اليهود، ولهذا تصبح مسألة سيادة آل البيت من جهة الإسلام وسيادة اليهود من جانب الكفر هي محور الصراع على العالمية ... فحيثما كان الإسلام المشطور موجودا وليس فيه موقع لآل البيت النبوي، فاليهود هناك يعملون، وحيثما كان أهل البيت مجودين بثقلهم العلمي والعملي – لا الفكر السياسي المفروض – فاليهود هناك ضعفاء مستذلون يتآمرون ويخططون .. ). اهـ.
أقول:
لا ننكر أن اليهود هم وراء الكثير من الأزمات في عالمنا الإسلامي، لكن لا يدعونا هذا إلى النظرة السوداوية للواقع والقفز على أنغام الحماسات الفارغة والتعبئة الخاطئة التي تعزف على أوتارها أيها الشيخ!.
لماذا هذا الترويج للعصبية السلالية لآل البيت؟.
ولماذا دغدغة العواطف بتكبير حجم ومكانة آل البيت على أنهم وحدهم القادرون على خلاص الأمة من شرور اليهود؟
هل تريد أيها الشيخ استغلال عواطف الأمة كي تنساق وراء هذه الدعوة الخارجية لآل البيت لإشعال الثورات باسم نصرة الإسلام (الصحيح) و القضاء على اليهود والموت (للشيطان الأكبر)؟!.
وهل هذه الطريقة هي الصواب في معالجة الأخطاء الموجودة في الحكم والسياسة؟، أن تبالغ وتجازف في وصف الإسلام بدون قيادة من آل البيت بأنه (إسلام مشطور)؟، والمجتمع بدونهم مجتمع يسيره اليهود؟!.
(4) الحرب القائمة على آل البيت إنما هي الخشية من عودة الإسلام الصحيح:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (المناصرة والمؤازرة: 15):
(وكما توجه القوى الفاعلة أدقّ أجهزتها إلى مواقع الأسلحة والكيماويات لتلاحق نشاطها وتحاصر رموزها خشية امتلاك قرارات الحرب؛ فهي أيضا توجه عيونها وأصابعها نحو (رموز وسلالات أهل البيت الطاهر) خشية امتلاك قرار الإسلام. فالإسلام قوة الحق التي لا تغلب متى كان بيد أهله، والإسلام أيضا ورقة العبث المرعب متى كان بيد غير أهله. والإسلام بيد غير أهله عبء ثقيل على المسلمين والعالم، وقد صار اليوم كذلك، ولم يبق له غير الحفظ الأزلي الذي ضمنه الله للدين. فمتى يكون الإسلام بيد أهله ليخرج العالم من كابوس الدجل والدجاجلة). اهـ.
قلت:
نعم، هذا هو الحلم والطموح الذي يؤرقكم!: (متى يكون الإسلام بيد أهله) - أي من آل البيت -؟. ولذلك نجد هذا الهوس للتطلع نحو الحكم والقيادة يجعلك أيها الشيخ (المشهور) تهوّل من الأمر جدا حتى تجعل قضية (أهل البيت ورموزها) وكأنهم يعانون القهر والتعذيب والملاحقة والتشريد أشبه بالحرب على منتجي (أسلحة الدمار الشامل)!!.
فهل أنت أيها الشيخ وغيرك من آل البيت هنا في بلد (الإيمان والحكمة) تشردون وتلاحقون؟ أم أنتم معززون ومكرمون؟، ومع هذا فأنت لا ترضى إلا بحصول آل البيت على (الحكم)، وإذ لم يسلم لكم (الحكم) فلا شرعية لغير حكمكم.
(5) مركز القرار – اليوم- لا يمتلكه حاكم مسلم:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (التنصيص المثبوت: 34):
(ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم، فالعالم الإسلامي من طرفه إلى طرفه اليوم، في حربه وسلمه وعلمه وترتيبه وسياسته واقتصاده مرهون بقرار العالمية الغثائية المعبر عنها في نص الحديث النبوي (بأكلة القصعة)، ومرهون أيضا بمستوى الغثاء الكائن في شعوب الإسلام ... والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية). اهـ.
أقول:
معلوم أنك تقصد أيها الشيخ بـ (مركز القرار) بأنه (الحاكم). فهل أنت لا ترى في العالم الإسلامي حاكما مسلما واحدا من طرفه إلى طرفه؟. وهل نعتبر هذا منك دعوة لفكر (التكفير)؟.
اعلم أيها الشيخ إننا وإن التمسنا لك العذر أنك لا تقصد القول بـ (التكفير) فإن منهجك هذا وطريقتك هذه التي تسير عليها مقتفيا خطا التشيع ستكون ثمرته القول بتكفير الحاكم والمجتمع، كما تحكم الشيعة على أهل السنة جميعا بالكفر وتعين عليهم أعداء هم.
ثم ماذا تقصد بقولك: (والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية)؟؟.
¥