وهل تعلم أيها الشيخ (المشهور) أنك تقول نفس كلام الشيعة؟!. إنهم يقولون بأن عليا قد خصه النبي r بعلوم وأسرار دون بقية الصحابة، وأن هذه العلوم يتوارثها الأئمة واحدا بعد الآخر!.
يقول الكليني في كتابه (الكافي: 1/ 263):
عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال: (إن جبريل – عليه السلام – أتى رسول الله r برمانتين فأكل رسول الله r إحداهما وكسر الأخرى نصفين، فأكل نصفا وأطعم عليا نصفا، ثم قال رسول الله r : { يا أخي، هل تدري ما هاتان الرمانتان؟. قال: لا، قال: أما الأولى فالنبوة، ليس لك فيها نصيب، وأما الأخرى فالعلم، أنت شريكي فيه}. قال: لم يعلم الله محمدا r إلا وأمره أن يعلمه عليا عليه السلام).
فهل تقريرك أيها الشيخ باختصاص علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - بالعلوم اللدنية عقيدة، أم زلة قلم؟!.
(11) كتاب (الجفر) حقيقة:
ما كنت أظن أن الشيخ المشهور ـ هداه الله ـ يؤمن بخرافة (الجفر) الذي تزعمه الشيعة؛ حتى رأيته ينقل عن المدعو محمد عيسى داود في كتابه (التليد والطارف) أشياء ناسبا لها أنها من علوم الجفر، واصفا لها بأنها تحليلات مفيدة، حيث قال: ’’ وقد وقف مؤلف كتاب (المفاجأة) الدكتور / محمد عيسى داود مع معطيات هذا الحديث وقفة تحليلية مفيدة، مفادها: ... ’’.
وقال في آخر الفقرة: ’’ وهذا يوافق ما ورد في (الجفر) عن الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه بأنها ... ’’ اهـ.
وقد ذكرت في كتابي (عجائب وغرائب أبي بكر المشهور) كلاما وافيا في هذا الموضوع، فليُرجع إليه.
(12) علي وزير للنبي كما كان (هارون) وزيرا لموسى:
يقول الشيخ المشهور في كتابه (تقليب الأرض الخاشعة: 3 - 5):
(وفيما أنا قلق حائر .. ، ظهرت لي إشارة لطيفة .. وإذ بي وأنا أشرع في وردي بعد صلاة المغرب من كتاب الله تعالى تبادرني الآية الكريمة من أول حزبي] إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [أحسست حينها بانشراح عظيم يداخل روعي ويشاغلني عن صلاتي، فتجوزت فيها ثم حملت القلم لأنتصر لأهلي راغبا وراهبا.
... فماذا يمنعني أن انتصر لتركة أهلي وسلفي، الذين على هدي النبوة عاكفون آناء الليل وأطراف النهار .. وإذا أنا بالمناجاة الموسوية ترد على الخاطر حاملة صورة البشرى من وجه آخر:] رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي. وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي. يَفْقَهُوا قَوْلِي. وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي [. .. وطاف بخلدي قول الرسول r لعلي بن أبي طالب: [أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى]؟. فاطمأن قلبي إلى هذا الارتباط الشاهد باتصالنا حسا ومعنى .. فهارون كان لموسى وزيرا وأخا وعضدا، وعليا – رضي الله عنه- قال له الرسول r : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى].
وكفى بهذا الفخر العرقي القائم على الجهاد في سبيل الله من دليل على عظم السلالة وأصلها، وإباحة مطلقة في الانتصار للأب والأهل). اهـ.
أقول:
هل تعلم أيها الشيخ – هداك الله - بأن كلامك هذا حين نربطه مع ما سبق من أقوالك الموافقة لأقوال الشيعة فإنه يدل على فكر شيعي منحرف؟. ومن باب الإنصاف فإنني لا أظنك ممن يعتقد بكل ما في الفكر الشيعي من غلو وانحراف، لكنك لم تسلم من أفكارهم، واستدلالاتك نجدها هي نفس استدلالاتهم، وهذا يفتح للمغترين بك الباب لأن يتقبلوا الأفكار الشيعية التي تسربت إليك حين تمليها عليهم، ولا نستبعد بعد ذلك أن يتخرج جيل على يديك أسرع ما يكونون قبولا للدين الشيعي الذي صار له مبشرون مأجورون، يدعمهم شيعة إيران باسم (تصدير الثورة الإسلامية)!!.
ولي مع كلامك هذا وقفات:
¥