تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلفت جيلا من الأصحاب سيرتهم .. تضوع بين الورى مسكا وريحانا

كانت فوحهم برا ومرحمة كانت .. سياستهم عدلا وإحسانا

لم يعرفوا الدين أورادا ومسبحة بل .. أشبعوا الدين محرابا وميدانا

قال ابن كثير في (البداية والنهاية: 8/ 23):

(ولما ولّي علي بن أبي طالب الخلافة أشار عليه كثير من أمرائه ممن باشر قتل عثمان أن يعزل معاوية عن الشام ويولي عليها سهل بن حنيف فعزله فلم ينتظم عزله والتف عليه جماعة من أهل الشام ومانع علياً عنها وقد قال: لا أبايعه حتى يسلمني قتلة عثمان فإنه قتل مظلوماً، وقد قال الله تعالى:] وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً .. [.

وروى الطبراني عن ابن عباس t أنه قال: ما زلت موقناً أن معاوية يلي الملك من هذه الآية. وقد أوردنا سنده ومتنه عند تفسير هذه الآية. فلما امتنع معاوية من البيعة لعلي حتى يسلمه القتلة، كان من صفين ما قدمنا ذكره، ثم آل الأمر إلى التحكيم، فكان من أمر عمرو بن العاص وأبي موسى ما أسلفناه من قوة جانب أهل الشام في الصعدة الظاهرة، واستفحل أمر معاوية، ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم).

وقال أيضا: (وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له:

أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ً، وأنا ابن عمه، وأنا أطلب بدمه وأمره إليَّ؟. فقولوا له فليسلم إليَّ قتله عثمان وأنا أسلم له أمره. فأتوا عليّاً فكلموه في ذلك فلم يدفع إليهم أحدا ً، فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية) ([18]).

(16) كبار الصحابة ممن وقف مع معاوية مندفعون:

قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 108، في الحاشية):

(وبُعد نظر الإمام _ أي (عليّ) _ في شأن قتلة عثمان وأخذهم بعد جمع خيوط المؤامرة، لم يقبله معاوية، بل وقف ومعه عدد من كبار الصحابة بنفس الاندفاع الذي أدى في عهد عثمان إلى قتله، وهذا ما يعبر عنه بالفتنة ... ). اهـ.

أقول:

هل هذا من الأدب أن يوصف أصحاب النبي r بأنهم مندفعون؟. أليس السلامة في السكوت عما شجر بينهم، والإمساك عما جرى بينهم، وأن نكل أمرهم إلى الله] تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [.

(17) معاوية أول ناكث للعهد:

قال الشيخ المشهور في كتابه (التليد والطارف: 146):

( ... وأول من نكث العهد معاوية وابنه يزيد مع الإمام الحسن في شأن تولية العهد، ثم تتابع الأمر مع الإمام الحسين - رضي الله عنه - حيث أخذ معاوية البيعة لابنه يزيد من أهل الشام بُعيد علمه بموت الحسن ونكث العهد بعده). اهـ.

أقول:

لماذا لا يستحيي الشيخ (المشهور) من وصف هذا الصحابي الجليل بأنه (أول من نكث العهد)؟. وأي عهد نكثه معاوية t ، وقد سلم الحسن بن علي t له الخلافة بنفسه، وتنازل عنها؟.

قال ابن كثير في (البداية والنهاية: 8/ 285):

(ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم كما تقدم، فعند ذلك بايع أهل العراق الحسن بن علي، وبايع أهل الشام لمعاوية بن أبي سفيان. ثم ركب الحسن في جنود العراق عن غير إرادة منه، وركب معاوية في أهل الشام. فلما تواجه الجيشان وتقابل الفريقان سعى الناس ينهما في الصلح فانتهى الحال إلى أن خلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الملك إلى معاوية بن أبي سفيان وكان ذلك في ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة إحدى وأربعين - ودخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها خطبة بليغة بعدما بايعه الناس واستوثقت له الممالك شرقاً وغرباً، وبعداً وقرباً، وسمّى هذا العام عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على أمير واحد بعد الفُرقة).

وأي عهد نكثه معاوية مع الحسين t ؟ . أهو توليته لولده يزيد من بعده وأخذه البيعة له؟.

والجواب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير