً بلا إحسانِ
ولهم نصوص قصروا في فهمها فأتوا من التقصير في العرفان
وخصومنا قد كفرونا بالذي هو غاية التوحيد والإيمان
الكفر حكم الله ثم رسوله بالشرع يثبت لا بقول فلان
من كان رب العالمين وعبده قد كفراه فذاك ذو الكفران
يا قوم أصل بلائكم أسماء لم ينزل بها الرحمن من سلطان
وهم في ذلك التكفير وهذا التضليل كما قال عنهم القرطبي (تفسيره 6/ 386) عند أن ذكر الجوهر والعرض: (( .... وهذه الاصطلاحات وإن لم تكن موجودة في الصدر الأول فقد دل عليها معنى الكتاب والسنة فلا معنى لإنكارها. وقد استعملها العلماء واصطلحوا عليها وبنوا عليها كلامهم وقتلوا بها خصومهم)) انتهى
مع أنه قد قال من قبل (2/ 214): ((كان من درج من المسلمين من هذه الامة متمسكين بالكتاب والسنة، معرضين عن شبه الملحدين، لم ينظروا في الجوهر والعرض، على ذلك كان السلف)) اهـ
ثم إن هؤلاء سموا العرش حيزاً وقالوا منزه عن التحيز وسموا الصفات أعراضاً وقالوا منزه عن الأعراض وسموا العلو جهة وقالوا منزه عن الجهات وسموا حكمته غرضاً وقالوا منزه عن الأغراض وسموا أفعاله حوادث وقالوا منزه عن حلول الحوادث في ذاته وسموا يده ووجهه وقدمه جوارح وقالوا منزه عن الجوارح وكذلك سموها أعضاء وقالوا منزه عن التركيب ... وفي الجملة فقد سموا توحيده تجسمياً وقالوا منزه عن الجسمية!
ثم ذكر المجهول من صدق على ذلك الهذيان من جهلة جهمية الأزهر ثم انتهت رسالته الفاضحة له ولمن اعتد بها من الرذال الناضحة بما احتوته من التجهم والضلال وبه ينتهى الرد عليها وكشف أباطيلها والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تذييل بالرد على السبكي والكوثري
¥