الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد. فقال علي u : هل تدري من هو؟ قلت: لا، ولقد ساءتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي r ! ، فقال: ذاك إبليس - لعنه الله -، أخبرني رسول الله r أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله إياي بغدير خم بأمر الله - U - فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب، فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه أمة مرحومة ومعصومة، وما لك ولا لنا عليهم سبيل، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم، فانطلق إبليس – لعنه الله – كئيبا حزينا، وأخبرني رسول الله r أنه لو قبض؛ أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس – لعنه الله – في صورة شيخ مشمر، يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول: كلا، زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل، فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله - U - وطاعته وما أمرهم به رسول الله r )([5]). اهـ.
فهل رأيت أيها الشيخ ثمرة هذه المقالة التي تدندن بها في كتبك؟.
(2) دولة لا يحكمها آل البيت لا تعتبر صحيحة بل مشبوهة:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التنصيص المثبوت: 65):
( .. لأن الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة فلا شك أن (آل البيت) هم في مقدمة رجاله المخلصين، يخدمون دولة الإسلام ويرفعون رايتها العالمية. أما إذا كان الحكم والعلم على غير ما ذكر، فأهل البيت لا يرفعون الرايات المشبوهة ولا ينتصرون لها .. ).
قلت:
قولك: (الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة .. ) أيُ ضوابط تقصدها – هداك الله -؟ ضوابط أهل السنة والجماعة المتفق عليها، أم ضوابط الشيعة التي ترى أحقية آل البيت لاستعادة حقوقهم المسلوبة في الحكم والعلم والقيادة؟!.
إنك أيها الشيخ للأسف تنساق وراء العاطفة بنفس ما عند الشيعة من طموحات لتقرير أحقية آل البيت للحكم والعلم، غير مبال بما يلزمه قولك من عقائد باطلة، نسأل الله لنا ولك السداد.
فتأمل ما كتبته قبل هذا بقليل (صفحة: 64) حنقا وغيظا مما كتبه البعض ممن يرى خلاف ما تذهب إليه، حيث قلت:
(ولم تزل الأمة الإسلامية برغم ما تنتجه المطابع من تصورات المفكرين والكتاب الإسلاميين، تعيش حيرة واضحة، وتحوم من بعيد حول الكيفية المناسبة لاستعادة ضوابط الدين والدولة، ولم يتجرأ أحد على كسر حاجز العقدة المتأزمة في الصدور، حول مسألة آل البيت النبوي وموقعهم من هذه الاستعادة، بل إن العديد من المفكرين الإسلاميين اعتبر هذه القضية والاهتمام بها في مسألة الإعادة والاستعادة عصبية عائلية، وإقحاما نرجسيا، وأنانية مقيتة، تضر الإسلام أكثر مما تفيده أو تخدم قضاياه).
فواضح من كلامك أنك ترى ضرورة (كسر حاجز العقدة) وذلك بتسليم آل البيت مقاليد الحكم والعلم، وهو ما تعبر عنه هنا بمسألة (الإعادة والاستعادة).
و (الإعادة): أي إعادة الحق المسلوب من الحكم والعلم لآل البيت طوعا من الأمة وإقرارا منهم بمزيتهم وخصوص فضلهم كما تزعمون. أما (الاستعادة): فلا أدري أيها الشيخ أتريدها (سلما) أم (حربا)؟.
فاستعادة الشئ ليس كإعادته، إنما يقتضي زيادة مباشرة، فاللهم سلَّم سلّم!!.
والآن:
أصبح واضحا أنك لا ترى شرعية أي دولة وحكومة لا يحكمها أحد من آل البيت، وما ترك الخروج منكم على الحكام علانية إلا لعدم توفر القدرة عندكم، لكن لم يمنعك ذلك أيها الشيخ (المشهور) ـ هداك الله ـ أن تواصل المسيرة بطريق الدعوة عبر كتبك ومؤلفاتك للخروج عليهم والتهييج والتعبئة ضدهم، فإن لم يكن بالسنان فعلى الأقل بالقلم واللسان!.
قل لفهد وللقصور العوانس .. إننا سادة أباة أشاوس
سنعيد الحكم للإمامة إما تحت .. ثوب النبي أو بأثواب ماركس
(3) متى كان آل البيت في الحكم فليس لليهود مكان والعكس:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 29، 30):
(وأعظم المعنيين بالأمر في معسكر الإيمان هم أهل البيت، وأما في معسكر الكفر فالمعنيون بالأمر هم
¥