تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(وعن أمير المؤمنين u أنه قال: إن الله – تبارك وتعالى – طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجة في أرضه) ([39]).

ويقول (الخميني) – الهالك – في كتابه (الحكومة الإسلامية):

( .. الأئمة لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين).

إذن:

ليس مفهوم (الإمامة) هو بمعنى (الاجتهاد) كما تحاول أن تقرره، وإليك هذه الشهادة الهامة من الملحق الخاص لـ (فرع الدراسات وخدمة التراث لرباط التربية الإسلامية بعدن) ذي المنهج الصوفي، والذي ترعاه بنفسك، في ملحقه على كتابك (الأبنية الفكرية: 81 - 83)، حيث جاء فيه:

( .. وأول من كتب في هذا المضمار من المتأخرين الإمام المؤرخ العلامة السيد / عبد الرحمن بن عبيد الله في الموضوع، في رسالة سماها (نسيم حاجر في مذهب الإمام المهاجر) ذهب فيها إلى أن الإمام المهاجر إمامي بمعنى الإمامة الباطنة، التي هي بمقام القطبانية، الذي توارثه آل البيت عن سيدنا علي - t - ، ... ثم أردف الإمام ابن عبيد الله رسالته (نسيم حاجر) برسالته الثانية (سموم ناجر في الرد على إثمد البصائر) .. ومفادها التأكيد على ما عناه في رسالته الأولى، وأنه في (نسيم حاجر) إنما عنى الإمامة المتوارثة في آل البيت كمقام روحي (القطبانية).

ومما قاله في آخر (سموم ناجر) – مخطوط -: وقد راجعت في ذلك – أي الإمامة بمعنى القطبانية – أخانا الذي انتهت إليه رئاسة الإرشاد في تريم، السيد علوي بن شهاب الدين، فقال: إن ذلك مما أصفقوا عليه – أي أجمعوا – ولا حاجة للتأليف في ذلك). اهـ.

أقول:

إذا كنتم تؤكدون على أن مرتبة (الإمامة) هي بمرتبة (القطبانية) هربا من أن ترموا بالتشيع، فإن حالكم أشبه بحال المستجير من الرمضاء بالنار!!.

هل تعرف أيها الشيخ (المشهور) والإخوة في فرع الدراسات وخدمة التراث ما معنى (القطبية)؟. ليس هناك من فرق بين مفهوم (القطب) عند الصوفية، ومفهوم (الإمام) عند الشيعة الإمامية. فالشيعة يجعلون من (الإمام) إلها من دون الله يعبد، وما ذلك إلا لما وصفوه من صفات الكمال التي لا ينبغي أن يوصف بها أحد إلا لله، وأنتم معشر (الصوفية) أوصلتم القطب إلى مرتبة الربوبية والألوهية لما أطلقتم عليه من الصفات.

يقول العلامة ابن خلدون في (مقدمته): ( .. وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب، ومعناه رأس العارفين، يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه حتى يقبضه الله، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان .. وهو بعينه ما تقوله الرافضة في توارث الأئمة عندهم، فأنظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الرأي من الرافضة ودانوا به، ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب، كما قال الشيعة في النقباء).

وأنت بنفسك أيها الشيخ (المشهور) قد قدمت بالثناء العاطر والمديح الفاخر لرسالة أحد تلاميذكم المتصوفة، وهو الأخ / أحمد بن عبد اله بن شهاب، والتي هي بعنوان (التعرف على التصوف)، جاء فيها – وأرجو أن تتأمل هذا جيدا – قوله عن (القطب):

(القطب: هو أكمل إنسان ممكن في مقام الفردية أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في كل زمان، تدور عليه أحوال الخلق، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل).

فأي فرق بين هذه الأوصاف (للقطب)، وبين أوصاف (الإمام) عند الشيعة؟

والعجب كل العجب من تزكيتك أيها الشيخ لهذا الكتاب، وفيه ما فيه من الطوام، ومباركتك له قائلا:

(فقد اطلعت على ما رقمته أنامل السيد الفاضل / أحمد بن شهاب وقد أجاد وأفاد، وجمع من الفوائد العلمية والنقولات ا لتاريخية ما يضعنا أمام لبنة هامة من لبنات العمل الجاد لتوثيق تراثنا المبارك ... ولهذا نرى أن تحفظ من هذه الأعمال صورة في ملفات قسم الدراسات والبحوث بتريم .. وخاصة أن لدى المذكور أعمال أدبية وعلمية وثقافية، وأخرى تحتاج إلى الإبراز والإظهار ليتمكن الذهن من زيادة الإثراء، وهذا ما نأمله في كل باحث ومفكر).

والآن:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير