تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا: تسمي الشيعة هذا الحديث بـ (حديث المنزلة)، ويقولون: إن النبي r في هذا الحديث أثبت لعلي ابن أبي طالب - t - كل المنازل التي كانت لهارون - u - من موسى - u- . وهارون كان وزيرا لموسى وشريكا له في أمره، وخليفة له في غيبته، ويزيدون في هذا الحديث أن النبي r قال في آخره: { .. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي}. وهي زيادة مكذوبة لا تثبت، وقد صح الحديث عند البخاري ومسلم بدونها.

ثانيا: هذا الحديث إنما جاء لسبب معين، وهو تطييب قلب علي وخاطره - t - ، لكونه r تركه مع النساء والصبيان. فقد خرج النبي r للجهاد في (غزوة تبوك) ولم يأذن لأحد بالتخلف إلا أهل الأعذار والنساء والصبيان. واستخلف النبي r على أهل بيته علي بن أبي طالب t . فتحدث المنافقون وقالوا: إن النبي r إنما تركه في المدينة لأمر في نفسه – يعني بغضا لعلي -، فبلغ عليا كلامُهم، فتبع النبيَ r يبكي ويقول: يا رسول الله، أتخلفني في النساء والصبية؟!. فطيب النبي r خاطره وقال: {ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ... } الحديث.

فأنت ترى أن النبي r إنما تكلم بهذا حينما اشتكى علي t ، وإلا قد خرج النبي r ولم يقل له شيئا. فدل هذا على أن المراد ما ذكرناه، لا أن يكون علي t خليفة للناس من بعده ([14]).

ثالثا: ذكر ابن جرير وابن كثير أن الوالي على المدينة في غزوة تبوك كان (محمد بن مسلمة) t ، أما علي بن أبي طالب فكان على أهل بيت النبي r خاصة. وهذا يدل على عدم إرادة النبي r للخلافة.

رابعا: هارون لم يخلف موسى، لأنه مات قبل موسى، والذي خلفه هو (يوشع) u .

خامسا: إن النبي r استخلف غير علي في (حجة الوداع) وهي بعد تبوك.

سادسا: تشبيه النبي r لعلي t بهارون u لا يعني أنه أفضل الصحابة أو أنه أولى بالأمر من بعده. فإن النبي rشبه (أبا بكر) و (عمر) بمن هم أفضل من هارون u .

ففي (غزوة بدر)، رأى عمر في قضية الأسرى أن يقتلوا، ورأى أبوبكر أن يعفى عنهم، فقال النبي r لأبي بكر: {إن مثلك كمثل إبراهيم يوم قال:] َمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [. ومثلك كمثل عيسى إذ قال:] إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [. وقال لعمر: ومثلك كمثل نوح لما قال:] رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [. ومثلك كمثل موسى لما قال:] رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [}.

سابعا: إن النبي r مات ولم يصبح علي خليفة للمسلمين، فدل على بطلان زعمهم، والله لا يخلف الميعاد.

والآن: قل لي أيها الشيخ: ماذا تريد أن تستدل عليه من هذا الحديث؟.

(13) الحسن ملزم بالقتال لأجل الحكم (مهما كلف الثمن):

يقول الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 34) ناظما وشارحا:

ومثله صلح الإمام الحسن .. مع البغاة مدرءاً للفتن

قال:

(أي: ويستشهد على مفهوم سنة المواقف ما فعله الإمام الحسن مع محاربيه من أجل الحكم، فالنصوص الشرعية تلزمه بمحاربة البغاة وعدم التخلي عن موقع القرار مهما كلف الثمن .. ). اهـ.

قلت:

أي نصوص شرعية هذه التي تلزمه بمحاربة (البغاة) في سبيل الحكم، بل ومهما كلف الثمن؟!.

أليس النبي r قد بشر الحسن - t - بمنقبة عظيمة بقوله: {إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين}. فهذا هو النص الشرعي الذي اتخذه الحسن بن علي - t - ، لا ما يتعطش له الشيخ (أبوبكر المشهور) – هداه الله - من الحكم والبقاء في الخلافة، (ومهما كلف الثمن)!!.

(14) (الحسين) ضحى بنفسه لاستعادة الحق المسلوب:

يقول الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 35) نظما وشرحا:

وما جرى من فتنة التآمر .. على الحسين في الصراع الدائر

ضحى لأجل الحق واعتداله فصار درسا مقنعا لآله

قال: (يشير الناظم، إلى موقف آخر من مواقف السنة المشار إليها بسنة المواقف، وهي ما جرى للإمام الحسين الذي دفع به الدافعون من المحبين والمتعلقين، ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه .. ). اهـ.

أقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير