تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل كان الحسين t مصيبا في خروجه للقتال؟. لقد حاول بعض الصحابة أن يمنعوه كعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن جعفر، ولقيه الفرزدق الشاعر ونصحه أن لا يفعل، لكنه t لم يصغ لمشورتهم وخرج للقاء حتفه.

إن الحسين بن علي t كان مجتهدا على كل حال ومأجورا، لكن فعله ذلك لا يعني أنه مصيب ولا أن نجعل من موقفه ذلك حجة للخروج على الحكام لإعادة الحكم والقرار لآل البيت، كما يراه الشيخ (المشهور) – هداه الله - بأنه الدرس المستفاد من خروج الحسين بقوله: (ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه)!.

إن الله تعالى بعث نبيه محمدا r عبدا رسولا، ولم يبعثه ملكا رسولا. فالمُلك لم يكن للنبي r فلا يكون مطلبا لأهل بيته!!. فكم سفكت من دماء، وقتل أبرياء، بسبب هذه الفكرة المشئومة التي سلكها الخوارج من أهل البيت ومعهم شيعتهم في سبيل الوصول إلى الحكم والخلافة، على مدى التاريخ، و مع هذا ينادي الشيخ (المشهور) – هداه الله - بهذه الأفكار لأنها عنده من حقوق آل البيت!.

وإليك – عزيزي القارئ – بيان الجذور الحقيقية لفكرة (الولاء لآل البيت) – الولاء المنحرف -، وماذا يراد من ورائها:

1) في عام (35 هـ) وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس، فأعلنوا أنهم شيعة علي. والوقوف مع علي t حق، لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين، وإضعاف شوكتهم. والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس، وخاصة عند العامة، ومن ذا لا يحب آل بيت رسول الله r ؟ ! .

ووقف عبد الله بن سبأ اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقية علي في الخلافة، ومنذ ذلك الحين، التحمت المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين، لأن الإسلام أخرج اليهود من الجزيرة، وسلب المجوس الفرس ملكهم، فلا غرابة أن دبروا مقتل الخليفة عمر بن الخطاب t ، وأن يستمروا في مسلسل مؤامراتهم ضد الإسلام.

2) عندما افتتح المسلمون بلاد فارس، تزوج الحسين بن علي t ( شهر بانو) ابنة يزدجرد ملك الفرس، بعد ما جاءت مع الأسرى، وكان هذا الزواج، من الأسباب التي دفعت المجوس للوقوف مع الحسين بالذات، لأنهم يرون أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين، وأولاده من بعده، هو دم فارسي، من قبل أمه (شهر بانو) ابنة يزدجرد من سلالة الساسانيين المقدسة عندهم.

3) بعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t ، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أمية، لتجد الدعوات الباطنية فراغا تنشط فيه، حتى إذا كان عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، نهض الحسين بن علي بن أبي طالب t وأعلن ثورته ضد بني أمية، فكانت معركة (كربلاء) بين الفريقين، وقتل فيها الحسين t وكوكبة من كبار العلويين، فاتخذت الأيدي الخفية أسلوب العمل السري، والحركة الباطنية، ورفعوا شعار (البيعة للرضا من آل محمد).

4) وفي عام 132هـ بويع أبو العباس (السفاح) بالخلافة، كأول خليفة عباسي بتمهيد من القائد أبي مسلم الخراساني – المجوسي الأصل -، ومنذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلا، وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب، فأشبعوهم قتلا وتنكيلا وبطشا منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137 هـ، وعندما هم المنصور أن يكون خليفة فعلا، سخر منه أبو مسلم، وشق عصا الطاعة، وحاول أن يستقل بخراسان، لولا أن المنصور استدرجه بحنكته ودهائه، وفرق عنه معظم أتباعه وأنصاره، ثم قتله عام 137 هـ، متهما إياه بالعمل سرا لإعلان دولة علوية.

5) ظل العباسيون على مستوى عال من اليقظة والحذر من خطر الثورات العلوية. فعندما أحس هارون الرشيد بخطر البرامكة على دولته تولى نكبتهم الشهيرة سنة 186 هـ، متهما إياهم بالعمل السري لدعوة (يحي بن عبد الله بن الحسن العلوي).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير