حاول وليد أن يرقِّع لنفسه بعد (فضيحته)، بأن يبين أن " هذا الكلام – يعني الذي أخذه من حضرموت - ليس مستنكرًا أن يخرج من ابن تيمية فقد صرح بمعناه في غير موضع ".
وقال مخاطباً لي:
" قول ابن تيمية هذا مشهور عنه ولو بحثت في كتب ابن تيمية لوجدت ذلك جليًّا.
قرره رحمه الله في مواضع من مجموع الفتاوى منها موضع في تفسيره لسورة الإخلاص وغيرها "
ثم قلت في مشاركة أخرى:
" والمراد بقول ابن تيمية (هذا) أي القول بأن أرسطو أول قائل بقدم العالم، و (لعلكم) لا (تنازع) في هذا "
إذن:
ابن تيمية يقول: " أرسطو أول قائل بقدم العالم " في مواضع من مجموع الفتاوى، وفي تفسير سورة الإخلاص!!
لكن هل استطاع (وليد) توثيق كلامه بعد أن كذَّبه فيه أبو فهر قائلاً:
" فالنقل الذي نقلته أنت عن شيخ الإسلام ووضعته بين علامتي تنصيص = لا أثر له في كتب شيخ الإسلام .. لا في الأصبهانية ولا في الفتاوى ولا في تفسير سورة الإخلاص ولا حتى في مزارع البطيخ ".
أنى له أن يستطيع، وهو صاحب الكذب الفظيع!!
بل اكتفى بالتعليق على كلمة (مزارع البطيخ) فقال:
" ولعلـ (ي) (!!) تستهدي أنت ومحمد براء
أتواصيتما بي؟! (سؤال حاول إجابته في مزارع البطيخ) ".
أقول: لم نتواص بك، فلا تخف!!
وقد حاولت أن أجد لوليد (توثيقاً) لما نسبه إلى ابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص، بل وأكثر من موضع في مجموع الفتاوى:
فوجدته يحيل إلى مجموع الفتاوى (5/ 537)!!
أي قبل صفحتين من الموضع الذي نقلتُ عنه في مشاركتي الأولى!! وهو في شرح حديث النزول!!
وهذا الموضع ليس فيه ذكر لما ادعاه (وليد)، وقد بين ذلك أبو فهر، ولم يستطع وليد أن يجيب!!
ثم قال في آخر مشاركة له: " أقول: ابن تيمية قائل بان أرسطو أول من عرف عنه القول بقدم العالم أم لا؟ إن قلت: لا.؟
قيل لك: انظر المواضع المذكورة من الصفدية والدرء والمنهاج ".
فحذف العزو إلى مجموع الفتاوى وتفسير سورة الإخلاص لأنه علم أنه كاذب مفتر!!
- - - - -
ثم قال:
قول ابن تيمية بأن أرسطو أول من قال بقدم العالم تجده:
" الصفدية 1/ 130، 236، درء تعارض العقل والنقل 2/ 167، منهاج السنة 1/ 360، مجموع الفتاوى5/ 537، ".
أقول:
لعلك - أولاً - تبين لنا أيها (الملبس) من حاشية أي (كتاب/ كتب) (سرقت) هذه (الإحالات)!!
وليتك إذ سرقتها رجعت إليها قبل أن تأتينا بها!!
ولا بد من الرجوع إليها واحداً واحداً لنعلم درجة (وليد) هذا في الصدق والأمانة!!
- أما العزو لمجموع الفتاوى؛ فقد تكلمت عليه قبل قليل.
- أما العزو إلى درء تعارض العقل والنقل (2/ 167)، فهذا نص الكلام المذكور هناك: " وقد نقل غير واحد أن أول من قال بقدم العالم من الفلاسفة هو أرسطو وأما أساطين الفلاسفة قبله فلم يكونوا يقولون بقدم صورة الفلك وإن كان لهم في المادة أقوال أخر ".
وهذا الكلام في لفظه وموضعه هو عين الكلام الذي قاله في شرح الأصبهانية (ص194)، إلا أنه قال هناك: " الأساطين "، بدل: " أساطين الفلاسفة "!!
فلو كان عند (وليد) حياء لراجع الموضع المذكور قبل أن يأتينا به لكن الله شاء أن يخذله ويفضح سرقته (!!)
والنقل هذا فيه ما يخرس وليداً ويهدم اعتراضه السخيف الذي نقله عن محاورة (ثيماوس)، وهو قول ابن تيمية: " وأما أساطين الفلاسفة قبله فلم يكونوا يقولون بقدم صورة الفلك وإن كان لهم في المادة أقوال أخر ".
-أما العزو للصفدية، فقد نقل (وليد) كلام ابن تيمية في الموضعين المذكورين في مشاركته (32)، ثم قال كلمة تدل على حماقة شديدة، وهي قوله:" أين النقل عن أهل المقالات؟!! ".
أقول: بل أين ما ادعيته وأحلتنا إلى هذا النص من أجله وهو أن أرسطو أول قائل بقدم العالم؟!!
ومثله في الحماقة قوله: " فجعل أرسطو من الدهرية، فلم خصه بأنه أول قائل بقدم العالم؟! ".
أقول: ومن قال لك أنه خصه بأنه أول قائل بقدم العالم، وأين في كلامه الذي نقلته ذلك؟!
-أما العزو لمنهاج السنة (1/ 360) فنص كلام ابن تيمية هناك: " وذلك القول بحدوث هذا العالم هو قول أساطين الفلاسفة الذين كانوا قبل أرسطو، بل هم يذكرون أن أرسطو أول من صرح بقدم الأفلاك وأن المتقدمين قبله من الأساطين كانوا يقولون إن هذا العالم محدث إما بصورته فقط وإما بمادته وصورته وأكثرهم يقولون بتقدم مادة هذا العالم على صورته ".
وهذا النقل يقصم ظهر وليد من وجهين:
الأول: أنه قال: " بل هم يذكرون .. "، وهذا صريح في ما بينته في مشاركتي الأولى، وهو ما حاول وليد الإحالة إلى هذا النص للرد علي، لكنه لـ (سرقته) هذه الإحالة لم يرجع إلى الموضع المذكور ويرى أن فيه قاصمة ظهره!!
الثاني: مسألة التفريق بين حدوث (المادة) و (الصورة)، التي تجاهلها (وليد)، وربما لم يفهمها.
.. فهذه أربعة مواضع أحال إليها (وليد) كلها (تفضحه)!!
ومما استغربته خلال قراءتي لمناقشة وليد لأبي فهر أنه يخطب في التقوى والورع فيقول بعد أن نقل هذه الإحالات المسروقة: " فاتق الله وتورع و كن منصفًا ولو من نفسك، ولا تحملنك مخالفتك لي أن تتكلم بالباطل "!!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فمما استغربته أيضاً أنه قال لأبي فهر: " وبحمد الله ما ناقشتك في مسألة إلا وبان أنك مخطئ تتكبر عن قبول الحق والباحث في مشاركاتك معي في الملتقى يجد ذلك جليًّا "
ثم قال في مشاركة كتبها بعد دقيقة واحدة!!:
" مثلك هو المفضوح هروبه لأنك متعالم متكبر متحذلق "
ولا أدري مم هرب (أبو فهر) وأنت قد كتبت مشاركتك السابقة قبل دقيقة واحدة ولم يكن قد رد عليها بعد!!
لكنني أظن أنك كنت حينئذ في حالة من (الخبط) و (الاضطراب) لا تحسد عليها!!
- - - - -
فـ (المختصر) - الحقيقي لا المزيف -:
أن وليداً أنشأ مقالاً أقامه على نقل نسبه لابن تيمية وليس هو له، ولما نال ما ناله من (صفعات) على فعلته تلك، حاول أن (يرقع) لنفسه بأن أحال إلى مواضع أخرى من كتب ابن تيمية ثم لما رجعنا إليها، وجدنا أنه ليس فيها شيء مما يؤيد النص المنسوب، بل فيها ما يقصم ظهر اعتراضته السخيفة التي كتبها، فضلاً عن كونه سرق هذه الإحالات من غيره ولم يبين ذلك.
¥