تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد كذبت أيها الشيخ على الإسلام حين قلت: ( .. فأما الإسلام فيقول: يجب أن تكون أزمّة المسلمين (جميعا) بيد آل البيت)!.

فقل لي أيها الشيخ في أي آية من كتاب ربنا أو أي حديث من سنة نبينا r يأمر بذلك؟.

وقل لي أيها الشيخ – أصلحك الله -: إذا كان الإسلام أمر بذلك كما تزعم، فلماذا لم يُعط القرار والحكم لعلي بن أبي طالب بعد وفاة النبي r ؟. ولماذا لم تسلم له أزمة المسلمين (جميعا)؟!.

الجواب:

لن يسعفك أي جواب على هذه الفرية التي ألصقتها بالإسلام أيها الشيخ إلا أن تكون تنطلق من مقالتك هذه من منطلق شيعي إمامي، فإن (الشيعة) تقول نفس مقالتك وهو ما جعلهم يفتحون الباب بهذه المقالة للطعن في الصحابة وتكفيرهم!.

ثم ألا تعلم أيها الشيخ أن لازم كلامك هذا فيه نسبة الظلم والجهل إلى صحابة النبي r واتهام لهم بالتآمر على (علي بن أبي طالب) t إذ سلموا الخلافة وأمر المسلمين لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان y دون علي t ؟

وأقل الأحوال إن التمسنا للشيخ المشهور العذر بعدم إرادته أنهم تآمروا على (عليّ) t فأنهم على لازم قوله أنهم كانوا – رضي الله عنهم - جهلة بأمر الإسلام الذي يقول: (يجب أن تكون أزمّة المسلمين (جميعا) بيد آل البيت) كما زعمه سابقا!!. ولا شك أن كلا الأمرين زيغ وضلال لم يقله به أحد من أهل السنة.

إن معتقد أهل السنة والجماعة هو التسليم لإجماع الصحابة y في اختيارهم لخليفتهم بعد وفاة نبيهم r ، وأنهم y اختاروا من يرونه أفضلهم فكان اختيار أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي y جميعا، والطرق التي انعقدت بها الخلافة لهم تعتبر شرعية للأدلة التالية:

1) ما ورد في حديث العرباض بن سارية الطويل مرفوعا: [ .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور ... إلخ}.

2) قوله r : { اقتدوا بالذين من بعدي، أبي بكر وعمر} وفي لفظ: {إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي، وأشار إلى أبي بكر وعمر} ([4]).

3) الإجماع على ذلك، والإجماع حجة شرعية، فما بالك حين يكون من الصحابة والرعيل الأول.

ولست هنا بصدد التفصيل للأدلة في هذا الباب، ولكنها إشارة عابرة، والذي أنبّه عليه هو أنه لم يرد في الروايات أية رواية عن أحد من الصحابة تطعن في الطريقة التي تم بها تعيين أحد من الخلفاء، وما كان هناك من خلاف – وهو قليل جدا – فقد انتهى باجتماع السقيفة، لا كما تصوره أقلام الشيعة الحاقدين.

وإليك أيها الشيخ كلام (الشيعة) في هذا الأمر حتى تعرف أن فكرك فكرهم وكلامك كلامهم:

ذكر الكليني في كتابه (الكافي: 1/ 217) عن عليّ بن أبي طالب t أنه قال في الصحابة y :

( ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله r وعدلوا عن وصيِِّه؟ ألا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب؟ ثم تلا هذه الآية:] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار [؟. ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة). اهـ.

وقال أيضا (الكافي: 8/ 283):

(عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان الفارسي t يقول: لما قبض رسول الله r وصنع الناس ما صنعوا، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخاصموهم بحجة علي u قالوا: يا معشر الأنصار، قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله r من قريش، والمهاجرون منهم. إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم، وقد قال رسول الله r : [ الأئمة من قريش}. قال سلمان: فأتيت عليا u وهو يغسل رسول الله r فأخبرته بما صنع الناس، وقلت: إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله r ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله، فقال لي: أتدري يا سلمان من أول من بايعه على منبر رسول الله r ؟ قلت: لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم. قال: لست أسألك عن هذا، ولكن هل تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله r ؟ قلت: لا، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه، بين عينيه سجادة، شديد التشمير، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول: الحمد لله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير